أكد أحمد عامر خبير التوعية بمخاطر الألغام، أن الأجسام القابلة للانفجار من مخلفات الحروب تمثل أحد مصادر تصنيع المتفجرات البدائية، التى يستخدمها الإرهابيون فى عملياتهم ضد قوات الجيش والشرطة والمدنيين، إضافة إلى المواد المتفجرة والذخائر التى تم تهريبها من ليبيا، خلال فترة الانفلات الأمنى التى أعقبت ثورة يناير التى تزامنت مع انهيار النظام الليبى.
وأوضح عامر فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن انتشار مخلفات الحرب من الأجسام القابلة للانفجار بالصحراء الشرقية، ساهم فى زيادة تصنيع العبوات البدائية المتفجرة، من خلال قيام المجموعات الإرهابية باستغلال مخلفات الحروب واستخراج المواد المتفجرة منها وإعادة استخدامها فى عملياتهم الإجرامية، مشير إلى أهمية دور التوعية بالألغام ومخاطرها، للتعريف بمشكلة الألغام بمطروح وأنواعها وأشكالها وكيفية التعامل معها، حتى يتمكن المواطن من معرفة هذه الأجسام وكيفية التعامل ولإبلاغ عنها، إضافة إلى تفعيل دور المركز المصرى لإزالة الألغام التابع لوزارة التعاون الدولى، فى العمل على إزالة وتطهير المناطق المختلفة التى تتواجد فيها الألغام ومخلفات الحروب القابلة للانفجار.
وكشف "عامر" أن 65 مليون شخص من أنحاء العالم راحوا ضحايا الحروب، خلال العقود الماضية، وأن الحرب العالمية الثانية خلفت نحو 16 مليونا و700 ألف جسم قابل للانفجار فى صحراء مصر الغربية وحدها، وهو ما يجعل مصر من أكبر دول العالم فى نسبة الاحتواء على ألغام من مخلفات الحرب العالمية على أرضها، مؤكداً أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم عابرى الحدود ومخالفى القانون من المهربين وكذلك بائعى الخردة.
وأشار إلى تراجع معدل الإصابة من انفجارات الألغام بمطروح إلى صفر منذ بداية عام 2016 وحتى الآن، بسبب التوعية وجهود الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وفريق الرائدات الريفيات التابعين لمديرية الصحة، وعددهن 23 رائدة ريفية بكافة مراكز المحافظة، من خلال نشر التوعية، بمشاركة الجهات المعاونة من الوزارات المعنية بالتعليم والثقافة والإعلام والصحة والبيئة والإرشاد.
ونوّه "عامر" إلى أن هناك مسئولية مجتمعية نحو قضية الألغام وتشمل منظمات المجتمع المدنى والمؤسسات المدنية والنقابات ومراكز الشباب.
وأكد خبير التوعية بمخاطر الألغام، أن دور التوعية بمخاطر الألغام وأنواعها وأشكالها وكيفية التعامل معها، يمثل جانباً هاماُ فى مواجهة مصر للإرهاب، فقد تطورت العمليات الإرهابية و بلغ عددها 1165 عملية إرهابية خلال الـ 3 سنوات الماضية، واحتل عام 2015 أكبر نسبة من عدد العمليات وشهد شهر يناير من عام 2015 وقوع 124 عملية عنف مسلح وفى فبراير 105 عملية وفى مارس 125 عملية إرهابية ، وفى ابريل 72 عملية وفى أغسطس 27 عملية إرهابية وفى نوفمبر وقوع 5 عمليات إرهابية وفى ديسمبر 9 عمليات إراهابية وفى عام 2016 تراجع معدل العمليات الإرهابية خلال العام ليصل إلى 199 عملية.
وأرجع "عامر" مصدر استخدام العبوات الناسفة بدائية الصنع فى العمليات الإرهابية، إلى دخول كم هائل من الذخائر والأسلحة والمتفجرات من ليبيا خلال فترة الانفلات الأمنى إلى مصر، كما تشكل الألغام والذخائر غير المنفجرة فى الصحراء والتى يتم إعادة استخدامها كعبوات ناسفة فى العمليات الإرهابية، وتشكل هذه العمليات خطرا على مقدرات الدولة وعلى أمن واستقرار المجتمعات، كما يشكل عبئا على كاهل الدولة ويدفع أبناء القوات المسلحة والشرطة فضلا عن المدنيين الثمن كنتيجة للأنشطة الإرهابية التى لا دين لها ولا وطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة