نشرت وكالة روسيا اليوم تقريرا عن 100 يوم الأولى للرئيس الأمريكى دونالد ترامب داخل البيت الأبيض، حيث أكدت أنه لم يأت بجديد فى منصب الرئاسة، بل واصل نمط العيش، والسلوك، وطريقة التعامل مع الآخر، وكان فى حياته العملية الممتدة لخمسة عقود، مقاولا، وتاجر عقارات، ومتعهد حفلات ومباريات مصارعة.
وأضافت الوكالة أنه لم يحرم نفسه، من المتع ومن مغامرات الأفكار، وصولا إلى البيت الأبيض الذى يبدو كوخا أمام القصور الفخمة والقلاع المهيبة التى سكنها مع من يهوى ويعشق قبل أن يصبح " فقيرا" بلا مرتب، بصفته رئيسا لدولة عظمى، قال بعض مفكريها إنها بلغت السلم الأخير من الانحطاط.
وأشارت الوكالة فى تقريرها " أن عين الحسود بيها عود! فالرئيس العابر للسبعين بعام، أبهر الجميع، بقدرته العجيبة على مخاطبة المشاعر البسيطة للمواطن العادى، الذى لا ينظر أبعد من أنفه، ولا يخوض فى السياسة، وهذا ديدن غالبية الأمريكيين"
وخلافا لمنافسيه، فقد، كان ترامب متعهد مسابقات ملكات الجمال، جريئا مقحاما، فى التعبير عن مكنونات نفسة، تماما كما يفعل المهرج فى السيرك، وقذف ترامب تهديداته، كطلق الرشاش، ضد إيران وكوريا الشمالية، وداعش، والسعودية، وروسيا وسوريا والمسلمين، واللاتينيين، والمكسيك، وضد كل من يرى فيه عدوا حتى لو كان مدرجا فى قائمة الأصدقاء التقليديين للولايات المتحدة، بل لم يسلم من لسانه حلف شمال الأطلسى، وزعماء الغرب، ولم يتوان عن إطلاق نعوت، ما كان العالم يتصور أن زعيما لدولة عظمى يتفوه بها، ولو فى الكوابيس.
ولم ينزعج أنصار ترامب من تصرفاته، بل وجدوها ممتعة، أما الخصوم فقد كانوا ينتظرون زلاته، لتثبيت مقولة إنه لا يصلح لقيادة الأمة، وأن وصوله إلى سدة الحكم، وصمة عار لأمريكا.
وأنتقد التقرير تواجد ترامب المستمر على تويتر مؤكدا أنه يستيقظ، وربما قبل أن يتناول قهوة الصباح، يدون فى تويتر، أفكارا وتعليقات، تتدفق بعفوية، ويأخذها العالم على أنها تصريحات وبلاغات رسمية، يبنى عليها المحللون، مواقف وآراء، لن تصمد طويلا، وربما لن تدوم إلا لبضع ساعات، ومع أول تغريدة جديدة للرئيس الغاضب على صحافة بلاده. ويتهمها بالكذب والتلفيق، تتهاوى التحليلات كورق يابس فى مهب تغريدات ترامب العاصفة.
وأوضح التقرير أنه لم يجرؤ على ضرب كوريا الشمالية، وأن استعرض أسطوله فى وجه زعيمها الذى لا يقل رعونة عنه، مع زيادة أن كيم جونج أون يرى فى نفسه إلها.
ولم تظهر تهديدات ترامب خلال 100 يوم إلا على مطار الشعيرات السورى، الذى أنهال عليه بـ 59 توماهوك، هجوم كلف البنتاجون زهاء الـ 100 مليون دولار، وبنتيجة على الأرض، وصفت بأنها مضحكة، أما الرسالة السياسية للعملية التى يعتقد أنها موجهة لروسيا، فقد نقعها الكرملين وشرب ماءها!
وأكثر ما يثير الشفقة، وفق ما ذكره التقرير أن الرهانات الكبيرة التى عقدها كثيرون فى العالم العربى على وصول ترامب إلى البيت الأبيض، وكأنه سيقلب المنطقة رأسا على عقب؛ ويخرج إيران من العراق، ويقضى على قوتها العسكرية، ومفاعلاتها النووية، ويغرم السعودية ويبتزها ويحولها إلى دولة متسولة تنتظر التقسيم. ويؤسس "ناتو عربي".
وأنهى التقرير بأنه لم يظهر من ترامب فى الـ 100 يوم المنصرمة، من ولايته الأولى، غير الطرائف، والفيديوهات المسلية، والصور المثيرة، تكحلها طلات السيدة الأولى، ميلانيا، والابنة إيفانكا، والإشارات والإيماءات والحركات التى غدت مادة دسمة لخبراء لغة الجسد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة