قال السفير الجورجى بالقاهرة الكسندر نالباندوف، إن بلاده تتابع باهتمام تفعيل برنامج الإصلاح الطموح الذى وضعته الحكومة المصرية، مشيرا إلى أن تنفيذ الإصلاحات يتطلب استثمار جهود ضخمة.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن جورجيا خضعت لعملية تغير واسعة النطاق وناجحة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وذلك عن طريق التغلب عن الفساد، وتأسيس بيئة صديقة للأعمال والاستثمارات، ولخلق فرص العمل والقضاء على الفقر.
السفير الجورجى إلكسندر نالبدوف
وأوضح نالباندوف أن تبليسى تفهم تماما التحديات التى تمر بها القاهرة، معربا عن أمنيته أن تستطيع مصر تطبيق الإصلاحات بأفضل طريقة ممكنة لتحويل ما يحدث إلى "قصة نجاح" ولتحقيق الرفاهية لجميع المصريين.
وأشار إلى أن إجمالى عدد الشركات التى سجلت فى جورجيا بمشاركة العاصمة المصرية فى 2016 كان 1688، بينهم 1557 مشروعا باستثمارات مصرية، ومنهم 55 مشروعا مصرى جورجى مشترك، و56 مشروع مشترك بين الجانب المصرى ودولة ثالثة.
إلكسندر نالبدوف
وبسؤاله عن الشركات الجورجية التى تعمل فى مصر، قال السفير الكسندر إن القاهرة واحدة من أهم الشركاء لتبليسى، لهذا ترحب بلاده بأى مبادرات تهدف إلى تعميق العلاقات لاسيما الاستثمارية، مشيرا إلى أن بلاده بالأساس دولة هادفة لجذب الاستثمارات، لهذا تعكف على خلق بيئة استثمارية صديقة للأعمال من خلال تسهيل الأطر القانونية، ووضع أنظمة ضريبية سلسة، ونظام متقدم للضرائب، مشيرا إلى أن اتفاقية الشراكة بين جورجيا الاتحاد الأوروبى دخلت حيز التنفيذ فى يوليو عام 2016 التى تتضمن نظام تجارة تفضيليا، مما يسهل دخول الأسواق الأوروبية والجورجية فى ضوء تطبيق لوائح متطابقة بشكل أفضل بينهما.
وعن حجم التبادل التجارى بين مصر وجورجيا، أوضح السفير أن التعاون الاقتصادى بين البلدين تطور بشكل إيجابى مؤخرا، وبلغ حجم التبادل التجارى بينهما 19 مليون دولار عام 2016 بزيادة تقدر بنحو 129% مقارنة بعام 2015 من بينها 15 مليون دولار صادرات جورجية لمصر، فى الوقت الذى استوردت فيه جورجيا منتجات مصرية بقيمة 4 مليون دولار، مشيرا إلى أن جورجيا تصدر لمصر الآلات ومعدات الرفع والتحميل وقطع غيار آلات قطع المعادن والماشية والمطاط ومعدات تصنيع البلاستيك والمكسرات بينما تستورد من مصر سخانات المياه الكهربائية وغسالات الملابس والأفران والأدوية وأكياس التعبئة والتغليف والحمضيات.
وأضاف السفير فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" إن العلاقات الاقتصادية الثنائية يمكن تعزيزها من خلال فتح أبواب جديدة للتعاون، فجورجيا يمكن أن تقدم للسوق المصرى ماشية وأغنام وماعز وفاكهة معلبة وخضراوات وأسمدة نيتروجينية، وشبه الكربون الصلب وحديد التسليح وحتى الذهب.
ومن ناحية أخرى، يمكن أن تصبح جورجيا مثل نقطة "ترانزيت"، لتوصيل المنتجات الزراعية المصرية إلى الأسواق الإقليمية فى إطار مشروع الممر الأخضر.
وأوضح أن هناك ترتيبات لتنظيم الاجتماع الدورى للجنة المصرية الجورجية المشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى والتى من المزمع انعقاده فى تبليسى الخريف المقبل، معربا عن أمله أن يمنح هذا الاجتماع زخما للعلاقات.
أما عن السياحة، تابع السفير أن مصر من بين أكثر الوجهات شعبية لدى السائح الجورجى، إذ زارها 15.244 سائح عام 2015، بينما زار جورجيا 6328 مصرى، بزيادة 161% عن العام الذى سبقه.
وأوضح الكسندر نالباندوف أنه لا يوجد طيران مباشر بين العاصمتين المصرية والجورجية، ولكن تسير شركة الطيران المصرية "Air Cairo" رحلات من مطار تبليسى الدولى إلى مطار شرم الشيخ منذ نوفمبر 2014، وإلى الغردقة منذ يونيو 2015، ولم تتوقف منذ ذلك الحين إلا فى عطلات موسمية، وبلغ إجمالى عدد المسافرين من وإلى البلدين فى 2015، 41 ألف.
وتابع أن كلا من مصر وجورجيا لديهما خبرات واسعة فى مجال السياحة، ويمكنهما التعاون لتعزيز هذا القطاع، من خلال الدورات التدريبية، وبرامج التبادل، مؤكدا أن هناك مناقشات بتفاصيل أكبر مع الشركاء المصريين، وكذلك مقترحات من شأنها أن تفيد صناعة السياحة المصرية.
وبسؤاله عن التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب، أكد السفير أن جورجيا تدعم جميع الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، موضحا أن جورجيا عضو فى التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب، واشتركت قوات حفظ السلام خاصتها فى مهام تابعة للناتو فى أفغانستان، كأكبر مساهم غير عضو فى الناتو، واستطرد: "نحن ملتزمون بالمساهمة فى الاستقرار والأمن الدولى، وفى المعركة ضد الإرهاب، مصر يمكنها أن تعتبر جورجيا داعم يمكن الاعتماد عليه".
