مع صباح الأحد العاشر من يناير 2016 كانت مصر على موعد مع اللحظة التاريخية المنتظرة منذ انطلاق ثورة 30 يونيو 2013، لحظة انعقاد أولى جلسات البرلمان المنتخب مع ما يعنيه ذلك من استكمال خارطة طريق الثورة ومؤسسات البلاد المنتخبة وإخراس الأصوات الخارجية التى لا تعترف بإرادة الشعب المصرى فى تقرير مصيره بزعم أننا لا نمتلك مؤسسات شرعية منتخبة، وبالفعل انعقدت الجلسة الأولى برئاسة أكبر الأعضاء سنا النائب بهاء الدين أبو شقة وتوالى النواب المنتخبون يؤدون اليمين الدستورية ثم انتخاب رئيس المجلس ووكيليه.
ومنذ تلك اللحظة بدأ الكيد لبلدنا تارة باستخدام ورقة البرلمان، تارة من خلال أحد النواب من أصحاب التاريخ الأسود فى الفساد والإفساد، سرعان ما تطهر منه البرلمان، وتارة بمحاولة الطعن على البرلمان وانتخاباته، وتارة ثالثة بمحاولة استخدام أعضاء الجماعة الإرهابية الهاربين من أعضاء برلمان 2012 بوصفهم نوابا يمثلون المصريين فى بعض المحافل الدولية، ورابعة بالهجوم على البرلمان نفسه والتقليل من شأنه أو اتهامه بأنه تابع للسلطة التنفيذية، وخامسة باستخدام أى جدل صحى بين البرلمان وأى من هيئات وسلطات الدولة لتصوير الأمر على أنه أزمة كبرى يعقبها إشعال الحرائق والتهجم على النواب ورئيس المجلس، بل والمناداة بانتخابات برلمانية جديدة فى افتئات على إرادة المصريين!
ثم يأتى بعد ذلك كاتب تافه أو معلق أحمق ويرصف الكلمات جوار بعضها فى أعمدة الصحف أو يخرج علينا فى الفضائيات العشوائية ليتساءل مستخفا بالمحذرين مستنكرا تحذيرهم، من الذى يستهدف البرلمان أو يتآمر عليه؟ ولماذا يتآمر عليه المتآمرون فى قطر أو تركيا أو لندن أو فى بلاد الواق الواق؟! وما أهميته لهذه البلاد؟ وماذا عند دعاة المؤامرة من أدلة وإثباتات ليقدموها للناس حول ما يتعرض له برلماننا الموقر من فتن ومكائد، إلى آخر التساؤلات الاستنكارية الساخرة التى لا يستحى أصحابها ولا يخجلون من عماهم وهو عمى أصاب البصائر والضمائر قبل أن يصيب الأبصار أو لعله أخطأ العيون الوقحة على حالها.
البرلمان المصرى أيها التافه الجهول، هو واسطة العقد لمؤسسات الدولة المصرية، وقد أريد لهذا البرلمان قبل الانتخابات وبعدها أن يكون حصان طروادة يحمل من يكرهون إرادة المصريين ولا يعترفون بها ويرغبون فى السطو على مؤسسات البلاد، لكن نواب البرلمان سرعان ما نظموا صفوفهم وتحالفوا مع مؤسسات الدولة الأخرى للعبور من مرحلة المخاض الثورى إلى الاستقرار السياسى والتشريعى فصاروا هدفا لأعداء الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة