محمد أحمد فؤاد يكتب: حافظ مش فاهم

الجمعة، 21 أبريل 2017 12:00 ص
محمد أحمد فؤاد يكتب: حافظ مش فاهم محمد أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تعد تنحصر كلمة "حافظ مش فاهم"، فى دور الـ "إفيه" الكوميدى الذى يتردد أحيانا بيننا ونسمعه فى الأفلام الكوميدية ونتناوله، بل أصبح واقعا مريرا نعيشه.

أحسست بخيبة الأمل عندما كنت أذاكر لابنى سيف ذو الثمانى أعوام مادة الإنجليزى "فعرضت عليه بعض الأسئلة لأتفاجأ به يجيب بمنتهى السهولة "الإجابات الصحيحة" ففرحت بشدة وحييته، وسألته بفرحة "ليه يا حبيبى اخترت دى" لأتفاجأ بالصدمة الكبرى.. "علشان الميس قالتلنا نختار دى فى السؤال ده"، صمت أمامه لدقيقة كاملة لا أجد ما أرد به عليه، وكررت سؤالا جديدا "طب والميس قالتلك نختار دى ليه فى السؤال ده"؟ وكانت إجابته "معرفش هى قالتلنا أول ما نلاقى Do نختار You، فسألته مجددا طب ويعنى إيه You أصلاً، وكانت الإجابة المتوقعة حينها "معرفش الميس مقالتش معناها"، فشعرت ببعض الغيظ بداخلى واضطررت لأن أكتمه حتى لا يخرج فى وجه طفل لا ذنب له سوى وقوعه وسط عالم بلا ضمير.

 

أصبحت لغة الدراسة "مش مهم جت إزاى المهم تتحل كده"، ثم نشتكى أحيانا من جهل فى الثقافات واللغات، علما بأن مدارس "اللغات" تتغذى على اللغة الإنجليزية كلغة أساسية تتعامل بها فى باقى المواد الدراسية.

 

فكيف للغة أن تتطور بلا معلم! وكيف لطالب أن يتفوق بلا تعليم! وكيف لـ تلك الـ"ميس" أن تكون مدرسة لأطفال فى سن التأسيس، هل يُشترى الضمير بتلك الدروس الخصوصية، ومجموعات التقوية التى لا هدف منها سوى "حشر" معلومات لـ"تدشها" داخل ورقة الامتحان كما هى دون معرفة السبب أو المعنى من تلك الإجابة؟.

نحن بحاجة لوقفة مع أنفسنا أولا، ويجب أن نحاسب أنفسنا أولا على هذا التقصير تجاه أطفالنا، "محدش هيخاف على ولادنا غيرنا"، فإن تطلب الأمر للاعتماد الكلى علينا حتى نكون العامل الرئيسى لـ "التدريس" لهؤلاء الأطفال فى واجب علينا تقبل الأمر والعمل عليه.

والآن سأودع ابنى مؤقتاً ليدخل ذلك الامتحان "الوهمى" ليفرغ كل ما فى ذاكرته داخل تلك الورقة البيضاء ويخرج "زى البفتة البيضة" مثلما يقولون لأبدأ من جديد رحلة العلم الأولى فى حياته الدراسية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة