قبل 6 أيام، نشر "اليوم السابع" نقلا عن مصادر عربية، أن دويلة قطر وأميرها الصغير تميم بن حمد، تورطوا فى صفقة مشبوهة مع ميليشيات وعناصر إرهابية بالعراق، ودفعوا لهم مليار دولار تقريبا، مقابل الإفراج عن 26 مختطفا فى العراق، منهم 24 صيادا قطريا، وهو ما أكدته صحيفة "جارديان" البريطانية فى تقرير متزامن لها، مساء الجمعة الماضية.
قالت "جارديان" فى تقريرها، إن طائرة قطرية انتظرت 4 أيام فى بغداد، لنقل 26 مختطفا أغلبهم قطريون، وذلك فى إطار صفقة إقليمية ترتبط بعملية إجلاء سكان أربع بلدات محاصرة فى سوريا، وإن المسؤولين القطرين وصلوا إلى العاصمة العراقية وهم يحملون حقائب كبيرة، رفضوا تفتيشها، وتحدثت الصحيفة عن أنها تحتوى أموال الفدية، وهو ما قيل لاحقا إنها كانت فدية ضخمة تقدر بمليار دولار.
وزير خارجية قطر يعترف بالصفقة المشبوهة.. ويحاول تبريرها بمزاعم واهية
بعد أيام من الصمت المشبوه، والنفى المتردد، المعتاد من الدويلة الخليجية الصغيرة، اعترف وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثان، بالصفقة المشبوهة التى عقدتها الدوحة مع الميليشيات الإرهابية فى العراق، للإفراج عن أمراء من الأسرة الحاكمة، تم اختطافهم فى العراق منذ 16 شهرا.
وأعرب وزير الخارجية القطرى، عن استغرابه من تصريحات رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى بشأن قضية المختطفين، زاعما أن الأموال دخلت بطريقة علنية ومعلومة لحكومة بغداد، ومضيفا فى تصريحات صحفية، اليوم الخميس: "استغربنا مما ورد فى المؤتمر الصحفى لرئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، وما أشار إليه حول التأشيرات التى صدرت للمختطفين القطريين ومرافقيهم، بأنه لم يكن راضيا عنها، مع أنها تأشيرات رسمية من السلطات العراقية، وكانت هذه السلطات تحميهم".
محمد بن عبدالرحمن آل ثان يزعم فى رد عاطفى: لا نتعامل مع مجموعات مسلحة
فى رد عاطفى ومنمق على تصريحات رئيس الوزراء العراقى، التى تدين الدوحة وأميرها ونظامها، زعم وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثان، فى تصريحاته، أن بلاده قررت تقديم الدعم الكامل للسلطات العراقية، محاولا تبرير إدخال أموال ضخمة للعراق كإجراء "احتياطى" لدعم السلطات العراقية وتحرير المختطفين، مستطردا: "إذا لم تكن السلطات العراقية بحاجة إليهان ستعود هذه الأموال إلى قطر، فقد دخلت هذه الأموال بشكل رسمى وعلنى، ولم تدخل عن طريق التهريب، كما ورد فى المؤتمر الصحفى".
وزعم وزير خارجية الدوحة، أن قطر لا تنتهك سيادة أى دولة، ولا تتورط فى قضايا غسيل أموال، وهذه أموال رسمية ودخلت بشكل رسمى، مدعيا عدم تعامل قطر مع مجموعات مسلحة خارج إطار الدولة.
مستشار وزير داخلية العراق: ملايين قطر دخلت البلاد بشكل غير رسمى وربما كانت قضية غسيل أموال
فى سياق متصل، قال وهاب الطائى، مستشار وزير الداخلية العراقى، إن الأموال القطرية قيد الدراسة القانونية، ويتم بحث ملف الأموال الضخمة التى دخلت البلاد بشكل غير رسمى، مؤكدا أن الحكومة العراقية بصدد اتخاذ خطوة منطقية تتوافق مع القانون العراقى، وبحث سبب دخول الأموال، متابعا: "ندرس سبب دخول هذه الأموال، وهل هى بغرض التهريب أم لغسيل الأموال؟".
ونفى مستشار وزير الداخلية العراقى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من العراق، اليوم الخميس، دخول الأموال القطرية بشكل شرعى معلوم للحكومة العراقية، حسبما يزعم وزير الخارجية القطرى، موضحا أن التقديرات الأولية تشير إلى أن حجم الأموال يتجاوز مئات الملايين من الدولارات.
وأشار "الطائى" فى تصريحه، للاتصال الهاتفى بين نائب رئيس الوزراء القطرى، ووزير الداخلية العراقى، لبحث إيجاد علاقات عراقية خليجية متوازنة، مؤكدا أن العراق يريد حفظ الأموال بشكل قانونى، وأن بغداد ليست لديها أى أطماع فى الأموال، ولكن الهدف هو إيجاد حل قانونى لهذا الموضوع.
حزب الأمة العراقى: الدول المحترمة لا تنقل أموالا بهذا الشكل وقطر متهمة وعليها الدفاع عن نفسها
من جانبه، قال مثال الألوسى، رئيس حزب الأمة العراقى وعضو لجنة الشؤون العراقية بالبرلمان، إن دخول الأموال بشكل رسمى يتم عبر الطرق القانونية، من خلال البنوك والمصارف، وعندما تبلغ الأموال القطرية الطائلة التى تسربت لداخل البلاد مئات الملايين من الدولارات، فإن الأمر يثير الشبهات، فالدول والشركات المحترمة لا تنقل أموالا عبر الطائرات بهذا الشكل.
وأكد "الألوسى"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من العراق، أن ما يقوله رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، وما تزعمه الحكومة القطرية، يشيران لوجود كثير من الحقائق الخفية وغير المعلنة، والتدخلات الواسعة فى هذا الموضوع، مؤكدا وجود اتفاقات إقليمية تمت على أرض الواقع فى سوريا وهناك نقود تم دفعها لإتمام الصفقة، و"أنا أسأل، هل هذه الأموال كانت الدفعة الأولى أم الثانية أم الثالثة؟".
وأشار رئيس حزب الأمة العراقى وعضو لجنة الشؤون العراقية بالبرلمان، إلى الاتهامات الموجهة لقطر بتمويل تنظيم داعش الإرهابى، واصفا ما حدث بأنه "انتهاك للسيادة العراقية"، وأن أى شخص يختطف مواطنين هو مجرم أو إرهابى، وأى دولة تتفاوض مع الإرهابيين بهذا الشكل، تخفى كثيرا وتتورط فى رعاية الإرهاب، وقطر متهمة وعليها الدفاع عن نفسها، داعيا النيابة العراقية لملاحقة الخاطفين، وأن تستدعى القطريين وحزب الله وأى طرف كويتى توسط للإفراج عن المختطفين، لمعرفة طبيعة التفاوض والكشف عن تفاصيل الصفقة، مؤكدا أن ما جرى انتهاك لسيادة العراق من دولة عربية أخرى، هى قطر.
رئيس الوزراء العراقى يكشف ضبط مئات الملايين من الدولارات فى حقائب قطرية
كان رئيس الوزراء العراقى، حيدر العبادى، قد قال إنه لم يكن موافقا على منح "الفيزا" للصيادين القطريين الذين تم إطلاق سراحهم، الجمعة الماضية، معللا السبب بأن وضع البلد ليس مناسبا للصيد، وكشف عن وضع الحكومة يديها على أموال هائلة قادمة من قطر.
وقال "العبادى"، فى مؤتمر صحفى عقده عقب جلسة مجلس الوزراء، إن المختطفين الـ27 عبارة عن مواطنين سعوديين، وواحد باكستانى، و24 قطريا، دخلوا العراق بـ"فيزا" رسمية وفى حماية وزارة الداخلية، لافتا إلى أنه "كانت هناك حقائب بأعداد كبيرة فى الشحن، طلبنا تفتيشها، وكان هناك رفض، إلا أننا وضعنا اليد عليها وحميناها، وفهمنا أن بها أموالا بكمية هائلة، تتجاوز مئات الملايين من الدولارات".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة