من أسوان إلى الإسماعيلية يصل اليوم الثلاثاء، قطار المؤتمر الوطنى للشباب، ليبقى هناك ثلاثة أيام يشهد خلالها نقاشاً وحواراً حضارياً بين أكثر من 1200 من شباب محافظات السويس وبورسعيد والإسماعيلية ومحافظتىّ شمال وجنوب سيناء، ومسؤولى الدولة وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى رسخ منذ المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى شرم الشيخ أكتوبر الماضى لقاعدة مهمة وهو سماع مشاكل الشباب ومعرفة آرائهم وكيفية رؤيتهم فى حل الأمور، بشكل حوارى يستمع فيه الرئيس لكل ما يقال ثم يعقب فى النهاية، سواء بالشرح أو بقرار وتوجيه للحكومة تتولى تنفيذه، ويوالى الرئيس متابعة التنفيذ.
فعلها الرئيس فى مؤتمر شرم الشيخ، ومن بعده المؤتمر الشهرى الذى عقد فى القاهرة ثم أسوان، استمع لمطالب الشباب وأطروحاتهم، ولم يغلق الباب بمجرد إسدال الستار على أعمال كل مؤتمر، بل كان ختام كل مؤتمر نقطة انطلاق لخلايا عمل متعددة كل منها تعمل فى الاتجاه المحدد لها سلفاً، لوضع التوصيات موضع التنفيذ، ولمتابعة ما طرح فى المؤتمر، والتواصل مع الشباب لتنفيذ الحلول المقترحة من جانبهم لبعض المشاكل، مما خلق أجواء أكثر من إيجابية، غيرت من نظرة الشباب للدولة والحكومة معاً، فالماضى كان شاهداً على انقطاع فى التواصل ما بين الاثنين، وهو ما فطنت له مؤسسة الرئاسة، فاختارت فكرة المؤتمر الوطنى للشباب لتكون أداة التواصل والتعاون الذى تحتاجه الدولة المصرية.
فى مؤتمر شرم الشيخ كنت شاهداً مع غيرى على حالة الذهول التى سيطرت على شباب كثيرين شاركوا فى المؤتمر، لأنهم وجدوا الرئيس حريصا على حضور جلسات نقاش متعددة، ويتداخل فى الحوار ما بين الشباب والمسؤولين، سمعت شباباً يقولون إن مصر بالفعل تغيرت، ليس فقط لأن رئيسها اختار أن يبقى بين الشباب لثلاثة أيام، لكن لأن الرئيس استمع وناقش بجدية وقرر، ووعد بالمتابعة إلى حين التنفيذ.
اختيار المدن التى تستضيف المؤتمر بالتأكيد لا يأتى بشكل عفوى، وإنما بناء على حسابات دقيقة، أهمها فكرة التوزيع الجغرافى، بمعنى أن تستضيف كل منطقة جغرافية المؤتمر ليتسنى لكل شباب مصر المشاركة فى النقاش والحوار، وكان مؤتمر شرم الشيخ شاملاً للجميع، ومن بعده جاءت فكرة المؤتمرات الشهرية التى بدأت فى القاهرة، ثم انطلقت لأسوان لشباب الصعيد، واليوم فى الإسماعيلية لشباب مدن القناة، وبالإضافة إلى الهدف فإن التوقيت مهم أيضاً، حيث يتزامن المؤتمر مع احتفالات عيد تحرير سيناء، اليوم 25 إبريل، وهى مناسبة عزيزة على كل مصر، وخاصة مدن المواجهة مع العدو الإسرائيلى، ومن بينها الإسماعيلية.
بقى شىء مهم، يخص مبادرة «اسأل الرئيس»، التى تم إطلاقها قبل أيام على الصفحة الرسمية للمؤتمر الوطنى للشباب، وهى عبارة عن تطبيق رقمى فى إطار حرص الرئيس السيسى على التواصل المباشر مع جميع أطياف المجتمع المصرى، وتعزيز الثقة ومد جسور الحوار بين المواطنين والقيادة السياسية، فمن خلال التطبيق يمكن للمواطنين توجيه أسئلة للرئيس وتسجيل جميع استفساراتهم والتعبير عن آرائهم بمنتهى الشفافية، فهذه المبادرة ممتازة فى مضمونها وتوقيتها أيضاً، لأنها تفتح الأبواب أمام الجميع ليدخلوا فى حوار مباشر مع رئيس الدولة، دون أن يفصلهم عنه أى شىء، خاصة أننا جميعاً ندرك كثرة الموضوعات التى تهم المواطن المصرى التى تحتاج لنقاش مباشر بينهم وبين الرئيس ليسمعوا منه ما يطمئنهم، وأهمها بطبيعة الحال مواجهة ارتفاع أسعار السلع وجهود الدولة لرعاية المواطن صحياً واجتماعياً، ومواجهة آفة الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة