أقامت إدارة مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى ندوة التدشين الخاصة بالفنان كرم مطاوع حامل اسم هذه الدورة بحضور الفنانة سهير المرشدى زوجته وابنته الفنانة حنان مطاوع والدكتور حسن عطية وعمرو دوارة، وأدار الندوة الناقد محمد الروبى الذى قال: قدمت ندوات كثيرة خاصة بالمسرح والسينما، ولكنى لم أشعر بمثل هذا التوتر من قبل، وليس له أى مبرر إلا أننا فى حضرة كرم مطاوع.
وأشارت المرشدى إلى أنه برغم من أن الجميع كان يرى كرم مطاوع كالطاووس إلا أنه قلبه بداخله بكارة طفل، وكان نظره ضعيفًا ويرفض ارتداء نظارة طبية، فكان عندما يراه أحد فى أى مكان يعتقد أن كرم يتجاهله ولكنه فى الحقيقة لم يكن يراه.
وقالت الفنانة حنان مطاوع: هذه المرة الأولى التى أحضر فيها تكريم لأبى، لذلك فخوره بوجود مهرجان شبابى يكرم كرم مطاوع، فكنت أفكر كثيرًا لماذا لا يتم تكريم أبى، وأرجع السبب ربما لتراجع الحركة المسرحية وتناسى المجتمع وعدم عرض أعمال له.
وأضافت: كرم مطاوع هو حبيبى وشقيقى وأنا النسخة الأخرى منه، ربما لم أعش معه فترة طويلة ولكنى أخذت منه الكثير من الصفات.
وعلى جانب آخر قدمت إدارة المهرجان لأسرة الفنان الراحل تمثالاً لكرم مطاوع قامت بإهدائه الفنانة نسمة دياب، ليتم وضعه فى مقر جمعية نادى المسرح التى ترأسها الفنانة سميحة أيوب، كما أهدى الوفد العراقى أيضًا لأسرة الراحل درعًا تكريمًا منهم لمشواره الفنى.
أما عن أهم ما يميز كرم مطاوع علميًا فقال الدكتور حسن عطية برغم إننى لا أحب الحديث عن الراحلين ولكن كرم مطاوع عظيم من عظماء هذا الوطن فهو مدرسة فى الإخراج المسرحى والأداء التمثيلى وأدعو الدارسين للاهتمام بدراسة ما تركه ومثله مخرجون وفنانون كبار مثل كمال ياسين وسعد أردش وغيرهم.
كرم مطاوع كان مؤسسة ثقافية فنية فهو أول من قدم عرض ًايعتمد على الصورة والرؤية وكان يختار النص الذى يتفق مع رؤيته للفن والحياة وكان مسرحه قائمًا على فن المخاطبة والحوار مع الجماهير وكانت له جملته الشهيرة: إن المسرح لا يوجد ولا يحقق فاعليته إلا بالجماهير فمسرح النخبة ليس بمسرح فهو دائمًا يبحث عن إثارة الناس فهو أحد المؤسسين للمسرح الشعبى وأضاف: هو أول من غير فى خشبة المسرح فى أكثر من عرض مسرحى وكان عبقريًا فى الأداء التمثيلى.
كما تحدث المخرج الدكتور عمرو دوارة الذى عمل مع الراحل كرم مطاوع فى أكثر من عمل مسرحى فقال: شعرت باليتيم مرتين عام 1996عند وفاة والدى فؤاد دوارة وأبى الروحى كرم مطاوع وكان لى شرف كتابة 5 مقالات تتناول أعمال كرم مطاوع النقد التطبيقى ودراسة عن مجمل أعماله فى جريدة مسرحنا وكتاب كرم مطاوع مؤلف العرض المسرحى فهو بالفعل يستحق التاريخ لأعماله.
كرم مطاوع أستاذ كبير جدًا وتعلمت منه ففى مسرحيته أجاممنون غير شكل خشبة المسرح فى ثلاث مسرحيات هى الفرافير عام 1964 ثم أجاممنون بمسرح الجيب وليلة مسرح جيفارا وقدم من خلاله الفنانة محسنة توفيق لأول مرة.
وأضاف: كان قادرًا على حل أى مشاكل فنية فى عروضه وكان يتحدى ذاته باختيار أصعب النصوص من خلال رؤية جمالية مبدعة مثلما حدث فى مسرحة قصيدتين هما ياسين وبهية لنجيب سرور ورسالة إلى جونسون لعبد الرحمن الشرقاوى بالإضافة لإبداعه الفنى لمسرحية أنشودة الدم حيث حول شواهد القبور إلى عناصر متحركة فهو كان مدرسة تعلمت منها خاصة بدء من عملى معه كمساعد أول فى مسرحية إيزيس عام 1984 وحتى آخر عروضه عام 1996 ديوان البقر.
وقال إنه كانت لديه قدرة كبيرة على الابتكار والابداع فقد كان لديه خيال كبير فى الإخراج ولا يخرج نص إلا بعد تحقيق رؤيته الإخراجية بالكامل قبل البروفات، ويتحدى المستحيل وكل عمل مسرحى له يمكن تقديم دراسة عنه بمفرده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة