لا تحاول أن تضع تعريفًا محددًا للجمال، لأنك حينئذ ستجرده من روحه التى هى أحلى ما فيه.. فالجمال سر من أسرار السماء، وهو رمز إلهى.. تعانقه العين فيتنبه الوجدان، وينجذب إليه القلب مثلما تنجذب قطعة الحديد إلى المغناطيس، والمعنى الحقيقى والعميق للجمال لا يمكن أن يقتصر أبدًا على الجمال الحسى، لأنه سيصبح حينها جمالًا ناقصًا ومبتورًا، فالجمال الحسى لابد أن يصاحبه جمال الروح لكى يكونا معًا المعنى المتكامل للجمال.. فالزهرة الزاهية الألوان الخالية من العبير لا يمكن أن تكون فى جمال الزهرة المماثلة ذات العبير الفواح، وكذا المرأة جميلة الخلقة إذا لم تتحلَ بالجمال النفسى والفكرى والخلق الطيب والمشاعر النبيلة الفياضة، والتى تمثل جميعها «جمال الروح»، انطفأ جمالها، وخبا بريقه، وفقد تأثيره وضاع إلهامه.. فاللهم اجعلنا ممن يتمتعون بجمال الروح حتى نمتع ونستمتع بروح الجمال.