البابا فرانسيس فى مصر بلد السلام وعنوان العالمين العربى والإسلامى، اختارها البابا ليوجه منها رسالته حول التسامح إلى جميع المسلمين فى العالم، وليؤكد ضرورة التعايش والمحبة بين المنتمين للأديان السماوية الثلاثة، ويا لها من رسالة قوية ومدوية للعالم أجمع، فى الوقت الذى تسعى فيه دويلات لا شأن لها ولا تاريخ لمنازعة مصر مكانتها الراسخة.
البابا فرانسيس يحج إلى مصر، بحسب تغريدته على تويتر، التى كتب فيها أنه يحج إلى البلد الذى وفر الأمن والملاذ للعائلة المقدسة معتبرا نفسه «حاجا للسلام» ومعبرا عن ثقته الكاملة فى الأمن المصرى وسماحة المصريين، ويا لها من رسالة جديدة للإرهابيين ومن وراءهم من دول عدوة، ومن تنظيمات وجماعات متطرفة سعت وتسعى للإيقاع بين المسلمين والأقباط فى بلدنا الأمين، بالتفجيرات والعمليات الانتحارية واستهداف بيوت الله.
وبينما تسعى قوى الشر إلى تدمير صناعة السياحة باعتبارها أهم مصادر الدخل القومى المصرى، ها هى الصحف الإيطالية تصف زيارة البابا بأنها أضخم حملة دعائية ترويجية للسياحة فى مصر، خاصة السياحة الدينية، فالقوى التى تجمعت لمنع السياحة الروسية ومن بعدها السياحة الأوربية تتراجع أمام التخطيط والإصرار على المواجهة والنجاح وكسر الحصار من خلال تنويع مصادر السياحة واستحداث مقاصد سياحية جديدة والبحث عن وجهات غير تقليدية ومن بينها السياحة العلاجية والسياحة الدينية، وتأتى زيارة البابا لتؤكد سعى الإدارة المصرية على أهدافها وتسلط ضوءا باهرا على الكنائس والمعابد والمؤسسات والمزارات الدينية باعتبارها.
وإذا كان العالم يموج الآن بتيارات الكراهية والتعصب والقتل على الهوية والحروب الدينية وجماعات التكفير ونفى الآخر، فإن مصر كالعادة وباعتبارها قلب العالم قديما وحديثا على موعد مع مهمة تاريخية تتناسب ودورها الحضارى، ألا وهى فتح باب أمل جديد أمام دول العالم المبتلاة بحروب الكراهية وجرائم القتل على الهوية أو العرق أو الدين، من خلال زيارة البابا فرانسيس نفسها، فالبابا يدشن زيارته بوصفها استراتيجية للحوار والتفاهم والتسامح بديلا للقتل والحروب والعنف، ومن هنا تكتسب الزيارة معناها وتحتل مصر مكانتها من جديد، تلك المكانة التى يسعى الأقزام عبثا للنيل منها أو الاستهانة بها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة