أشاد سفير الفاتيكان لدى مصر، برونو موزارو، بحالة التوافق التى صاحبت زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس للقاهرة، مشيراً فى تصريحات لصحيفة "أفينيرى" الإيطالية اليوم السبت، إلى أن كثيراً من المسلمين تقدموا بطلبات لحضور مراسم الاحتفالات الخاصة بالزيارة ومن بينها القداس الإلهى الذى انعقد صباح اليوم فى استاد الدفاع الجوى.
وقال موزارو : "الشعب المصرى كله.. ليس مجرد أحد مكوناته، يعيش فى حماس شديد لزيارة البابا فرانسيس فقد تلقينا العديد من الطلبات للمشاركة فى القداس الإلهى الذى يضم 20 ألف مقعد، وهذه الطلبات ليست فقط من قبل الكاثوليك والأرثوذكس ولكن من المسلمين أيضا، فجاء أحد المسلمين وقال لنا أنا مسلم ولكن أحب حضور الاحتفال".
ووصف السفير زيارة البابا بـ"التاريخية"، قائلاً: "وجدنا ترحابا كبيرا بالبابا فرانسيس من قبل الحكومة والكنائس الأرثوذكسية والبابا تواضروس الثانى وقادة مشيخة الأزهر الشريف.. وفرحة المسلمين بوجود البابا فى مصر حقيقية لا افتعال فيها".
وتابع : "أكثر ما أدهشنى هم الناس البسطاء، هم يعرفون البابا ويعتبرونه رجلا عظيما ورجل سلام، وقال لى كثيرون إنهم أعجبوا بالخميس المقدس الذى قام البابا خلاله بغسل القدمين للسجناء وحتى المسلمين منهم، والبعض الآخر سمع دعوته بالتسامح والرحمة.. كما أن هناك شعور بالفخر لمشاركته فى مؤتمر الأزهر، انها علامة جميلة من الأمل، خاصة فى الظروف الحالية".
وتابع موزارو تصريحاته بـ"الإرهاب يحاول أن يستفز الأقباط، وذلك كان واضحا فى أحداث تفجيرات الكنائس بطنطا والإسكندرية، الذى أسفر عن استشهاد 47 من المصلين، وأحداث أخرى قبلها، ولكن كل المصريين وفى المقام الأول المسلمين أدانوا هذه الهمجية، فمصر دائما يوجد بها تعايش سلمى بين المسيحيين والأغلبية المسلمة، والإرهاب هو نتيجة العطش الأيديولوجى من أجل السلطة وراء قناع مشوهة للدين، ولكن حتى الآن لم تنجح أى استيراتيجية إرهابية لتمزيق النسيج الاجتماعى المصرى".
واستطرد سفير الفاتيكان: "العيش معا، مسلمين ومسيحيين لا يزال ممكنا، وهذا ما جاء البابا ليذكرنا به ويذكرنا بما يجب القيام به، وتلك الرسالة ليس موجهة لمصر فقط بل للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملهما".
وأكد موزارو أن "شخصية البابا فرانسيس بالتأكيد السبب فى شعبيته، فهو يتحدث دائما إلى المحتاجين والاقتراب إلى الناس".
من جهة أخرى، قال سفير الفاتيكان إن زيارة البابا إلى مصر ستسهم بشكل فعال فى إنعاش السياحة، كما أن المؤتمر الدولى للسلام ولقاءه بشيخ الأزهر أحمد الطيب سيعطى أملا كبيرا فى مصر.. ويعطى الأمل فى مستقبل أفضل".
وبدأ البابا فرانسيس زيارته إلى القاهرة الجمعة، واستهلها بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قصر الاتحادية، اعقبه مشاركته فى مؤتمر السلام الذى نظمه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قبل أن يعود للقصر الجمهورى لعقد مؤتمراً مشتركاً مع الرئيس السيسي، أكد خلاله أهمية نشر السلام والتفاهم بين الشعوب والديانات المختلفة.
ومن المقرر أن يختتم البابا فرانسيس زيارته للقاهرة مساء اليوم السبت، وذلك بعد القداس الإلهى الذى اقامه فى استاد الدفاع الجوى، وبعد لقاءً مقرراً عصر اليوم مع قيادات كنسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة