رفض "محمود" الشاب الصعيدى الذى قدم من مركز فرشوط بمحافظة قنا إلى الجيزة للدراسة الخضوع أمام لصين يشهران أسلحة بيضاء ويحاولان سرقته بالإكراه، اعتبر الانصياع لتهديدهما إهانة له، وقرر مواجهة التهديد مهما كلفه الأمر، بشرط ألا يتنازل عن كرامته.
فوجئ اللصان بشاب تظهر على وجهه علامات الشجاعة، فتأكدا أنهما أمام ضحية صعبة، وقررا التعامل معه بالقوة، حاولا تقييد حركته فقاومهما، كاد أن يتغلب عليهما مما دفعهما لتسديد الطعنات له، ثم استوليا على هاتفه المحمول وتركاه غارقا فى دمائه ولاذا بالفرار.
لم يتقدم أحد لإسعاف "محمود" نظرا لتأخر الوقت وخلو المنطقة التى شهدت الجريمة بالقرب من مطلع الطريق الدائرى من المارة، حتى فارقت روحه جسده وصعدت إلى بارئها شاهدة على شجاعة شاب لم يهب الموت فى سبيل الحفاظ على كرامته، ليرتقى إلى مرتبة الشهداء كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ
دقائق مرت ثقيلة حتى اكتشف أحد المارة الذى تصادف عودته إلى مسكنه جثة "محمود" فسارع لإبلاغ غرفة نجدة الجيزة ليتم إخطار قسم شرطة الجيزة بالعثور على جثة أحد الأشخاص وتحديد مكان العثور عليه.
فور تلقى البلاغ سارع العقيد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة إلى محل الواقعة، ليتم العثور على الجثة بها عدة طعنات، وعثر على بطاقة تحقيق الشخصية الخاصة بالمجنى عليه، فتم فرض كردون أمنى بنطاق مسرح الجريمة، حتى وصلت النيابة التى ناظرت الجثة وقررت نقلها إلى مشرحة زينهم تمهيدا لتشريحها وتسليمها لذويها، كما طلبت تحريات المباحث حول الواقعة وسرعة ضبط الجناة.
فريق البحث الذى أشرف عليه العميد عبد الحميد أبو موسى رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة وشارك به الرائد أحمد سمير رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة ومعاونيه وجد نفسه أمام اختبار حقيقى نظرا لصعوبة اكتشاف هوية مرتكبى الجريمة، فالحادث وقع فى ساعة متأخرة من الليل، وهو ما أدى إلى افتقاد الاستناد إلى أى شهود عيان أو أى رواية تكشف الدافع وراء ارتكاب الجريمة، وهوية المتهمين، إلا أن الأمل الوحيد الذى اعتمد عليه فريق البحث الجنائى كان بتتبع الهاتف المحمول المسروق الخاص بالمجنى عليه.
12 يوما مضت دون تلقى أى إشارة تفيد أن الهاتف تم تشغيله وصدر منه أى مكالمة صادرة أو تلقى مكالمات واردة، حتى تلقى الرائد أحمد سمير رئيس مباحث قسم الجيزة إخطارا يفيد أن الهاتف المسروق صدرت منه مكالمة، وتم تحديد مكان استخدامه بمنطقة عزبة خير الله بدار السلام.
ومن خلال تكثيف التحريات وجمع المعلومات تم التوصل إلى أن "طارق.خ.م" 17 عاما، عاطل و"عادل.ع.م" 32 سنة عاطل، وراء ارتكاب الجريمة، فتم إعداد عدة أكمنة تمكن خلالها النقيب أحمد يوسف وأمناء الشرطة محمد عبد الحفيظ وطارق عجور وأحمد شعبان من ضبط المتهمين، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الجريمة، وأفادا أنهما يشتركان فى سرقة المواطنين بالإكراه بعيدا عن محل إقامتهما بدار السلام حتى لا يقعا فى قبضة رجال الأمن، وأنهما استوقفا المجنى عليه لسرقته، إلا أنه قاومهما مما دفعهما لقتله والاستيلاء على هاتفه المحمول.
وبتحرير محضر بالواقعة تم إخطار اللواء هشام العراقى مدير أمن الجيزة واللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، وأمرت النيابة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق.
المجنى عليه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة