جيلان جبر

وتوتة توتة خلصت الحدوتة

الخميس، 27 أبريل 2017 10:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك قصص وروايات ستحكى عن الشفافية والديمقراطية وعن نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة فى كل من بلاد الفرس وهى إيران، وبلاد الفرنجة فرنسا وإنجلترا وألمانيا.. وطبعا هناك الفرق الكبير بين جماعة العمامة للدولة الإسلامية الإيرانية وأصحاب الخبرة فى القيادة والديمقراطية والحزبية فى الدولة الأجنبية على سبيل المثال بس، الكل يستعرض أمامك المرشحين للانتخابات، أما الفارق هو فى عدد المرشحيين الرئاسة لإيران أنه عدد كبير جدا، لكن فى الحقيقة سيظل فى النهاية الحاكم هو الولى الفقية مهما كان العدد أو التوجه السياسى للرئيس لاسم أو شكل الرئيس الجديد فالحاكم بأمر الله الحقيقى هو «آية الله خامنئى» صاحب الأمر والقرار لتسمية هذا الرئيس المنتخب وليس فقط بإرادة الشعب الإيرانى، ولكن الحاكم الفعلى كان وسيظل آية الله خامنئى هو من يحكم ويتحكم فى التوجه والمنهج وتتوقف الاختيارات على ما يريده المرشد الأعلى «السيد خامنئى»، فى إعطاء رسائل محددة للغرب، وفق لظروف والمزاج السياسى الذى يتلائم مع أبعاد ورد الفعل النظام السياسى الإيرانى.
 
المتشددون والإصلاحيون هم فى قمة هرم السلطة إلى قاعدته ويعرفون ذلك جيدا الأهم هو أن المرشد بات مدركا أن الوقت لم يعد فى صالحه، وأن هذه المرة ليست كسابقاتها، وهذا ما طرح على طاولة خبراء فى المشهد الإيرانى الحالى:
 
1 - فى نمط الدعاية لجناح خامنئى نجد التشدق بكلمات الاعتراف بالإفلاس الاقتصادى، والظروف المعيشية المأساوية للمواطنين والطبقات الفقيرة.
 
2 - فى دعايات جناح روحانى الاعتراف بالضغوط الاجتماعية وقمعهم بذرائع مختلفة من جانب هذا النظام.
 
هذه الاعترافات تعتبر من الجانب الذى يريح الشعب الإيرانى فى هذا الصراع وكيفية التعامل مع هؤلاء الفاسدين والمجرمين الحاكمين طيلة هذه السنوات؟ فهم من وجهة نظرهم باقون كمجموعة حاكمة فاسدة متحكمة والشعب وما تبقى زائلون
 
3 - ولكن الوجه الكاذب والمبطن بالدجل فى دعاوى الجناحين هو ما يدعون بأنهم قادرون على تحسين الوضع إذا ما فازوا فى الانتخابات! ولا يتحسن الوضع بالنسبة للمواطنين.
 
4 - وتجد مجموعة خامنئى يتألمون بدموع على الوضع المعيشى الحرج الذى يمر بالمواطنين كأنّهم هم ليسوا من كانوا يحكمون البلاد، وهم جاءوا من خارج النظام وليس لديهم أى قدرة أو دور فى خلق الوضع المأساوى للبلاد منذ عقود طويلة. وكأنّ هذا الوضع الاقتصادى البائس كله حصيلة عمل 4 سنوات من حكومة روحانى فهل الوضع فى ما قبل كل ذلك كان على ما يرام!
 
الواقع يقول إن حلقات من الفساد والنهب والاختلاس وممارسة القمع والإعدام بأبشع صورة وقسوة.
 
5 - أما روحانى وجماعته فهم أيضا على النمط ذاته، يتكلمون كأنّهم جاءوا فجأة من خارج هذا النظام!
وكأنّ روحانى لم يكن الرجل الأمنى الرئيسى فى هذا النظام وصاحب القرار فى جميع جرائم الإعدام والتعذيب ولعب الدور الأول فى المجازر، حيث كان يقول دائما علنا يجب تنفيذ الإعدامات فى الأماكن العامة !
 
كما وفى ولايته كان قد أيّد الإعدامات تحت عنوان تنفيذ حكم القانون أو أحكام إلهية... وفى قمع النساء هو روحانى الذى كان أول من فرض الحجاب فى عام 1979، أى بداية الثورة الإيرانية وأول من أصدر حسب ما أكده فى مذكراته هو تعميم، وأمر منع دخول النساء الموظفات السافرات إلى الوزارات والدوائر وفصل العديد منهن بسبب غياب الحجاب.. والآن ينأى بنفسه ويترفع ويقول «لا يجوز وضع قيود ومحدودية بحكم قضائى وإصدار أوامر!»
 
6 - ولكن الكذبة والتضليل الأكبر ليس هذه الدعاوى المكشوفة، بل الباطل والكذب الكبير الذى هو القاسم المشترك للجناحين النظام وحاشيته، وكأنّ الشعب الإيرانى مضطر إلى اختيار هذه المجموعة فقط أو تلك وعلى كل حال فهو فى نظر الاخريين انة بين السيئ والأسوأ!
 
لا فرق بين ما يسمى بالإصلاحيين وما يسمى بالأصوليين ويصف الشعب هؤلاء بالمفسدين، ولا فرق بين العمامة السوداء والعمامة البيضاء.
 
8 - يؤكد الخبراء والمختصون أن هذه المرحلة حرجة وأن الصراع ليس بشأن الحلول الاقتصادية أو الخيارات الاجتماعية والثقافية، وإنما حول حصتهم من السلطة والنهب، وأن الاقتصاد والثقافة ليست إلا مجرد ذريعة! فهى الديكتاتورية الحاكمة. التناقض الرئيس للمجتمع الإيرانى هو التناقض بين حق الشعب للسلطة وبين دكتاتورية ولاية الفقيه، إن تقديم أى حل لمعضلات إيران الاجتماعية والاقتصادية بعد الاتفاق النووى الذى لا يعرف مصيره حتى الآن، ويمكن تصوره بعد معالجة هذا التناقض.
 
النظام الإيرانى يعمل على تحقيق مادة فى الدستور تطالب بتصدير الثورة الخمينية إلى خارج الحدود، وبالتالى هناك سياسة عدوانية اتسمت بالتدخل فى الشؤون الداخلية فى دول المنطقة وفى دول الخليج بصفة خاصة. نعم فتجد محمد على جعفرى القائد العام لقوات الحرس الثورى الإيرانى، حسب ما أوردته وكالة مهر الإيرانية، يقول إن هذا الحرس جهز أكثر من 200 ألف شاب بالسلاح فى اليمن والعراق وسوريا وأفغانستان وباكستان.
 
وفى ظل الهجوم من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على إيران والإعلان عن ضرورة العمل بمراجعة الاتفاق النووى نجد روسيا الحليف الأقوى لطهران، تعمل على الدخول على خط طمأنة أمريكا والشرق الأوسط من التسلل الإيرانى عبر البوابة الإسرائيلية؟! «مصادفة عجيبة».
 
للأسف علينا إقناع روسيا والعالم أن هدف إيران توسعى مدعوم بخطط مدروسة لبث الفرقة المذهبية ونشر الإرهاب، ولاستهداف عدد من دول المنطقة.
 
إذا ما هى مصلحة موسكو من الدخول على خط الوساطة؟
 
الكرملين يفكر بمصالح النفوذ الجيوسياسية، وهى أنه فى حال اختلاف المصالح الإسرائيلية الإيرانية يصبح من الضرورى تدخل طرف ثالث. بالمقابل روسيا أيضا بحاجة لوساطة تل أبيب لتحسين علاقتها مع البيت الأبيض.
 
يبقى سؤال أين نحن من كل هذا التخطيط. والتنفيذ الفعّال؟
ربما الأيام المقبلة ستحمل لنا الكثير.. و«توتة توتة خلصت الحدوتة».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة