بعث البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، بالعديد من الرسائل الى كل شعوب وحكام دول العالم، خلال زيارته الحالية لمصر التى أعلن خلالها سعادته بالتواجد فوق أرضها وبين شعبها، لذا كان من الضرورى وضع خطوط عريضة تحت الكثير مما قاله البابا.
اعترافا بدور مصر الهام فى المنطقة وفضلها على البشرية، تحدث بابا الفاتيكان أكثر من مرة عن هذا الأمر، حيث قال خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، إن دور الحضارة والعلم ظهر جليا فى مصر مما ترك أثرا واضحا يقدره العالم أجمع فى جميع المجالات، سواء فى مجال الرياضيات والفيزياء والعمارة، والبحث عن المعرفة.
وأكد على ذلك بيان مؤسسة الرئاسة اليوم والذى جاء فيه على لسان المتحدث الرسمى باسم المؤسسة، إن البابا فرانسيس أعرب عن سعادته بزيارة مصر، ومساهماتها القيمة فى تاريخ البشرية وسعيها لتحقيق السلام، مؤكدا أهمية الدور الذى تقوم به فى الشرق الأوسط، مثمناً جهودها من أجل التوصل لتسويات للمشاكل الملحة والمعقدة التى تتعرض لها المنطقة والتى تتسبب فى معاناة إنسانية كبيرة للبشر، مشيرا إلى دعمه لجهود مصر فى وقف العنف والإرهاب، فضلاً عن تحقيق التنمية، مشيداً بالجهود التى تبذلها للوصول إلى الازدهار والسلام.
وللتأكيد على مكانة مصر ودورها الهام فى المنطقة وسعيها الدائم لإيجاد الحلول للكثير من المشاكل التى تواجهها وتواجه كثير من الدول، قال بابا الفاتيكان، إن "مصر أم الدنيا" ترحب فى الوقت الحاضر بالملايين من اللاجئين القادمين من بلدان متعددة مثل سوريا والسودان والعراق وإريتريا، وتحاول أن تدمج هؤلاء اللاجئين فى المجتمع المصرى من خلال جهود كبيرة.
وأضاف بابا الفاتيكان، أن مصر بفضل تاريخها وموقعها الجغرافى الفريد تلعب دورا لا غنى عنه فى الشرق الأوسط، وبين البلدان التى تبحث عن حلول للمشاكل الملحة والمعقدة التى تحتاج إلى معالجة فورية لتفادى الانحدار فى دوامة عنف أكثر خطورة، متابعا خلال كلمته بفندق الماسة، أن مصر فى نفس الوقت تبنى السلام بيد وبالأخرى تحارب الإرهاب، مدعوة لكى تثبت – قائلا باللغة العربية –: أن "الدين لله والوطن للجميع".
وعن أهم ما تحتاجه البشرية خلال الفترة الحالية من تاريخها، قال البابا فرنسيس، إنه لن يكون هناك سلام دون تعليم للأجيال الصاعدة، ولن يكون هناك تعليم جيد للشباب إن لم تكن الأفكار المقدمة لهم فى عملية التعليم مرتبطة بما يحتاجونه وتلبى احتياجاتهم الأساسية.
وبشأن السبيل لتحقيق السلام فوق الأرض، شدد بابا الفاتيكان على ضرورة السعى دائما لإيجاد الآخر وعدم ترسيخ الهوية المنغلقة، بل المنفتحة على الجميع والمتواضعة والعزيزة فى نفس الوقت، التى تسعى لإقامة حوار وإعلاء قيمة الذات والوصول إلى الارتقاء والمشاركة بين الجميع، قائلا "لابد من الوصول إلى الارتقاء والمشاركة لأن العنف يؤدى إلى العنف والشر يؤدى الى الشر"،مضيفا :"إننا جميعا مدعوون إلى السير معا لأن مستقبلنا جميعا يعتمد على الحوار بين الأديان والثقافات".
وأكد البابا على أهمية وجود استراتيجية لتحويل التنافسية إلى تعاون، وتعليم الاحترام المتبادل والحوار المخلص مع الآخر، مع الاعتراف بحرياته وحقوقه خاصة حرياته الدينية لأن هذا الطريق الأمثل للوصل للنجاح فى المستقل حتى نصبح بناة حضارة، حيث لا يوجد أى بديل عن اللقاء وعدم الاعتراف بمدنية الصدام، ولا بد من رفض البربرية التى تدعو إلى العنف.
وكما أنه شرطا على البشرية ليتحقق السلام، أوضح بابا الفاتيكان، أنه لا يمكن أن تصل البشرية للسلام دون الاعتراف بدور الدين فى هذه العملية، لذلك لابد من السعى للوصول إلى الله، كما يجب مواجهة التناقض الخطير، الذى يسعى إلى تحديد دور الدين وإبعاده عن الدور الحضارى والمدنى، مشددا على ضرورة الحديث عن خطورة التمييز بين الدين والسياسات.
وقال البابا، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، :" لا يخدم رفع الصوت أو زيادة التسليح لحماية أنفسنا، واليوم لا بد أن نكون صانعى سلام، ونحن اليوم فى حاجة ماسة إلى صنع السلام لا إلى إثارة النزاعات، ولا بد أن نكون دعاة تصالح لا ناشرى دمار".
كانت هناك رسالة خاصة بعث بها البابا فرانسيس إلى رجال الدين فى العالم أجمع، حيث قال :" إننا كرجال الدين مسئولون عن كشف العنف الذى يظهر ويقدم نفسه تحت غطاء دينى ولا بد من ان نكشف حقيقته التى تبنى على الأنانية وليس حب الآخر، ولا بد أن نكشف كل صورة من صور الكراهية التى تعارض حقيقة كل الأديان.. إنه إله السلام ..إنه الله السلام.. ولذلك لا يمكن تبرير أى شكل من أشكال العنف باسم الله".
وعن المطلوب من الإنسان أيا كان فكره و اعتقاده اوانتمائه الأيدلوجى، أوضح بابا الفاتيكان، أنه يجب دحر الأفكار القاتلة والأيديولوجيات المتطرفة والتأكيد على عدم الجمع بين الإيمان الحقيقى والعنف، ولا يمكن الجمع بين الله وأفعال الموت، مشيرا إلى أن التاريخ يكرم صانعى السلام الذين، بشجاعة وبدون عنف، يناضلون من أجل عالم أفضل، مضيفًا: "طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون".
ودعما لكل جهد يبذل فى العالم لإحلال السلام وتحقيق التقدم والرقى وصنع الحضارة، قال البابا فرانسيس:" التنمية والسلام والازدهار هى خيرات لا يمكن التنازل عنها وتستحق كافة التضحيات.. وهى غايات تتطلب العمل الجاد والالتزام الثابت وتتطلب الاحترام غير المشروط لحقوق الإنسان كالحق غير المشروط بين كافة المواطنين وحرية الدين والتعبير دون أى تمييز".
وبحثا عن تذكير الإنسانية والبشر أجمعين بأهم الرسائل التى تحملها الأرض، أكد بابا الفاتيكان، أن الرب يرغب فى سعادة أبنائه ولا يطلب العنف بل على العكس يرفضه وينبذه، حيث هو الإله الحقيقى الذى يدعو للمحبة غير المشروطة، والاحترام المطلق والأخوة بين أبنائه، وتابع :"من واجبنا أن نؤكد أن التاريخ لا يغفر لمن ينادون بالعدالة ويمارسون الظلم".، كما قال موجها حديثه للرئيس عبد الفتاح السيسى: "فخامة الرئيس قلت لى قبل عدة دقائق إن الرب هو رب الحرية وهذه هى الحقيقة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة