ركود السياحة لسنوات تسبب لحد ما فى نزيف قطاع السياحة بأسوان للعناصر البشرية المدربة والخبرات والكوادر المتخصصة، ما يستلزم الحفاظ على هذه الكوادر، أو إعداد كوادر جديدة لعودة نمو هذا القطاع الحيوى من جديد.
نجيب نصيف، مرشد سياحى، قال إن القطاع السياحى بأسوان تأثر كثيرًا فى فترة الركود السياحى خلال السنوات الماضية، وفقد الكثير من الكوادر وخاصة فى مجال الإرشاد السياحى، وموظفى الاستقبال المهرة الذين هم فاكهة المنشأة السياحية، فضلاً عن الطهاة وعمال المطعم الذين هم على درجة عالية من الخبرة.
وأضاف "نصيف" فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع" أن العديد من هذه الكوادر اضطرت للسفر للعمل خارج وداخل مصر، وكذلك فى العمل فى مطاعم غير سياحية.
وأشار إلى أنه من الصعب عودة هذه الكوادر فى المدى القريب، وحذر من وجود كوادر تفتقر لأساسيات المهنة، مؤكّدًا ضرورة تدريب المنشآت السياحية العمالة الجديدة، ورفع كفاءتها، وتطوير مهارتها للارتقاء بالخدمة.
وأوضح أن "الإرشاد السياحى" مهنة أمن قومى، ويجب أن يتزود المرشد السياحى بالثقافة والوعى السياسى، حتى يستطيع تصحيح المفاهيم الخاطئة للسائح، واصفًا المرشد السياحى بـ"سفير مصر فى الداخل".
فيما قال عبد الناصر صابر، نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان إنه خلال فترة الركود السياحى بالمحافظة حدث تسرب كبير فى الخبرات والكوادر السياحية ذات الكفاءة، مؤكّدًا أن الكوادر التى تسربت يصعب استعادتهم مرة أخرى، بجانب نوعية من الموظفين المهرة فى شركات السياحة، بالإضافة إلى مجال الفندقة وخاصة الطباخين والخبازين والويترات.
وأشار فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن عودة هذه الكوادر فى حالة تعافى قطاع السياحة من الممكن أن تكون هناك عودة ولكنها عودة حذرة حيث من الممكن أن تكون فى حدود الـ30% ولكن الباقى لن يعود بسهولة.
وقال نقيب المرشدين السياحيين السابق بأسوان، إن عودة السياحة لسابق عهدها قد تجذب عمال متخصصين من الذين تسربوا خارج قطاع السياحة بجانب عمال جدد أيضا، ولكن سيظل هناك نقص حاد فى العمال المدربة، محذرا من الاعتماد على عمالة عادية فى قطاع السياحة حتى لا تضر بسمعة القطاع.
وناشد أصحاب الأعمال وأصحاب الفنادق والشركات السياحية باحتواء العمالة المدربة وعدم التفريط فيها وعدم إهمال العمالة المدربة تحت أى ظرف، وكذلك لابد من البدء فى تنفيذ إجراءات تضمن عودة مثل هذه الكوادر من خلال وضع حوافز جدية جاذبة ومرتبات مجزية ومكافآت وتأمينات وعقود ثابتة تضمن لهم مكان العمل.
وأضاف أن مسئولى السياحة يقع على عاتقهم أيضا دور مهم وهو تدريب العمالة الحالية والعمل على استعادة الخبرات التى تسربت.
من جانبه؛ أوضح أشرف بشرى رئيس لجنة الاستثمار السياحى بجمعية المستثمرين بأسوان، أنه نتيجة الأحداث السياسية التى مرت بها البلاد والتى ترتب عليها حالة من الركود الشديد فى قطاع السياحة حيث قامت بعض شركات السياحة بالاستغناء عن العاملين بها وهم يعدون ثروة قومية فى هذا القطاع من حيث التدريب والخبرة والكفاءة العالية، حيث عجزت الشركات عن دفع رواتبهم، وتسربت هذه الكفاءات للعمل فى مجالات أخرى أكثر استقرارا لإعالة أسرهم.
وأشار رئيس لجنة الاستثمار السياحى بجمعية المستثمرين بأسوان، إلى أنه مع عودة الروح من جديد لهذا القطاع فإن السياحة بجميع قطاعاتها سواء سياحة أو نقل أو فندقه تعانى من نقص العمالة المدربة وكذلك فى حرف الخدمات الفندقية والعاملون فى شركات السياحة، مؤكدا أن هذا القطاع سيتعافى بالعودة لحالته الطبيعية التى كان عليها قبل يناير 2011 إذا ما سارت الأمور على ما هو عليه الآن.
وأكد أن القطاع السياحى يستوعب العمالة الجديدة و يحدث إحلال أول بأول ويتم التدريب من جديد للوصول لنفس المستوى على الموسم القادم 2018 أومع نهاية 2017.
وقال مصطفى محمد عامل بأحد المنشآت السياحية، إن أسوان حاليا أصبحت بها مدارس وكليات تمكنها من سد أى عجز فى الكوادر سواء فى الفندقة أو الخدمة الفندقية أو الإرشاد السياحى، فضلا عن الفرص التدريبية المتاحة التى تمكنهم من تنمية قدراتهم المهنية من خلال دورات تدريبية قصيرة، ولكن الأهم من ذلك هو عودة التدفقات السياحية لمعدلاتها حيث أن عدد لا بأس من العاملين بالسياحة لا تزال فى تعداد البطالة وهم على أهبة الاستعداد وفى انتظار استدعائهم فى أى لحظة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة