أكد بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثانى، فى العظة التى ألقاها تحت عنوان (المحبة)- بكاتدرائية (القديس مارمرقس الرسول) بمناسبة زيارته الأولى للكويت- أنه يجب أن نحب كل الناس حتى الذين يختلفون معنا.
ولفت البابا إلى أن المحبة ليست بالكلام ولكن بالأفعال والعمل، موضحا أن الحب يتحول إلى فرح وإزالة الخوف والفزع من القلوب.
وأشار إلى أن المحبة ثلاثة أنواع، أولها محبة الله والتى يجب أن تكون من القلب والنفس، مشيرا إلى أن من يحب الله لا يعرف الغضب ولا التذمر ويكون أمينا فى عمله ولسانه ينطق بالصدق ونظره يكون عفيفا.
وقال إن النوع الثانى من المحبة هى محبة القريب ولا يقصد بالقريب الأخ أو الأب أو الأم بل القريب فى الأسرة الإنسانية برمتها، لافتا إلى أن الله لم يخلق البشر إلا لأنه يحبهم.
وقال أن النوع الثالث من المحبة هى محبة القريب كالنفس وتعنى أن يعيش الإنسان حياة الرضى وشكر الله فى كل الأوقات، مشيرا إلى أن حياة الرضى يجب أن يعيشها الإنسان بكل سعادة ورضا وفرح.
من جانبه، أكد السفير المصرى لدى الكويت، ياسر عاطف، أنه لأول مرة يجد هذا الحب بين الراعى والرعية (فى إشارة إلى الحب الكبير والتصفيق الحار والزغاريد التى استقبل بها الشعب، قداسة البابا تواضروس لحظة دخوله الكنيسة).
وقال عاطف أن زيارة البابا إلى الكويت تعد "تاريخية"، كونها تأتى مرات قليلة خلال العُمر. وأكد أن البابا تواضروس يتمتع بحكمة كبيرة وعقل راجح وقلب محب للجميع.
كان قداسة البابا تواضروس الثانى قد كرم رؤساء الطوائف المسيحية الذين حضروا لتحية قداسته، وهم المطران كاميلو بالين سفير الفاتيكان ومطران الطائفة الكاثوليكية فى الكويت، والمطران غطاس هزيم رئيس كنيسة الروم الأورثوذكس، والأب عمانوئيل غريب راعى الكنيسة الإنجيلية والأب أنجيلوس مسعود راعى الأقباط الكاثوليك، إضافة إلى تكريم الأنبا باخوميوس والأنبا مرقس والأنبا يوساب والأنبا أنطونيوس.
وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قد استقبل، أمس الأحد، البابا تواضروس الثانى، الذى أعرب عن سعادته بلقاء أمير الكويت وعن فرحته الكبيرة بوجوده فى الكويت التى تتصف بالسماحة ويتصف شعبها بالطيبة.
وأشاد البابا تواضروس بالعلاقات الكويتية-المصرية التى قال أنها ضاربة فى التاريخ سواء على المستوى الشعبى أو على المستوى الرسمى، لافتا إلى أن الشعبين والبلدين الشقيقين يجمعهما مصير واحد.
وأضاف "كنت أشتاق دائما ومنذ زمن طويل لزيارة الكويت التى عرفتها من خلال مجلة (العربي)، والتى كانت بمثابة (الهدية) التى كانت تقدمها الكويت لكل المثقفين على مستوى الوطن العربى وتخاطب العقل والفكر والمعرفة فى حياة الإنسان".