كشفت مصادر قطرية تفاصيل الصفقة التى تمت بين الدوحة، وكتائب حزب الله العراقية، وإيران وحزب الله اللبنانى، وجبهة النصرة الإرهابية، للإفراج عن 26 مواطنا قطريا غالبيتهم من الأسرة الحاكمة.
مؤكدة أن المفاوضات التى جرت على مدار الأشهر الماضية تم الاتفاق على عدة بنود لم يعلن عنها ضمن اتفاق حول ملفات عالقة فى سوريا والعراق.
وأكدت المصادر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن الدوحة فتحت خط اتصالات مباشر مع إيران عقب اختطاف أفراد من الأسرة الحاكمة فى العراق للتفاوض مع طهران للإفراج عنهم، موضحة أن حزب الله اللبنانى دخل على خط التفاوض ولاسيما فى ملفات حول معتقليه، لدى جبهة النصرة فى سوريا والحصول على مبلغ مالى نظيره التوسط لإنجاح الصفقة.
وأشارت المصادر إلى الزيارات المتبادلة بين الدوحة وطهران والتى تم تكثيفها فى الأسابيع الأخيرة، موضحة أن أمير قطر تميم بن حمد كان يحرص على التودد للقيادة الإيرانية ببرقيات التعازى والمواساة فى الحوادث التى تضرب طهران، مشيرة لتحقيق ميليشيا حزب الله فى العراق وفصيل حزب الله اللبنانى لمكاسب مالية ضخمة لانجاز تلك الصفقة.
وأكدت المصادر إن الدوحة خصصت مبلغ مالى ضخم لجبهة النصرة فى سوريا للإفراج عن أسرى حزب الله اللبنانى، موضحة أن اتفاق تهجير المدنيين السوريين فى كفريا والفوعة ومضايا والزبدانى دخلت ضمن صفقة الخيانة القطرية التى هجرت مئات ألاف السوريين للإفراج عن 26 شخص قطرى.
وأشارت المصادر إلى انفاق خزينة الدوحة أكثر من مليار دولار لانجاز الصفقة حيث تم تخصيص 9 ملايين دولار لكل مواطن، موضحة أن دور إيران وحزب الله كان الأبرز فى انجاز الصفقة التى تمت فى سرية تامة وبعيدا عن أعين وسائل الإعلام، مؤكدة أن زيارة وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف إلى الدوحة مطلع مارس الماضى جاءت للتباحث حول صفقة الإفراج عن القطريين المختطفين فى العراق.
وأوضحت المصادر إن إيران حصلت على امتيازات اقتصادية من الصفقة القطرية حيث وافقت الدوحة على العودة لإنتاج الغاز من حقل الشمال البحرى، أكبر حقول الغاز فى البلاد والمشترك مع إيران، بعد توقف اختيارى لمدة 12 عاما ـ وهى الفترة التى كانت إيران تخضع فيها لحظر وعقوبات لا تمكنها من استغلال الحقل الذى تسميه "ساوث بارس".
وكشفت المصادر توسط عدد من الشخصيات السورية المعارضة فى الهيئة العليا للمفاوضات لإنجاز الصفقة مع الفصائل السورية المعارضة، مؤكدة أن الدوحة استنفرت كافة الفصائل والشخصيات السورية التى تدعمها لإنجاح الصفقة، إضافة للتودد لحزب الله اللبنانى بمنع قناة الجزيرة من الانتقادات اللاذعة لسياسة الحزب لحين انجاح صفقة الافراج عن المحتجزين القطريين، مؤكدة أن الرئيس السورى بشار الأسد وافق على الصفقة بـ"تطمينات".
وقال المستشار الإعلامى لوزير الداخلية العراقى، وهاب الطائى، اليوم الجمعة، إن الداخلية العراقية قامت بأخذ بصمة القطريين الذين كانوا فى رحلة صيد بالعراق، موضحة أنها سلمت المفرج عنهم إلى السفير القطرى فى العراق، ولم تكشف وزارة الداخلية العراقية عن تفاصيل عملية الإفراج عن القطريين.
وكشفت صحيفة سعودية، الثلاثاء الماضى، بعضا من تفاصيل الاتفاق للإفراج عن المواطنين القطريين، مشيرة لوجود وفد قطرى فى بغداد للتفاوض بشأن إطلاق الصيادين القطريين الذين اختطفوا فى العراق منذ أكثر من عام، مبينة أنه من المتوقع التوصل إلى صيغة للتفاهم، موضحا أن قطر دفعت مبلغ مليار دولار مقابل إطلاق سراحهم.
بدورها ذكرت فضائية الميادين، إن المختطفين القطريين في العراق تم إطلاق سراحهم بمفاوضات توسط فيها تشكيل عراقى مسلح، مؤكدة أنه تم إطلاق سراح القطريين المختطفين بالعراق بالتزامن مع دخول أهالى كفريا والفوعة إلى حلب، مشيرة إلى أن أجهزة اتصالات متطورة ومبالغ مالية كبيرة كانت بحوزة القطريين المحتجزين عند احتجازهم.
وأكدت الميادين أن كتائب حزب الله العراق كانت هى الوسيط بين الجهة المحتجزة وبين المفاوضين القطريين، مشيرة لفشل جهّات غربية حاولت التفاوض لإطلاق سراح المحتجزين القطريين.
ويأتى الإفراج عن القطريين تأكيدا لما نشره "اليوم السابع" يوم الأحد الماضى على لسان مصدر عراقى مطلع أكد وجود مفاوضات تجرى بين قطر وإيران بمشاركة حزب الله اللبنانى حول مصير عدد من أمراء الأسرة الحاكمة فى الدوحة المختطفين فى العراق عام 2015، مؤكدا أن الدوحة فتحت خطوط اتصال مع طهران للإفراج عن الأمراء القطريين.
وأكد المصدر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الدوحة وافقت على عرض إيرانى بالموافقة على صفقة لتهجير المدنيين السوريين لتغيير التركيبة السكانية لعدد من المدن السورية، مشيرا إلى أن الأمراء القطريين تم اختطافهم بواسطة كتائب حزب الله العراقية.
وكشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أمس الخميس، أن طائرة قطرية تنتظر لليوم الرابع على التوالى فى بغداد لنقل 26 مختطفا قطريا، مشيرة إلى أن ذلك يأتى كجزء من صفقة إقليمية ترتبط بعملية إجلاء سكان أربع بلدات محاصرة فى سوريا.
وأوضحت الصحيفة أن "المسؤولين القطرين وصلوا إلى العاصمة العراقية وهم يحملون أكياسا كبيرة رفضوا أن يتم تفتيشها، وقال مسؤولون عراقيون إنهم يعتقدون أن الأكياس تحمل أموال الفدية".
يذكر أن وكالة الأنباء السورية "سانا" قد أعلنت، مساء اليوم الجمعة، استكمال المرحلة الأولى من الاتفاق القاضي بإنهاء جميع المظاهر المسلحة في منطقة الزبدانى ومضايا وبقين بريف دمشق وإخراج أهالى بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين منذ أكثر من عامين من قبل التنظيمات الإرهابية التكفيرية شمال مدينة إدلب بنحو10 كم.