أكرم القصاص - علا الشافعي

"لقاء السلام" فى أرض السلام.. شيخ الأزهر يرحب ببابا الفاتيكان ويؤكد: الأرض ممهدة لتأخذ الأديان دورها فى إبراز العدل.. والبابا فرانسيس: مصر أرض الحضارة منذ بدء التاريخ.. ومستقبلنا جميعا يعتمد على حوار الأديان

الجمعة، 28 أبريل 2017 05:35 م
"لقاء السلام" فى أرض السلام.. شيخ الأزهر يرحب ببابا الفاتيكان ويؤكد: الأرض ممهدة لتأخذ الأديان دورها فى إبراز العدل.. والبابا فرانسيس: مصر أرض الحضارة منذ بدء التاريخ.. ومستقبلنا جميعا يعتمد على حوار الأديان شيخ الازهر أحمد الطيب والبابا فرانسيس
كتب لؤى على إسلام جمال و أحمد عبد الرحمن و محمد شعلان و إبراهيم حسان و محسن البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دعا شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، المشاركين بمؤتمر السلام العالمى، بمشاركة بابا الفاتيكان فرانسيس، للوقوف دقيقة حداد على ضحايا الإرهاب فى مصر والعالم.

 

أكد الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن زيارة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمصر زيارة تاريخية لمصر والأزهر، وجاءت فى وقتها تلبية لنداء الأزهر والمشاركة فى مؤتمره العالمى للسلام، قائلا: "الزيارة جاءت فى وقت السلام الضائع الذى تبحث عنه شعوب وبلاد ومرضى وهائمون على وجهوهم وفارون من أوطانهم لأوطان أخرى".

 

وأضاف شيخ الأزهر الشريف، أنه لا حل فيما يؤكد عقلاء المفكرين فى الغرب والشرق إلا بإعادة الوعى برسالات السماء وإخضاع الخطاب الحداثى المنحرف لقراءة نقدية عميقة تنتشل العقل الإنسانى مما أصابه من فقر فلسفة التجريبية وجموح العقل الفردى المستبد وهيمنته على حياة الأفراد.

وقال شيخ الأزهر، إن الأرض الآن ممهدة لأن تأخذ الأديان دورها فى إبراز قيم السلام والعدل والمساواة واحترام الإنسان أيا كان دينه ولونه وعرقه ولغته، متابعا:"فى القرآن الكريم نقرأ قوله تعالى " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، كما نقرأ فى بابا التعارف والتراحم:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ أن أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ".

 

وأرجع الطيب، السبب الوحيد الذى يبرر جرائم الإرهاب إلى تجارة السلاح وتسويقه، وضمان تشغيل مصانع الموت، إضافة إلى ضمان الثراء الفاحش من صفقات مريبة تسبقها قرارات دولية طائشة.

 

وأكد، أن المنطقة تعيش فى مأساة إنسانية بالغة الحزن، موضّحًا: "لا نعدو الحقيقة إذا قلنا أن التاريخ لا يعرف لها مثيل من قبل".

 

وأضاف "الطيب": "العقلاء وأصحاب الضمائر اليقظة لا يزالون يبحثون عن سبب مقنع وراء هذه المأساة التى كُتِبَ علينا أن ندفع ثمنها الفادح من أرواحنا ودمائنا، ولا يصلون إلى سبب واحد منطقى يبرر كوارث الإرهاب.

 

وتساءل شيخ الأزهر، مستنكرًا: "كيف أصبح السلام العالمى الآن وسط كل هذه الإنجازات هو الفردوس المفقود؟ وكيف شهد عصر حقوق الإنسان من الأعمال الهمجية ما لم يشهده عصر من قبل؟".

 

وقال شيخ الأزهر الشريف، إن الذى يثير الإحباط أن تحدث هذه الأزمة الحادة فى القرن الـ21، رغم كونه قرن التحضر والرقى وحقوق الإنسان والتقدم العلمى والتقنى الهائل، وكذلك فى عصر مؤسسات السلام ومجالس الأمن وتجريم استخدام القوة والتهديد بها فى العلاقات الدولية.

 

وتابع: "الإجابة التى أعتقد أن حضراتكم توافقوننى عليها هو تجاهل الحضارة الحديثة للأديان الآلهية، وقيمها الخلقية الراسخة التى لا تتبدل بتبدل المصالح والنزوات والشهوات، وأولها قيمة الأخوة والتعارف والتراحم بين الناس، وتذكيرهم الدائم بأن الخلق كلهم عيال الله، وأن أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله".

 

من جانبه بدأ البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، كلمته بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، بـ "السلام عليكم"، مضيفاً:إنه لشرف عظيم أن أبدأ زيارتى لمصر وأشكر أخى الكبير الإمام الأكبر أنه نظم هذا المؤتمر ودعانى إليه، مؤكدا أن مصر أرض الحضارة منذ بدء التاريخ.

 

وأكد بابا الفاتيكان، أن مصر أرض الحضارة منذ بدء التاريخ، ومنذ قدم التاريخ ظهرت الحضارة على ضفاف نهر النيل وكانت رمزا لها.

 

وقال البابا فرانسيس، إن دور الحضارة والعلم ظهر جليا فى مصر مما ترك أثرا واضحا يقدره العالم أجمع فى جميع المجالات، سواء فى مجال الرياضيات والفيزياء والعمارة، والبحث عن المعرفة، مشيرا إلى أن تلك علوم اختارها جميع المقيمين على هذه الأرض منذ التاريخ، وهى كذلك علوم مهمة للمستقبل والبحث عن السلام.

 

وأوضح أنه لن يكون هناك سلام دون تعليم للأجيال الصاعدة، ولن يكون هناك تعليم جيدا للشباب أن لم تكن الأفكار المقدمة لهم فى عملية التعليم مرتبطة بما يحتاجونه وتلبى احتياجاتهم الأساسية.

 

وأكد بابا الفاتيكان، على ضرورة السعى دائما على ايجاد الآخر وعدم ترسيخ الهوية المنغلقة، بل المنفتحة على الجميع والمتواضعة والعزيزة فى نفس الوقت، التى تسعى لإقامة حوار وإعلاء قيمة الذات والوصول إلى الارتقاء والمشاركة بين الجميع، قائلا: "لابد من الوصول إلى الارتقاء والمشاركة لأن العنف يؤدى إلى العنف والشر يؤدى إلى الشر".

 

وقال البابا: "إننا جميعا مدعوون إلى السير معا لأن مستقبلنا جميعا يعتمد على الحوار بين الأديان والثقافات"، موضحا أن عمل اللجنة المشتركة للحوار بين الفاتيكان والأزهر تعرض لنا قوة فى هذا المجال ويجب أن ينبنى الحوار على المواجهة والشجاعة والإخلاص".

 

وشدد البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، على أهمية الحوار بين الأديان والثقافات، واعتماد استراتيجية كاملة للوصل لـ"الهوية والشجاعة والإخلاص".

 

وقال بابا الفاتيكان، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام، أنه أولاً لا بد من واجب الهوية، لأنه يمكن بناء حوار على الغموض وعدم الصراحة، ثانيا الشجاعة على الاختلاف، لأن الاختلاف الدينى والثقافى لا يعنى وجود العداوة الدينية بين الأطراف، ونحن مقتنعون أن خير الجميع هو أيضا خير لجميع الأفراد، وثالثا الإخلاص فى النوايا، حيث لا بد من اعتماد استراتجية كاملة للوصل لهذه الأهداف.

 

وأكد البابا على أهمية وجود استراتيجية لتحويل التنافسية إلى تعاون، وتعليم الاحترام المتبادل والحوار المخلص مع الآخر، مع الاعتراف بحرياته وحقوقه وخاصة حرياته الدينية لأن هذا الطريق الأمثل للوصل للنجاح فى المستقل حتى نصبح بناة حضارة، حيث لا يوجد أى بديل عن اللقاء وعدم الاعتراف بمدنية الصدام، ولا بد من رفض البربرية التى تدعو إلى العنف.

 

وجه البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رسالته لرجال الدين، قائلاً: "إننا كرجال الدين مسئولون عن كشف العنف الذى يظهر ويقدم نفسه تحت غطاء دينى ولا بد من أن نكشف حقيقته التى تبنى على الأنانية وليس حب الآخر، ولابد أن نكشف كل صورة من صور الكراهية التى تعارض حقيقة كل الأديان..إنه إله السلام..إنه الله السلام.. ولذلك لا يمكن تبرير أى شكل من أشكال العنف باسم الله".

 

وأضاف بابا الفاتيكان خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام: "معاً ومن هذه الأرض التى تمثل لقاء السماء والأرض، لا بد أن نكرر رفضنا الواضح لأى شكل من اشكال العنف والانتقام والكراهية التى ترتكب باسم الدين أو باسم الله.. معاً نؤكد قدسية كل حياة بشرية بعيداً عن أى نوع من العنف البدنى أو الاجتماعى أو التربوى أو النفسى.. إن الإيمان الذى لا يولد من قلب خالص وصافى ومن حب حقيقى تجاه الله، هو عبارة انضمام اجتماعى ونفسى لا يحرر الإنسان بل يدمره وكلما ينمو الإنسان فى إيمانه نحو ربه فإنه ينمو فى حب نحو الآخر.. الدين مدعو إلى نشر السلام دون التخلى الأدوات المساعدة للوصول إلى التصالح، ولا بد أن نطلب من الله أن يهبنا السلام ونستطيع الحوار وأن نصل إلى الوئام والتعاون والصداقة".

وقال البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس دولة الفاتيكان، أن المسيحيين لا يستطيعون أن يدعو الله الواحد الأحد، إذا كانوا يتصرفون كإنسان تجاه الإنسان ضد صورة الله، مردفاً: "نحن أخوة للجميع، ولذلك نعترف بأننا مشاركون فى مكافحة الشر الذى يهدد العالم، حتى أنه لا يكون أرض الأخوة، وإن طريق الإحسان مفتوح أمام كل البشر حتى تستطيع كل الجهود تحقيق الإخاء العالمى".

 

وتابع خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمى للسلام: "هذه الجهود ضرورية.. لا يخدم رفع الصوت أو زيادة التسليح لحماية أنفسنا، واليوم لا بد أن نكون صانعى سلام، ونحن اليوم فى حاجة ماسة إلى صنع السلام لا إلى إثارة النزاعات، ولا بد أن نكون دعاة تصالح لا ناشرى دمار".

 

واستطرد: "نشهد أننا من جهة نبعد عن واقع الشعوب بأسماء أهداف تبعد عن حقائق الشعوب، من خلال الديناجوجية، والتى لا تساعد فى تعزيز السلام، ولا يساعد الحث على العنف على نشر السلام، ولا بد أن الدعوة إلى العنف عامل يساعد دعاة الأصولية والعنف للوقاية من النزاعات ولصناعة السلام، فإن من الأساسى التعاون لإنهاء حالات الفقر والاستغلال، حيث تسهل نمو الأصولية وتبريرها، وتدفقات المال والسلاح نحو من يشجع العنف وأيضا فى أصل الأمر لا بد من مقاومة انتشار الأسلحة التى إذا ما صنعت وبيعت فإنها يوم ما سيتم استخدامها".

 

قال البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، أن الأديان يجب أن تزدهر من جديد لأن الإهمال أصبح ينمو بسرعة كبيرة، مشيرا إلى أن الدين ليس مشكلة، إنما هو جزء من حل المشكلة.

 

وأضاف بابا الفاتيكان، خلال المؤتمر العالمى للسلام بحضور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أنه لابد أن نتعلم كيفية بناء حضارة الإنسان، لأن الله يحب الحياة ولا يتوقف أبدا عن حبه للإنسان"، مضيفا: "لابد من نشر الأخوة والسلام بين البشر، وأمل أن تكون أرض مصر هذه النبيلة والآمنة، وأدعو الله أن يستجيب لدعوتنا إلى الحضارة والأخوة وليساعنا على المساهمة فى صنع السلام من أجل هذا الشعب الطيب ومن أجل جميع منطقة الشرق الأوسط".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة