الذين ليس لهم فى التشجيع الكروى سوف يبدون دهشة من حجم الاهتمام فى مصر بمباراة «الكلاسيكو» بين قطبى الكرة الإسبانية، ريال مدريد وبرشلونة، وكيف احتل الناديان الإسبانيان هذه المساحة بين عشاق الكرة فى مصر، والعالم بالطبع، وهو اهتمام كبر مع الوقت، وأصبح جزءا من اهتمامنا.
ربما قبل عشر سنوات فقط لم يكن ريال مدريد وبرشلونة يحتلان هذه المساحة من الاهتمام، لكنها العولمة والعالم الذى أصبح قرية صغيرة، التى فرضت نفسها على جمهور الساحرة، وحتى على هؤلاء الذين لا يهتمون بالمتابعة، لكن اليوم أصبح هناك مشجعون متعصبون، وبعضهم يسافر لحضور المباريات فى إسبانيا.
ربما يكون الأمر ظاهرا بشكل لافت فى الكرة، لكنه موجود وبقوة وتأثير فى السياسة والتفاصيل التى قد تبدو شديدة المحلية فى بلادها أصبحت تفرض نفسها على الرأى العام بحلوها ومرها.
يعرف الجيل السابق أن كأس العالم 1978، كان أول مونديال يشاهده المصريون على الهواء بالألوان، وبعد أن كان بيليه الجوهرة البرازيلية أهم وأشهر لاعب كرة فى مصر والعالم، صعد نجوم مثل مارادونا وجيله روسى فى إيطاليا، وزيكو وايدر فى البرازيل وغيرهم. ومع الوقت احتلت الكرة الأوروبية والمونديال مساحات أوسع، مع اتساع مساحات البث والفضائيات والإنترنت ليصبح العالم غرفة ـ وليس قرية صغيرة ـ تفرض نفسها، وفى القلب منها كرة القدم، اليوم يحتل «ميسى» دائرة السحر الأكبر بجمهور يتجاوز مئات الأضعاف ما كان فى السابق.
وداخل الاهتمام، جاء الغريمان الإسبانيان برشلونة وريال مدريد، ليحتلا اهتمام الجمهور فى العالم، وليس عندنا فقط. ويطلق اسم الكلاسيكو على أى مباراة بين الريال وبرشلونة أكبر وأهم ناديين فى إسبانيا، الريال فى العاصمة الإسبانية مدريد ومنافسه فى برشلونة، المدينتان الأكبر فى إسبانيا، وتُمثل هذه المباراة صراعا بين أكبر مدينتين فى إسبانيا، ويعتبر أحيانا صراعا سياسيا بين العاصمة مدريد والتى ينظر لها أنها حاملة لواء القومية الإسبانية، وبرشلونة حاملة لواء القومية الكاتلونية.
مباراة الكلاسيكو هى الأكثر مشاهدة بالعالم، ويقدر عدد من شاهدوا المباراة الأخيرة بـ650 مليون مشاهد عبر العالم، ولهذا فقد أصبح لدى الناديين جمهور فى مصر، وينقسم مشجعو الكرة بين الفريقين اللذين تجاوزا كونهما فريقين محليين، إلى أن يمثلا ولعا عالميا، مثل باقى أحداث وتفاصيل العالم السياسية، حيث أصبحت الانتخابات فى الدول الكبرى تفرض نفسها على اهتمامات جمهور مواقع التواصل والفضائيات.وينقسم حولها الجمهور وربما يختلفون ويتشاجرون حولها باعتبارها تخصهم، بينما هى فى الواقع فروض العولمة، التى تجعل كل حدث فى أى مكان فى العالم، جزءا من اهتمامات الجمهور، كأنه حدث محلى يجرى من حولنا.