تمتلك مصر حقيقتين تاريخيتين: المعابد، وصعوبة التراخيص، حتى فى عصور الفراعنة لم يكن من حقك أن تحصل على رخصة معبد أو مقبرة إلا إذا كنت نافذًا أو صاحب سلطة، وربما كان الفراعنة أفضل حظًا من الأجيال المعاصرة، فالتراخيص فى مصر أصبحت لغزًا محيرًا وحسبة إدارية معقدة، يمكن أن تفتتح محلًا أو مقهى تغلق به شارعين دون أن يسألك أحدهم عن رخصة، وإن حدث فربما يكون السؤال وديًا ويمكن تأجيل الإجابة عنه حتى ميعاد «الشهرية»، بينما على النقيض، قد تتعرض للإفلاس وقلة القيمة لو حاولت أن تحمل كرتونة تبيع فيها الأزهار على ناصية الشارع، لأن العرف جرى بأن الوحيدين الذين يملكون حرية البيع والشراء على النواصى هم تجار المخدرات، لكن أصحاب الأفكار الشرعية يقفون هناك مضطرين لأنهم يعتبرون الجرى من شرطة المرافق، أسهل بكثير من القفز بين شبابيك الحكومة للحصول على رخصة أصعب من لمس القمر.. هذا لا يعنى بالضرورة أن تصبح شوارعنا وأرصفتها أسواقًا عشوائية، لكن على الأقل نسأل الحكومة ماذا فعلت فى مبادرة المشاريع الصغيرة والمتوسطة؟
عمرو جاد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة