بعد رفض النظام التركى اتهامات الحكومة النمساوية بقيام عناصر فى السفارة التركية لدى النمسا بالتجسس على خصوم الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، أظهر عضو بالبرلمان النمساوى وثائق تؤكد إدانة أنقرة متهمًا إياها بتشكيل شبكة مخبرين عالمية للتجسس على معارضى النظام من بين الجالية التركية فى الخارج.
وكشف النائب النمساوى بيتر بليتز، عن وثائق جديدة تشير إلى أن سفارات تركيا فى 4 قارات قدمت تقارير عن خصوم ومعارضين للرئيس التركى فى الخارج خلال أسبوع من تلقيها طلبًا من أنقرة فى سبتمبر الماضى.
وبحسب صحيفة زمان التركية، تشير الوثائق إلى وجود شبكة مخابرات أوسع مما كشفت عنه السلطات فى فبراير الماضى، والتى تحقق فى مزاعم تجسس لتركيا على مغتربين أتراك فى 3 دول أوروبية.
وقال بليتز: "من الواضح أن هناك شبكة مخبرين عالمية. لا نستطيع أن نحدد الوقت الذى استغرقه بناء تلك الشبكة".
وتضمنت الوثائق أسماء مدارس وجمعيات ثقافية وطلابية ومؤسسات أخرى بجانب أسماء أفراد يُزعم ارتباطهم بحركة الخدمة لـفتح الله جولن، كما أوضح بيلز أن كل شىء قد يؤثر فى إدراج الأسماء بالقائمة بدء من رسالة قصيرة انتقادية لأردوغان وصولاً للدردشات فى المقاهى أو محال الحلاقة.
وبحسب بيلز فإن شبكة المعلومات هذه تشكلت خلال سنوات، كما أن القائمة تتضمن أسماء العديد من الأفراد. واحتوت الوثائق أيضًا على معلومات جمعتها القنصليات والسفارات التركية فى آسيا وأفريقيا بجانب أوروبا.
ومن بين الوثائق التى كشف عنها بليتز طلب مكتوب مؤرخ فى 20 سبتمبر الماضى باستخدام رسائل تحمل شعار مكتب رئيس الوزراء وهيئة الشئون الدينية التركية لجمع معلومات عن مؤيدى فتح الله جولن عدو إردوغان اللدود.
وأظهرت الوثائق، التى قال بليتز إنه حصل عليها من مصدر تركى، أن سفارات فى أكثر من 30 دولة فى أنحاء أوروبا وأفريقيا وأستراليا وآسيا أرسلت تقارير إلى هيئة الشئون الدينية التركية عن أشخاص يشتبه بأنهم مؤيدون لجولن. وقدم أغلبها ملحقون دينيون فى السفارات أو القنصليات التركية.
وأدرجت التقارير أسماء وعناوين من قالت إنهم من أتباع جولن إضافة لدور نشر ومجموعات إعلامية ومراكز تعليمية ومدارس قيل إنها مؤيدة لرجل الدين الذى يعيش فى المنفى. وتضمنت بعض التقارير معلومات عن أفراد الأسرة والخلفية التعليمية لشخصيات بعينها.
توتر متصاعد بين تركية والنمسا
وعقب كشف النمسا عن فضية تجسس رجال الدين الأتراك على الجالية التركية فى فبراير الماضى، تسير العلاقات التركية النمساوية على منحنى منخفض ومسار صدامى عقب صفت وسائل إعلام النمسا رجال الدين الأتراك المقيمين على أراضيها، والبالغ عددهم 100 شخص بـ"الجواسيس".
كما أقدمت تركيا قبل نهاية العام الماضى على استدعاء سفيرها لدى النمسا، بحجة أن السلطات النمساوية سمحت لأنصار حزب العمال الكردستانى المعارض لنظام أردوغان بتنظيم تظاهرة فى فيينا.
تحذيرات من السفر
ولم تقف تحركات النمسا لكشف فضائح النظام التركى إلى هذا الحد، بل سعت النمسا للحفاظ على حياة المواطنين النمساويين من أصول تركية عبر تحذيرات أطلقتها الخارجية، تحذر فيها الجالية التركية فيها من السفر إلى تركيا بعد معلومات عن توقيف عدد من أفرادها فى إطار استهداف أنقرة لمن تعتبرهم معارضين للرئيس رجب طيب أردوغان.
ونشرت الخارجية النمساوية على موقعها ضمن إرشادات السفر تحذيرًا كشف "تعرض مواطنين نمساويين للاعتقال والتوقيف المؤقت والترحيل عند وصولهم إلى تركيا من دون أن تطلعهم السلطات التركية على دوافع ملموسة لذلك".
ويصل عدد الجالية التركية إلى 360 الف نسمة أغلبهم يحملون الجنسية النمساوية، وقالت خارجية النمسا أن السلطات التركية "قامت فى بعض الحالات بالاطلاع على مضمون هواتف الموقوفين".
وذكرت فيينا فى تحذيراتها التوتر الذى يثيره استفتاء مرتقب فى تركيا فى 16 أبريل على توسيع الصلاحيات الرئاسية، وسط حملة قمع واسعة تنفذها سلطات انقرة منذ تحركات الجيش فى يوليو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة