على مساحة أكثر من 12 ألف متر مربع فى كوم أبوراضى ببنى سويف تقع أكبر ورش سكة حديد لتجديد وتطوير وإعادة هيكلة القطارات وإجراء جميع أنواع «العّمرَات» لمختلف العربات، التى تدخل فى تركيب القطارات سواء المكيفة أو المميزة أو المطورة.. الورش الأهم بالسكة الحديد على مستوى الجمهورية تجرى داخلها مشروعات إعادة هيكلة عربات القطارات، التى انتهى عمرها الافتراضى ووصلت لحالة تمنعها من الاستمرار فى الخدمة، لاستخدامها وتشغيلها مجددًا.
ورش سكة حديد كوم أبو راضى تعبر إحدى قلاع الصناعة المنسية، التى بقليل من التطوير لمعداتها، التى أغلبها يعود للثمانينيات يمكن تصنيع داخلها عربات القطارات بالكامل، وفى هذه الورش بوضعها الحالى يجرى تصنيع داخلها أكثر من 60% من قطع الغيار المستخدمة فى تجديد العربات «كل قطار يتكون من مجموعة من العربات» لإعادة استخدامها مجددا وتشغيلها فى نقل الركاب، ولأهمية هذه الورش كانت جولة «اليوم السابع» داخلها لاستكشاف أعمال التصنيع وتجديد عربات التى تجرى بها.
ورصدت «اليوم السابع» خلال جولتها داخل الورش مراحل تجديد العربات ابتداء من دخولها للورش بحالة لا يمكن معها تشغيلها فى نقل الركاب، وبعض هذه العربات شبيهة بقطع الخردة، مرورًا بمرحلة «تفوير» العربة من كل مقاعدها المتهالكة والأجزاء، التى أكلها الصدأ من جسم العرب، والمكونات التى تحتاج للتغيير، وتركيب بدلا من الأجزاء المتهالكة والتى تحتاج تغيير، انتهاء بدهان العربة من جديد لتصبح فى شكلها الجديد بعد التطوير جاهزة للتشغيل مجددا.
وقال المهندس مجدى رزق رئيس الإدارة المركزية لورش السكة الحديد والذى رافق «اليوم السابع» خلال جولتها: إن «عّمرَات» العربات المكيفة والمميزة تجرى حاليا داخل هذه الورش، وكذلك مشروعات تطوير العربات المتهالكة لإعادة استخدامها مجددا، مستطردا: أسطول قطاراتنا قياسا على المعايير العالمية انتهى عمره الافتراضى.. لذلك يتم اللجوء إلى هذه الورش لتجديد العربات وتغيير كل الأجزاء والمكونات المتهالكة، مما يعطى العربة عمر افتراضى جديد».
وأضاف رزق أن العمر الافتراضى المحدد للقطارات فى دول العالم 35 عاما، لكن لدى سكك حديد مصر يوجد عربات تعمل منذ بداية الستينيات وهى العربات المجرية، كما أن 90% من عربات القطارات تعمل منذ بداية الثمانينيات بما يعنى أنه وفقا للقياسات العالمية انتهى عمرها الافتراضى، إلا أن من خلال مشروعات تطوير وتجديد هذه العربات داخل تلك الورش تحصل على عمر افتراضى جديد، متابعا: «نتغلب على الإمكانات المادية المحدودة وعدم توفر التمويل المطلوب لشراء عربات جديدة بمشروعات التطوير والتجديد للعربات وإعادة هيكلتها لاسخدامها مجددا.
وأوضح المهندس رزق أن يجرى عّمرَات لكل عربة كل 18 شهرا تسمى «عّمرات عمومية»، وأخرى «عّمرَة خفيفة» تجرى للعربة فى حالة تعرضها لعارض أو أى حادث، مستطردا: «هذه العّمرَات تختلف عن الصيانة، التى تجرى قبل رحلة قطار أو العّمرَات الدورية، التى تجرى كل ثلاثة أشهر داخل ورش التشغيل بالسكة الحديد والمتواجدة على مستوى المحافظات»، مشيرا إلى أن الورش التى تجرى بها العّمرَات العمومية والخفيفة وتصنيع قطع الغيار، التى يطلق عليها «الورش الإنتاجية» تختلف عن الورش، التى تجرى بها الصيانة العادية، التى تسبق كل رحلة والعّمرَات الدورية كل ثلاثة أشهر، التى يطلق عليها «ورش التشغيل».
ولفت المهندس رزق إلى وجود 1032 عربة مميزة على مستوى السكة الحديد يجرى لها حاليا مشروعات تجديد وتطوير وأخرى تحسين ورفع كفاءة داخل ورش كوم أبوراضى، ومشروعات التحسين للعربات مماثلة للعّمرَات العمومية، التى تجرى كل 18 شهرا، أما مشروعات التطوير للعربات فتشمل تجديد كامل للعربات، لافتا إلى أن هناك 450 عربة يجرى لها تطوير شامل، بينما باقى العربات يجرى لها تحسين ورفع كفاءة، مشيرا إلى أن تكلفة تجديد العربة المميزة تصل إلى 1.2 مليون جنيه فى حين تقدر تكلفة شراء العربة الواحدة جديدة بملايين الجنيهات.
وأشار رزق إلى أن إنتاج ورش كوم أبوراضى الشهرى يصل إلى 115 عربة سواء تطوير وتجديد شامل أو تحسين ورفع كفاءة، وهذا يجرى كل 18 شهرًا، لافتا إلى أن هذا العدد يشمل عربات مميزة ومكيفة وعربات بوفية وبور، لافتا إلى أن 60% من قطع الغيار، التى تستخدم فى تجديد العربات يتم تصنيعها داخل الورش، كما أن هناك مكونات يتم إعادة تأهيلها واستخدامها مجددا فى مكونات العربات، مستطردا: «نستطيع داخل هذه الورش أنتاج أكثر من 115 عربة شهريا، لكن ننتج ما يتماشى من أسطول قطارات السكة الحديد، الذى يجرى لها عّمرات جسيمة كل 18 شهرا.
وأكد رزق أن ورش كوم أبوراضى بوضعها الحالى يمكنها تصنيع عربات بالكامل من خلال شراكتها مع مصانع الهيئة العربية للتصنيع أو مصانع تصنيع القطارات العالمية، ويمكن تصنيع عربات بالكامل داخلها وحدها لكن مع تطوير معداتها وتحديثها، التى أغلبها يعود للثمانينيات عندما أنشأ هذه الورش الرومانيين، مستطردا: «لتصنيع عربات بالكامل بها نحتاج لتمويل.. والتمويل أزمة السكة الحديد.. لكن وفقا للظروف الحالية يمكن إجراء شراكات بين هذه الورش ومصانع الهيئة العربية للتصنيع لإنتاج عربات القطارات بالكامل داخلها».
وأفاد المهندس مجدى على، مدير عام ورش كوم أبوراضى، أنه يجرى داخل الورش جميع أنواع العّمرَات لجميع أنواع عربات القطارات، متابعا: «العربة بتيجى عندنا متهالكة وغير صالحة للتشغيل بتخرج مثلها مثل العربة الجديدة.. وبنعيد استخدام الأجزاء، التى يمكن إعادة تأهيلها مجددا فى مكونات العربات.. وأغلب المكونات التى نحتاجها فى تجديد العربات يتم تصنيعها داخل الورش والبعض الآخر تورده لنا الهيئة العربية للتصنيع.. ويوجد مكونات لا تصنع فى مصر ويتم استيرادها من الخارج».
بينما شكى بعض الفنيين خلال جولة «اليوم السابع» من عدم توافر بعض قطع الغيار، التى يتم شراؤها من الخارج، وقال المهندس هشام على رئيس قسم البوجى بالورش: لدينا عجز فى بعض قطع الغيار المستوردة من الخارج منذ عامين مضيا، وأنه تقدم فى يناير 2016 بمذكرة يطلب توفير قطع غيار للبواجى «العجل» إلا أنه حتى اليوم لم يتم توفيرها، مستطردا: «عندنا عجز فى قطع الروادع المسؤولة عن امتصاص الاهتزازات فى القطارات.. وفى عربات متوقفة على هذه القطع رغم انتهاء تجديد باقى مكوناتها، ورد المهندس «رزق» بالقول بأنه سيتم توفيرها الشهر المقبل.
وبعد إجراء «اليوم السابع» جولتها داخل ورش كوم أبوراضى ببنى سويف توجهت للقاء اللواء مدحت شوشة رئيس هيئة السكة الحديد بمكتبه بالقاهرة، الذى وصف هذه الورش بالنموذج الناجح، وأنه يوجد خطة لتطوير هذه الورش بالكامل مع بنية أساسية إلى معدات، وأنه جار تنفيذها حاليًا، كما يوجد خطة لتطوير كل ورش السكة الحديد على مستوى الجمهورية لتعمل بنفس الأداء، الذى تعمل به ورش كوم أبوراضى إلا أن تنفيذها يتوقف على توفير التمويل اللازم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة