"لفتاةِ الجُرحِ المُغَنّى" قصيدة جديدة لـ يونس محمد أبو سبع

الأحد، 02 أبريل 2017 10:00 م
"لفتاةِ الجُرحِ المُغَنّى" قصيدة جديدة لـ يونس محمد أبو سبع الشاعر يونس محمد أبو سبع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ننشر قصيدة "لفتاةِ الجُرحِ المُغَنّى" للشاعر يونس محمد أبو سبع وهو طالب بكلية دار العلوم.

 

كنتُ أبحرُ

 فى ضوءِ عينيكِ

 مُستيقظاً فوقَ حُلْمٍ

 تَعوَدَهُ النائمونَ

 وكانتْ وفودُ النُعاسِ

 حَمَاماً يقولُ لى :

 الآنَ لا تسألِ الموتَ عن أمرِهِ

 حينَ يَقطِفُ نجمَتَهُ

 ثُم يُلقى بها فى مَمَرِّ الفضولِ

 لتَهدَأْ قليلاً ..

 كقوسٍ يُهاجرُ من ذكرياتِ الكمنجةِ

 حتى السكينةِ فى آخرِ الحُلْمِ،

 آويْتُ ضِحكتَنا

 هالةً من وعودٍ سماويّةٍ

 لم تطأها الخُرافاتُ

 كانتْ سماءُ الحقيقةِ

 عاريةً من دُخانِ الحَكايَا

 وعادلةً لا تُفرّقُ بينَ الفصولِ،

 وكانتْ رياحُ الغوايةِ

 تقرَأ أنفاسَنا للحدائقِ

 فانهَمَرَ الوقتُ

 بينَ نعومَةِ أزهارِها وأضاءَ،

 وكانتْ أظافِرُكِ المُشتهاةُ

 تُقشِّرُ صَحْراءَ جسمي

 فيَنبُعُ نَهْرٌ،

 وتَجرى لنَهدَيْكِ أشرعَةٌ

 وتريمُ ظِلالٌ،

 وتنفَضُّ عن كاهلى حِمَمٌ وتِلالٌ،

 ويَرسو إلى حِضنكِ الانتظارُ،

 ويَغفو التذكُّرُ، ،

 عُودى دَعينى أعانِقُكِ الآنَ،

 أُغمِضُ عيْنى

، أعلو، أُرَفرِفُ، أخرجُ،

 أسبقُ أبْخرةً من سرابِ النَبيّينَ،

 أنزحُ كاللاوصولِ،

 تَعَالَى فإنَّ عِتابى إليكِ

 أحالتْهُ ذاكِرَتى خيْبةً وصُراخاً يُعاتبُني

 وأُشاهدُنى يومَ قَهقَهَتِ الشمسُ فينا

 على شاطئ  "ستانلى"

 ثُم أخفِقُ شيئاً فشيئاً بأرضِ السّوادِ،

 وتُقرِؤنى الأغنياتُ اشتعالى،

 ولستُ أُبالِغُ يا ربَّةَ العُمْرِ

 تُوغِلُنى دَفَقَاتُ المَجَازِ

 إلى آخرِ الكهْفِ

 أبحَثُ عنكِ،

 أُفتِّشُ بينَ التعاريجِ

 عن نقشَةٍ قدْ أحسَّتْ خُطاكِ

 أُسَلّطُ أُذْنى بينَ صداى الكثيفِ

 عسَى أتَحَسَّسُ نَبرَكِ باسمي

 أنادى التفاتى حولي،

 وتَهتِكُ حُنجُرَتِى الميمُ واليَاءُ

 لم يَختبرْنى طريقٌ إليكِ

 أنا ابنُ المشاويرِ يا بنتَ جُرْحى

 أتيتُكِ مُمْتَلئاً بالزلازِلِ

 مُرتَطِمَاً بالبراهينِ من كُلِّ ضِدٍ

 تَعبتُ، انكسَرْتُ،

 كثيراً هُناكَ أناختْ مُخَيّلتى ركْبَهَا ..

 عِندَ ليلٍ يئنُّ ويَنبِضُ بالزبَدِ

 انتَحَتِ الكَلِمَاتُ

 عنِ اللحنِ بينَ القطيعِ،

 اختبتْ تَتَذكَّرُ

 أو يَحلُمُ الموتُ فيها بمشكاتِهِ ؛

 كى يُضىءَ القصيدةَ للأفْقِ

 ضاقتْ على المَمرَّاتُ ثانيةً يا حبيبةُ،

 واستأنَفَتنى الهزائمُ

 لا شيءَ بَعدَكِ

 لا ضوءَ يسطَعُ قافيةً فى فؤادى

 رُغِمتُ على خُطوةِ اليأسِ

 فى بَلدةٍ لم تسعْنى

 لقدْ حوّلتنى المَرَايا

 إلى شاردٍ فى ضبابِ القَصِيدِ

 فهل أُوجَدُ الآنَ حيّاً بذاكرةِ الضوءِ ؟

 لم يختبرْنى طريقٌ إليكِ

 فهل تذكُرينى كثيراً ؟

 أنا ابنُ المشاويرِ يا بنتَ جُرحى

 تَعَالىْ أريدُ التَبَحُّرَ عن جَسَدى

 لحظةً لانفراطِ الغيومِ

 ويَبعَثُنى البابُ

 رحْباً وروحاً لِمَوجٍ شَفيفٍ

 يَروحُ على مَهَلٍ

 وتُسافِرُ غفوَتُهُ بانهِمَارىْ

 إلى آخِرِ اللاوجودِ

 تعَالىْ أريدُكِ أن تسكُبى ماءَ كفّيكِ

 بينَ السطورِ الجِمادِ

 فيطفو البَنَفسَجُ فوقَ انسيابِ الجليدِ

 وتطلُعُ منهُ الحماماتُ مُوقدةً بالبياضِ

 وترخو السحائبُ حتّى الصفاءِ الرهيفِ

 وتنفِضُ هذى السماءُ لآلئَها الناعماتِ

 على هدْأةِ النهرِ مَعزوفةً أو سلاماً

 تعَالىْ لأحيَا !

 

يونس محمد أبو سبع
يونس محمد أبو سبع









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة