انطوائيون لا يجيدون التواصل الاجتماعى واللفظى مع الأشخاص، لهم عالمهم الخاص تخيفهم الأشياء الجديدة ويحتمون منها داخل أنفسهم، هكذا خلق الطفل المصاب بالتوحد ذو الطبيعة الخاصة التى يجهلها الكثيرون ولا يجيدون التعامل معها، ذلك على الرغم من بساطة هؤلاء الأطفال الذين لا يجدون وسائل بسيطة للترفيه والمساعدة على الاندماج فى المجتمع تعتمد على وعى بطبيعتهم، وتحل علينا مناسبتان وهما "اليوم العالمى للتوحد" و "اليوم العالمى لكتاب الطفل"، فكان من الطبيعى أن نبحث عن الكتب التى تقدم لهؤلاء الأطفال وما تحتويه ليساعدهم على التفاعل مع المجتمع تحت أشراف المتخصصين والتربويين ليكفلوا لهؤلاء الأطفال حقهم فى القراءة والاندماج فى المجتمع.
رأى الطب النفسى..
وعن طبيعة الطفل التوحدى تحدث الدكتور إبراهيم مجدى حسين استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان لـ اليوم السابع وقال:الطفل التوحدى حاليًا يتم تصنيف تحت قائمة الأطفال الذين يعانون من أحد أنماط التوحد، الأمر الذى يؤثر على قدرته على التواصل الاجتماعى واللفظى مع الآخرين، ويحتاج الطفل التوحدى إلى تنمية مهاراته من خلال عدة وسائل ولابد أن يدخل الكتاب من ضمنها، خاصة أن الطفل التوحدى لا تربطه علاقة قوية بالكتاب لأنه يخشى أى شىء جديد بعيدًا عن عالمه، والآن توجد أنواع من الكتب الديجيتال التى تضغط عليها وتسمع الكلام الموجود بها معتمدة على لغة مبسطة جدًا، لكن للأسف لا تتواجد هذه الكتب فى مصر، ولم يصدر حتى الآن كتاب موجه للطفل التوحدى، لكننا بحاجة إلى التوعية بطبيعة هؤلاء الأطفال وإيجاد كتب بسيطة لهم تحتوى على روح وبهجة.
الإمكانيات متواجدة ولكن..
وفى السياق ذاته أكد الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة السابق وأستاذ علم النفس الإبداعى أن مصر لديها الإمكانيات لإنتاج كتب خاصة للأطفال المتوحدين، لكن الهيئات الثقافية فى مصر تهتم أكثر بالموهوبين وذوى الاحتياجات الخاصة، ولذلك لا توجد كتب خاصة بالأطفال المتوحدين فى مصر.
أمريكا هى الأولى عالميًا فى إنتاج كتب للأطفال المتوحدين..
وبدورها تحدثت الدكتورة علياء النجار أخصائى نفسى وعلاج توحد وقالت: لا توجد كتب مخصصة لأطفال التوحد فى مصر، إذ تعتمد هذه الكتب على شرح المواقف الاجتماعية بشكل مبسط للطفل كى تساعده على التعامل مع الأشخاص فى المجتمع، ويفهم من خلال هذه المواقف تعبيرات الوجه فعلى سبيل المثال يعرف تعبيرات الغضب والفرحة، ولابد أن تكون هذه الكتب مبسطة ولا تحتوى على صور أو ألوان كثيرة بحيث لا تكون مشتتة للطفل، لأن ما يجهله الكثيرون أن طفل التوحد فى الأساس لديه مشكلة فى البصر ولا يتعامل مع التشتيت البصرى ويخشاه وتعرف هذه الكتب بالـ"سوشيال ستورى"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هى أكثر بلاد العالم تطورًا فى هذا المجال ولديها أفكار كثيرة لدعم أطفال التوحد.
وتابعت "نحتاج فى مصر إلى نشر الوعى بمرض التوحد أولًا، ذلك على الرغم من زيادته بشكل نسبى فى السنوات الأخيرة، لأن الوعى بالمرض سيساعدنا على دعم هؤلاء الأطفال بعدة طرق من ضمنها الكتب"، وأضافت "فى معرض الكتاب الماضى وجدت كتب سوشيال ستورى، لكنها ليست مُعِدة لأطفال التوحد إذ تحتوى على صور كثيرة وألوان وتشتيت بصرى لا يتناسب مع هؤلاء الأطفال".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة