شغلت أزمة خدمات الاتصالات المجانية على الإنترنت التى تقدمها بعض التطبيقات، الحيز الأكبر من حديث المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعى خلال اليومين الماضيين، وثار الخلاف حول ما إذا كانت انقطعت الخدمة تماماً أو تباطأت فقط، كما ثارت التكهنات حول أسباب سوء تلك الخدمة، واتجهت أغلب الأقاويل إلى قطع الحكومة الخدمة لسببين إما زيادة أرباح شركات المحمول أو رغبة منها فى إحكام المراقبة على تلك الاتصالات خلال مواجهتها العناصر الإرهابية.
إلا أن إعلان الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، بأنه لا صحة لما تم تداوله من جانب مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، بشأن إيقاف خدمة VOIP عن بعض تطبيقات الاتصال الصوتى عبر الإنترنت، نفى ما اثير عن انقطاع الخدمة، وما دعم ذلك إعلان بعض المترددين استخدام بعض التطبيقات بالفعل فى الاتصال عبر الإنترنت إلا أنهم اشتكوا من سوء الخدمة.
وخدماتVOIP هى اختصارًا للعبارة الإنجليزية "Voice Over Internet Protocol"، أى تقنية نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت، وهى وسيلة لربط المحادثات الصوتية عبر الإنترنت أو عبر أى شبكة تستخدم بروتوكول الإنترنت، ومن أشهر التطبيقات التى تعمل بهذه التقنية تطبيقات الماسنجر والفايبر وواتس آب.
وسبق للجهاز القومى للاتصالات، أن أعلن فى عدة مناسبات على لسان مسئوليه، أن حجب تلك التطبيقات مكلف جداً على الدولة، كما أنها لا يمكنها حجبها تماماً، لافتا إلى أنه على الرغم من الخسائر التى تسببها تلك التطبيقات لشركات المحمول إلا أن الأعمال الفنية لحجبها مكلف.
وبعد التأكد من عدم انقطاع الخدمة، بات التساؤل عن سبب سوء الخدمة، وهو ما أجاب عنه خالد شريف، خبير الاتصالات، ومساعد وزير الاتصالات سابقاً، قائلا: "فى البداية ليست هناك قطع فى خدمات الاتصالات عبر الإنترنت، وأنا شخصياً أجريت مكالمة للخارج عبر إحدى تلك التطبيقات، ولكن هناك سوء فى الخدمة سبق أن حذرت منها قبل سنوات قليلة".
وأكد شريف، أن تزايد عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر، أدى إلى زيادة الضغط على الشبكة الأرضية للإنترنت، وهو ما سبب هذا التباطؤ، موضحا أن شبكة الاتصالات تنقسم إلى 3 مراحل وهى المرحلة الأولى الشبكة المركزية والمتصلة بالبوابات الدولية للإنترنت، وبالمناسبة نحن نمتلك سعة ضخمة على الكوابل البحرية، والمرحلة الثانية وهى الشبكة الوسيطة، والتى يجرى عليها حالياً مشروع إحلال كوابل الألياف الضوئية بدلا من النحاس لزيادة سرعتها، والمرحلة الثالثة وهى الشبكة الطرفية، والتى يجرى عليها أيضاً مشروع لتحسين أدائها.
وأضاف المشكلة حالياً سببها الشبكة المركزية، بسبب زيادة الضغط عليها نتيجة زيادة أعداد مشتركى الإنترنت بمصر، ولحل ذلك يتطلب زيادة سعة الإنترنت من خلال إما زيادة السعة التى نحصل عليها أو زيادة عدد الكابلات البحرية، خاصة وأن مصر تمتلك سعة ضخمة من الإنترنت لم يجرى استغلالها.
وتابع: "تنفيذ الحل السابق يتطلب ضخ استثمارات ضخمة، ولذا اتوقع استمرار المشكلة لفترة طويلة لحين ضخ استثمارات فى البنية التحتية لزيادة سعة الإنترنت".
ووفقا لأحدث التقارير الصادرة عن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ارتفع إجمالى مستخدمو الإنترنت عن طريق المحمول إلى 28.65 مليون مشترك حتى نهاية عام 2016، وارتفع مشتركو "USB MODEM" إلى 3.28 مليون مشترك، كما ارتفع مشتركو الإنترنت فائق السرعة "ADSL" إلى 4.44 مليون وصلة، فيما بلغت السعة الدولية للإنترنت 1,134.250 مليار نبضة لكل ثانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة