كشف مجدى شلش، عضو مايسمى بـ"اللجنة الإدارية العليا" المسئولة عن إدارة نشاط جماعة الإخوان داخل مصر، تفاصيل جديدة حول حادث تصفية قيادات الجماعة على يد أجهزة الأمن بمدينة 6 أكتوبر في يوليو 2015 حيث ربط بين الحادث والخلافات الداخلية بالجماعة، كما ألمح إلى تورط أحد كوادر الجماعة بالإبلاغ عنهم لأجهزة الأمن.
وأشار شلش، فى تصريحات على صفحته على فيس بوك، إلى أن الجماعة كان لديها مقرين بمدينة 6 أكتوبر أحدهما كان يسكنها أحد أفراد المكتب الإدارى للجماعة بمحافظة القليوبية، والثانية هى التى وقع فيها حادث التصفية، مشيرا إلى أن ناصر الحافى، المحامى الإخوانى، كان مقيما فى هذه الشقة بصورة دائمة.
وكشف عن أن اجتماعا جرى قبل حادث التصفية بـ 5 أيام حضره مسؤول قطاع الدقهلية بجماعة ومسؤول اللجنة السياسية بالجماعة وسبعة من كوادر الجماعة في قطاع الدقهلية، حدث خلاله نقاشا حادا حول الخلافات الداخلية بالجماعة.
وأضاف:" وتكلم مسؤول اللجنة السياسية عن الأزمة الإخوانية، وقال: إن سببها الرئيسى هو محمد كمال حيث إنه استبد بالإدارة، وقرب من شاء وأبعد من شاء"، وظل يتكلم عن كمال وحمله كل أوزار المرحلة وسلبياتها، مشيرا إلى أنه رد عليه بأن الرجل موجود ولم يفعل ما قلته واتهمته به.
وتابع :"لما انتهى اللقاء اتصلت بالدكتور طاهر- أحد العناصر التى تم تصفيتها داخل الشقة - حتى أخبره بما حدث، وقابلته صباح يوم السبت في أكتوبر وقلت له إن هؤلاء يطعنون في الدكتور كمال بصورة فجة وغير لائقة، ولابد من الرد عليهم، واقترحت على طاهر أن تتدخل الهيئة الشرعية في حل هذا النزاع، لما لها من ثقل علمى وإخوانى، وكانوا على دراية بالتفاصيل التي عاشتها اللجنة الإدارية العليا، حيث كانت الهيئة الشرعية أحد المؤسسات الفنية الداعمة لقرارات اللجنةالإدارية العليا بعد أن تشكلت في بدايات عام 2014".
وأضاف :" استمع لى طاهروقال سأنقل هذا المقترح إلى الدكتور هشام – أحد العناصر التى تم تصفيتها داخل الشقة- ثم اتصل على وقال وافق الدكتور على الاقتراح وقال لى إن أحد أعضاء اللجنة الإدارية العليا سيحضر اللقاء معكم ويطلعكم على المشهد االحالى للأزمة".
وتابع :"حدد الموعد في يوم الأربعاء الموافق 1/7/2015 –وهو اليوم الذى اقتحمت فيه أجهزة الأمن الشقة لاحقا- وقمت بإبلاغ أعضاء الهيئة الشرعية بالموعد، إلا أنه يوم الإثنين اتصل بي الدكتور طاهر وقال إن موعد الأربعاء الخاص بالهيئة الشرعية تأجل ليوم السبت 4\7\2015 م، فقلت له خلاص أنا اتفقت مع الهيئة الشرعية علي الموعد المحدد وهو يوم الأربعاء، فاعتذر لي وقال: جد جديد شغلنا فى نفس المكان وفي نفس الموعد، وتحت إصراره وافقت على التأجيل ليوم السبت بدل الأربعاء"
وتابع :"علمت يقينا من أحد الإخوة الكرام أن الأخ الذي سيحضر معنا من اللجنة الإدارية العليا أرسل رسالة للدكتور طاهر وأخبره بأنه معتذر عن لقاء الهيئة الشرعية يوم الأربعاء - لم يعلم أنه أجل ليوم السبت - نظرا لأن المكان غير مناسب للاجتماع للظرف الأمنى، ولأن المكان عليه ضغط كبير من اللقاءات، ووصل هذا الخبر للدكتور طاهر".
واعتبر شلش أن مقتل القيادات الـ 9 في شقة أكتوبر كان بسبب عدم أخذ الحذر، لأن الشقة كانت في عمارة سكنية جديدة ولم يسكن فيها إلا عدد قليل جدا من الشقق، فالدخول والخروج منها يسهل رصده من بعيد، لأنها فى مكان نائى ومكشوف، وكانت اللقاءات فيها تكاد تكون شبه يوميا.
وكشف عن أنه فى نفس اليوم الذى جرت فيه واقعة التصفية، كان يتم فيه التحضير لتظاهرات وتحركات إخوانية تبدأ بعدها بيومين في ذكرى عزل محمد مرسى عن السلطة، لافتا إلى انه كان من أسباب انعقاد اللقاء أيضا هو متابعة ملف أسر معتقلى الجماعة.
واستبعد شلش أن يكون أحد العناصر الذى تم تصفيتهم مراقبا وهو ماسهل وصول الأمن للجماعة نظرا لأن العناصر التى حضرت الاجتماع كانت من 4 محافظات مختلفة هى كفر الشيخ والغربية والمنوفية والقليوبية.
وأضاف:" ومن الصعب المتابعة من هذه المسافة البعيدة دون أن يستشعر الأخ الآتى من سفر بعيد بمن يتابعه والكل كان فى حالة حذر شديد ينظر حوله ومن وراءه ومن أمامه، أما إخوة القليوبية فكان الثلاثة من سكان أكتوبر، وأحدهم يسكن الشقة بصورة دائمة، والدكتور هشام والدكتور طاهر كانوا على حذر شديد عند الانتقال، ولعل ماقلته هو الأقرب إلى الصواب من أن الشقة ذاتها كانت محل رصد لكثرة ما يقع فيها من لقاءات".
وأشار إلى وجود شواهد حول تورط أحد عناصر الجماعة فى إبلاغ أجهزة الأمن بمكان الشقة، حيث كشف أن أحد عناصر الجماعة كان يسأل عن سكن هشام خفاجة بصورة غير طبيعية، واصفا هذا العنصر بأنه كان أحد أسباب أزمة الإخوان.
كانت وزارة الداخلية، أعلنت فى يوليو 2015، عن تصفية 9 من المطلوبين المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية في إطار ملاحقة العناصر القيادية الإخوانية الهاربة المتهمين والمحكوم عليهم في قضايا "قتل وأعمال عنف وإرهاب"
من جانبه، اعتبر هشام النجار الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن اعترافات مجدى شلش تؤكد أن أجهزة الأمن نجحت خلال تلك الفترة فى تفكيك التحركات الإخوانية والوصول للمقرات الهامة التى تجتمع داخلها أبرز قيادات الجماعة، وأشار إلى أن أهمية هذه التصريحات ترجع لكونها صادرة عن مجدى شلش وهو أحد أعضاء اللجنة الإدارية العليا التى تدير تحركات الجماعة خلال هذه الفترة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة