لم نكن نحتاج إلى دليل جديد يؤكد خيانة الخونة، ويكشف المخدوعين أمام أنفسهم، لكنها طبيعة الأشياء، لا يمكن أن تظل الحقائق تحت سطوة الأكاذيب طوال الوقت، وها هو تنظيم داعش الإرهابى يعتذر لإسرائيل عن بضع رصاصات أطلقت بالخطأ على الجولان المحتل، بينما يدير أبشع حرب تدميرية دموية ضد المواطنين العزل فى سوريا والعراق وليبيا، ويرسل خلاياه إلى شمال سيناء بمصر.
انتهى الدرس إذن، وسقطت آخر ورقة توت كان يتستر بها هذا التنظيم الإرهابى، الذى جرى تصميمه على غرار أفلام الأكشن الأمريكية الرديئة ليقوم بمهمة واحدة.. تقويض المجتمعات العربية بالقتل والتدمير والحروب الأهلية، وتأجيج نار التخلف والكراهية فى قلوب العرب، باستخدام التفسيرات المنحرفة للدين الإسلامى.
لم نرَ من هذا التنظيم الإرهابى إلا تأجيج الصراعات الطائفية وإشعالها حربًا دموية بسرعة، من خلال قتل المختلفين معه وترويعهم، وكذلك التشويه المتعمد وفق منهج استخباراتى مصمم، ليظهر الإسلام باعتبارة دين الوحشية والهمجية الذى لا يمكن أن تستوعبه أو تحتمله الدولة المدنية المعاصرة، ورأينا كيف يستعيد كلاب التنظيم المأجورون تلك الصورة الوحشية التى رسمها المستشرقون المحدثون من خلال استخدام السكين لذبح الأسرى والمسيحيين، أو حرقهم أحياء، ومن خلال اغتصاب النساء أو بيعهن فى سوق الجوارى، وكذا استعباد المخالفين فى الدين، أو قتلهم وسلب ممتلكاتهم.
كما رأينا كيف يساعد التنظيم دولًا أوروبية وإقليمية فى نهب ثروات العراق وسوريا وليبيا النفطية، أو بيعها لهم فى السوق السوداء بأبخس الأثمان، وما زالت حاضرة فى الأذهان فضيحة ابن ديكتاتور تركيا الذى كان يشترى نفط سوريا والعراق من الدواعش فى السوق السوداء، عبر قوافل الشاحنات، ويعيد بيعه للحكومة التركية، محققًا أرباحًا بالمليارات، وهى الفضيحة التى طار فيها عدة وزراء، وعدد من كبار المحققين القضائيين، ورجال الشرطة.
ومثلما انكشفت حقيقة تنظيم داعش الهالك والزائل قريبًا بإذن الله، ستنكشف بوضوح حقيقة جميع الطوائف والميليشيات والمجموعات التى تحارب بأسلحة واشنطن وتل أبيب ولندن، لتهدم المجتمعات العربية، وتثير حروب الملل والأعراق والإثنيات، سواء على الأرض بالسلاح المستورد والأزياء العسكرية المجهولة المصدر، أو فى الـ«بى بى سى»، و«دويتش فيلله»، و«واشنطن بوست»، و«نيويورك تايمز»، والصحف الإسرائيلية.. ولاعزاء لأرامل هيلارى ونشطاء السبوبة!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة