«كانت الأرض قبل الحرب واسعة»، لكنها بعد ذلك ضاقت وتضايقت من انطفاء نار الشعر، لدرجة جعلت جابر عصفور يقر بكل طمأنينة أننا فى زمن الرواية، لكن ها هو نبى آخر أرسلته ربة الشعر ليدعو الناس للإيمان بالقافية كعقيدة مضمونة للوصول إلى جنة التذوق التى يخفيها الأدب العربى، هكذا أطل علينا حسن عامر، أمير شعراء عصره ورسول القافية التى نسيها الناس من كثرة الهراء الذى جرى فى نهر الشعر، ينافس ابن النيل على اللقب لكن هذا لا يهم، فقد نصبه أبناء إسنا ومن حولها ملكًا صارمًا فى الهجاء، رقيقًا فى الغزل، صادقا فى الفخر، أطل حسن عامر بقريحة تجمع أصالة الطين وسمو النخلة وصفاء النيل، أطل كمحارب ترك عليه «إزميل التاريخ» آثاره ليقول إن الصعيد لم يفقد كل عبقريته فى حروب النسيان الماضية.. يقول عامر: خذوا حصتى من كل شىء لتتركوا من الأرض ركنًا فيه أحضن إخوتى.. ونحن نقول له: لم يحن الوقت بعد لتترك شبرًا واحدًا من حصتك فى الإبداع.. أرجوكم صوتوا لحسن عامر.
عمرو جاد