أكرم القصاص

«مارى لوبان» ليست جملة اعتراضية فى أوروبا

الخميس، 27 أبريل 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صعود اليمين المتطرف فى أوروبا ليس جملة اعتراضية، لكنه جزء من تغيرات وتفاعلات السياسة والمجتمعات فى أوروبا، من الطبيعى أن تنعكس فى الانتخابات. من هنا فإن اليمين المتطرف والمعادى للأجانب تيار يتسع منذ 11 سبتمبر، وربما قبلها يقدم نفسه على أنه رد فعل على التنظيمات المتطرفة الإرهابية مثل داعش وتنوعاتها، التى تمثل هاجسا للأوروبيين بشكل عام، وتساعد فى تغذية مشاعر التطرف المعاكس. ويرى قطاع من الأوروبيين أن المتطرفين يسعون لتغيير ثقافة أوروبية مستقرة.
 
وبالتالى فإن صعود مارى لوبان فى الانتخابات الفرنسية، ووصولها للمنافسة فى الجولة الثانية أمام إيمانويل ماكرون، هو جزء من سياق عام يتزايد فى دول الاتحاد الأوروبى، ويصل أعضاؤه إلى المجالس النيابية. ومع هذا فإن اليمين المتطرف، الذى تمثله مارى لوبان، يثير قلق النخب السياسية والحزبية فى أوروبا، وانعكس هذا القلق فى اصطفاف الرئيس الفرنسى أولاند والأحزاب الخاسرة فى الجولة الأولى خلف ماكرون.
 
فى ألمانيا هناك تيار للمتطرفين يعارض سياسات الهجرة، ويحمل كراهية للأجانب، ومن هذا التيار تأسس حزب البديل اليمينى المتطرف قبل 4 سنوات، وأعلن فى مؤتمره قبل أيام الدفع بمنافسين فى الانتخابات التشريعية لمنافسة المحافظين، بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والاشتراكيين الديمقراطيين.. وحزب البديل يرفض الاتحاد الأوروبى ويستخدم الهجرة عنوانا للانتخابات التشريعية، ويرى الإسلام ضد ألمانيا، ويدعو لإغلاق الحدود وتشديد قانون اللجوء.
 
وفى هولندا هناك حزب الشعب من أجل الحرية، بزعامة جيرت فيلدرز اليمينى الهولندى، مؤسس الحزب، وعضو مجلس النواب منذ 1998، والحزب له 24 مقعدا من 150 فى البرلمان الهولندى. وحزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية، معروف بتوجهاته العنصرية المعادية للأجانب عمومًا، وللمسلمين على وجه الخصوص. خيرت فيلدرز ـ كما تنطق فى الهولندية ـ له مواقف وعبارات عنصرية ضد المغاربة والأتراك ويعتبرهم أصل الجريمة فى هولندا.
 
هناك صعود للتيار اليمينى المتطرف فى كل دولة بأوروبا.. يراهن الفرنسيون وقطاع من الأوروبيين على إمكانية مواجهته بدعم المنافسين، مثل الوقوف مع ماكرون.. لكن هذا التيار يكسب أرضًا ومقاعد انعكاسا لوجوده فى المجتمع.
 
وتراهن الديمقراطيات الأوروبية على إمكانية حسم الخلافات بالديمقراطية، رهانا على أنه لايمكن لأى طرف أن يصعد بالديمقراطية ثم ينقلب عليها.. وهى ميزة تجارب استقرت طوال عقود.
 
أوروبا كلها وليس فرنسا فقط تترقب «جولة الحسم»، وتحتشد النخبة خلف إيمانويل ماكرون فى مواجهة مارى لوبان اليمينية المتطرفة.. التى تثير مخاوف، منها إخراج فرنسا من عضوية الاتحاد الأوروبى، وهو اتجاه يتفق حوله اليمين المتطرف، ومعه كراهية الأجانب. وفى حالة خسارة مارى لوبان، سيبقى التيار، الذى تمثله مع احتمالات توسعه.
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة