حوادث الاغتصاب والتحرش بين الأطفال وللأطفال أصبحت خبر معتاد أن نسمعه كل يوم فبعد حادثة طفلة البامبرز واغتصاب شاب لطفلة لم يتعدى عمرها عامين نسمع عن طالب فى الصف السادس الابتدائى يحاول اغتصاب زميلته بالصف الثانى الابتدائى بدورة المياة بالمدرسة بعد أن تجرد من ملابسه وهجم عليها، ثم حادثة أخرى صباح اليوم عن اخصائى اجتماعى بمعهد أزهرى يستدرج طفلتين ويغتصبهما بمنزله، وفى هذا الإطار قدم الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى مجموعة من النصائح لحماية أطفالك من الاغتصاب والتحرش وكيفية التعامل معهم فهؤلاء الأطفال ضحية الغياب الدينى وعدم الوعى الثقافى الذى نعيشه فى مجتمعنا.
فقد أكد فرويز ضرورة تعويد الطفل على حكى كل ما يحدث معه فى المدرسة ومصاحبته وعدم تعنيفه حتى لا يخف، مع الشرح بطريقة مبسطة وسهلة وظائف جسمه والتغيرات التى تطرأ عليه فى كل مرحلة عمرية، والتأكيد عليه عدم تغير ملابسه أمام أحد و الحظر عند اقتراب غريب منه، وحفظ المساحات الشخصية بينه وبين غيره، بالإضافة إلى مراقبة الأفلام والمسلسلات التى يشاهدها الطفل فهناك الكثير من المشاهد الخارجة غير المناسبة للأطفال.
كما يجب على الوالدين غرس قيم الدفاع عن النفس حتى لو بالصريخ عندما يتعرض للأعتداء، وعدم الأستجابة للأغراءات المادية التى تعرض علية من الأشخاص الغرباء.
كما أضاف فرويز أن غياب الوعى والدين والتوعية للأطفال فى مراحلهم الأولى قد يكون السبب الرئيسى فى تفاقم وانتشار هذه الحوادث، فكلما انحدرت الثقافة كلما انحدرت الأخلاق، فيجب تفعيل دور المدرسة والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين فى المدارس وعمل محاضرات وحصص بصفة دورية للأطفال لتعليمهم كيفية حماية أنفسهم وكيف يتصرفون عند التعرض لتلك المواقف، وتعظيم الحس الدينى بداخلهم حتى لا تسول لهم أنفسهم فعل هذا، وتوضيح أعضاء ووظائف الجسم واختلافها بين الجنسين.
وأشار دكتور جمال أن انتشار تلك الجرائم فى الأقاليم والمناطق الريفية يعد ظاهرة حديثة فكلاً من الحادثتين "طفلة البامبرز" واغتصاب الطالب لزميلته كانت فى المحافظات، ولكن السبب فى ذلك هو الكبت الجنسى الذى تعيشه تلك الأماكن بالإضافة إلى تدنى المستوى المعيشى والظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة التى يعانى منها شريحة كبيرة من الناس.
كما قدم دكتور جمال تحليلاً نفسياً للأطفال الذين يقومون بالتحرش أو الاغتصاب مؤكداً أنهم بالتأكيد تعرضوا لموقف مشابه وحاولوا تقليده أو ربما شاهدوا هذا التصرف يحدث أمامهم سواء من أفراد الأسرة أو فى الأفلام والمسلسلات التى تعرض فى التلفاز كل يوم وتدمر أطفالنا، فالطفل يقلد كل مايشاهده دون تفكير ظناً منه أن هذا التصرف يجعله رجلاً كبيراً مفتخراً بحاله وقدراته أمام أصدقائه.
كما نصح الدكتور بضرورة الحكمة والهدوء أثناء التعامل مع الطفل وعدم تعنيفه والبعد عن أسلوب الضرب والإهانة فذلك من شأنه أن يزيد من حجم المشلكة، فيجب التحدث معه والاستماع له وعرضه على طبيب نفسى ليقيم سلوكه ودوافعه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة