قبل 5 أيام من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التى وصفها الكثير من المراقبين بأنها أصعب انتخابات رئاسية منذ عقود، ومع احتدام المواجهات داخل المعسكرات السياسية، وفى خضم التحضير للسباق الرئاسى، تحاول مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية، الحزب اليمينى المتطرف، التربع على عرش الرئاسة، وتستغل لصالحها كل ما يدور فى أذهان الفرنسيين من خوف والإحساس بعدم الأمان، وكذلك محاولات إقناعهم باستقلال فرنسا عن أى دولة اخرى وتعهدها بحل مشكلة المهاجرين المنتشرين فى البلاد، والخروج من منطقة اليورو وتخفيض الضرائب على الشركات الصغيرة، وغيرها الكثير.
ومع قرب انتهاء فرصتها فى الحشد ومواجهة مصيرها حثت لوبان انصارها، فى كلمة أول أمس الاثنين فى العاصمة باريس على الاحتشاد خلفها، معتبرة أنها تمثل معسكر "الوطنية"، على العكس من منافسيها الذين يدعونها.
وقالت لوبان الاختيار بسيط، يوم الأحد المقبل موعد الجولة الأولى من الانتخابات، أنه اختيار بين فرنسا تصعد من جديد وفرنسا تغرق"، وأضافت زعيمة اليمين المتطرف، أتعهد لكم أنى سوف أحميكم، موضحة أن الإجراء الأول الذى سأتخذه كرئيسة هو إعادة فرض السيطرة على حدود فرنسا، وردد حشد من حوالى خمسة آلاف من أنصار لوبان الهتاف التقليدى للجبهة الوطنية، التى تتزعمها "هذا وطننا!".
ومن أهم التدابير التى يتضمنها برنامج لوبان الانتخابى، هو مجال مكافحة الإرهاب وإغلاق الحدود الفرنسية، إذ قالت لوبان فى مقابلة سابقى مع صحيفة " لو باريزيان" الفرنسية مطلع الشهر الجارى، أن اول الخطوات التى يعتمد عليها فى تلك القضايا هى مزيد من تحصين الحدود الفرنسية، وبعد ذلك ترحيل الأجانب الذين لهم سوابق أمنية وصلات بالتطرف أو ممن لم يحصلون على أوراق هوية، وإسقاط الجنسية الفرنسية عن حاملى جنسية أخرى "إذا تأكدت صلاتهم بالإرهابيين".
وتعتزم مرشحة اليمين المتطرف، محاربة الإسلام المتطرف، على حد تعبيرها، من خلال "إغلاق مساجد السلفيين" التى تقوم ببث خطب الكراهية وسط البلاد، حسب قولها، وكذلك من خلال حظر "اتحاد المنظمات الإسلامية فى فرنسا" الذى وصفته بكونه تابع لحركة " الإخوان الإرهابية".
وتتوافق الانتخابات الرئاسية الفرنسية هذه المرة مع زعزعت الثقة بالاتحاد الأوروبى، خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد وظهور "نزعات انفصالية" عن التكتل الأوروبى فى عدة دول أوروبية مع تصاعد فى شعبية اليمين المتطرف فى القارة.
ومن جهة أخرى قالت مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبان، على موقعها الإلكترونى، أنها تنوى تعليق اتفاقات شينجن لحرية تنقل الأفراد داخل الاتحاد الأوروبى وطرد الأجانب الذين لديهم ملفات قضائية لتطرفهم "خلال مهلة شهرين"، فى حال فوزها بالرئاسة.
وعرضت لوبان على موقعها الإلكترونى وفى شريط فيديو التدابير الـ10 التى ستخصها بأولوية فى حال فوزها بالاقتراع من دورتين فى أبريل والسابع من مايو، ووعدت زعيمة الجبهة الوطنية التى تتصدر حاليا استطلاعات الرأى أمام المرشح المستقل إيمانويل ماكرون، بتنظيم استفتاء لتعديل تنظيم المؤسسات.
وتريد من خلال ذلك فرض مبدأ الأولوية الوطنية والدفاع عن هوية الشعب والتراث التاريخى والثقافى وخفض عدد النواب وأعضاء مجلس الشيوخ.
وفى المجالين الاقتصادى والاجتماعى تنوى لوبان خفض الحصص الثلاث الأولى من ضريبة الدخل بـ10% وخفض سن التقاعد إلى ستين عاما للفرنسيين الذين ساهموا خلال أربعين عاما.
وفى مخاطبة القرى المهمشة بالبلاد قالت لو بان أنها سوف تفصل إقليمى الإلزاس وشامبان أردان، عن بعضهما لضمان استقلال كل إقليم، وذلك خلال تواجدها فى قرية على حدود "الألزاس وموزيل".
قالت صحيفة "لور اكتويال" المحلية الفرنسية، أن المرشحة الفرنسية توجهت إلى تلك المنطقة الريفية لتوجيه النظر إليها كونها تتوجه إلى المدن والمناطق "المنسية"، والتى لم يتوجه إليها مسئولون من قبل، وأنها ترى مصالح الجميع دون تفرقة.
وخلال كلمتها أمام أنصارها قالت: "لقد عانيت كثيرًا فى هذه المسألة، تلك المناطق المدمجة تمثل لى قلقا بالغا، فأنا تربيت وترعرعت فى منطقة هوت سين، الواقعة ضمن هذين الإقليمين، وأقدر معاناتكم وعدم شعوركم بالاستقلال".
وأضافت لوبان: "أؤكد لكم هذه الليلة على اننى ملتزمة بإلغاء المجال الاقليمية هنا، ووضع نهاية لهذه المناطق المدمجة، وسوف أعطى الألزاس لسكانها وموزيل لسكانها".
وفى نهاية حديثها قالت: "لدى اجتماعات كثيرة الفترة المقبلة فى قرى صغيرة، ومع فرنسيين لم يروا مرشحًا جاء لهم من قبل، وهذه القرى هى مكانى الأساسى، أنا هنا بين الفرنسيين الذين أريد الدفاع عنهم".
وفى تجدمع انتخابى أخر فى مدينة بوردو الفرنسية، وصفت مارين لوبان العملة الأوروبية "اليورو"، التى تريد فرنسا التخلى عنها، بأنها "سكين فى ضلوع الشعب الفرنسى"، وأن انسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبى لن يدمرها أو يخلف، وقالت أثناء التجمع "انتخابات الرئاسة المقبلة قد تبشر بتغيير عميق فى الحضارة".
وقالت "نحن تحت رحمة عملة تناسب ألمانيا وليس اقتصادنا، اليورو فى المقام الأول سكين مغروز فى ضلوعنا ليجعلنا نذهب إلى حيث يريد آخرون أن نذهب"، وفى تأكيد منها على آرائها المناهضة للعولمة والهجرة، قالت لوبان: "لا نريد فرنسا مفتوحة لكل التدفقات التجارية والبشرية بدون حماية وحدود".
وخلال لقاء صحفى لها مع صحيفة "20 مينيت" الفرنسية، نددت لوبان بصلاة المسلمين فى الشوارع والتى على الأرجح تكون فى أيام الجمعة، أو المناسبات التى تحمل طابع دينى، وتعهدت أنها حال ترشحها سوف تصدر قانون يحظر تلك الممارسات وأن عقاب المخالفين سيكون شديد وغليظ للغاية، لأن قواعد الجمهورية ليس ملك لفئة دون أخرى، وكذلك لا يحق لأحد فرض معتقداته على الجميع.
وتابعت لوبان حديثها أن زملائنا وأشقائنا المسلمين فى فرنسا سيعيشون فى حياة سلمية، وأشارت أن الغالبية العظمى للمسلمين فى فرنسا يحترمون القوانين ويطبقون مبادئ العلمانية، وهى عدم الإفصاح عن ديانتهم سواء بملابس محددة أو بممارسة عادات وتقاليد خاصة بهم وهؤلاء أنا بجانبهم ولا أرى فيهم أى خطورة على فرنسا.
وتتضمن خطتها استفتاء على البقاء فى الاتحاد الأوروبى، كما تنوى أيضاً سحب الجيش الفرنسى من قوات الناتو.. وإنشاء عملة وطنية للبلاد بدلا من اليورو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة