فشل التنظيم الدولى للإخوان، فى تحقيق أهداف الجماعة، بل أصبح أحد أبرز عوامل اشتعال الأزمة الداخلية للتنظيم خلال الفترة الأخيرة، وهو ما دعا قيادات بارزة بإخوان لندن وتركيا للخروج بدعوات لإلغاء التنظيم الدولى، ,إلغاء مكتب لندن، على أن تتقدم تلك القيادات باستقالتها من التنظيم.
فى البداية، خرج عزام التميمى، القيادى البارز بإخوان لندن، بدعوة لإلغاء مكتب إخوان لندن، ,إعفاء كل القيادات التى تشغل مناصب فى هذا المكتب، ,إلغاء القرارات التى اتخذوها فى الفترة الماضية.
وقال التميمى فى مقال له على أحد المواقع التابعة للإخوان :"يجب إغلاق مكتب كريكلوود فى لندن، وإعفاء جميع من فيه من أى مهام كلفوا بها من قبل، أو نصبوا أنفسهم للقيام بها من بعد، بجانب إلغاء القرارات كافة التى صدرت عن أى جهة تدعى النطق باسم القيادة، ونجم عنها فصل أو تجميد أو غير ذلك من العقوبات بحق أى عضو من أعضاء الجماعة.
وتابع القيادى الإخوانى بلندن :"يجب حظر احتكار أى عمل أو نشاط أو مبادرة أو جهد، والإعلان بأن هذه الأعمال أو النشاطات أو المبادرات أو الجهود مرحب بها فرديا وجماعيا وفى كل الميادين والساحات، والدعوة إلى البدء بإجراءات عملية لرأب الصدع داخل الجماعة.
تصريحات التميمى، رحب بها قيادات إخوان تركيا، الذين طالبوا الجماعة بالاستجابة لها، حيث قال عصام تليمة، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، وعضو مكتب شورى الإخوان بتركيا :"بعد مقال دكتور عزام التميمى تدارس الإخوان المسؤولون الكبار مدى صحة ما فيه، بخاصة ما جرى من مصائب على أيديهم.
وطالب تليمة، فى بيان له أن تتقدم القيادة بالتنظيم الدولى للصف بالاستقالة والاعتذار، وتشكيل لجان من داخل الإخوان وخارجها من المختصين لتقييم المرحلة الماضية لنقف على ما أخفقنا فيه فى كل المجالات: دعوية، وسياسية، وغيرها، والعودة إلى صفوف أفرادا عاديين لا يتولون أى ملفات واضعين أنفسهم تحت المحاسبة والمساءلة التى يقررها الصف الإخوانى راجين منهم الرفق فى الحساب ومراعاة سابقتهم وتاريخهم، وتسليم اللجنة المشكلة مؤقتا لإدارة الجماعة كل ما لديهم من أموال للجماعة بعد حصر هذه الممتلكات والأموال ووضع أنفسهم تحت المحاسبة الكاملة إبراء لذمتهم فى الدنيا.
من جانبه فتح أشرف عبد الغفار، القيادى الإخوانى، وعضو مجلس شورى الجماعة بتركيا، النار على القيادات التاريخية للجماعة، متهما إياهم بالإساءة للجماعة.
وقال عبد الغفار فى تصريحات له، موجها حديثه لقيادات التنظيم :" تسيئوا إلى تاريخ وسمعة الجماعة ثم تبررون مصائبكم، فقد ضربتهم مصداقية الجماعة.
وتابع عضو مجلس شورى الإخوان بتركيا :"الجماعه ليست ملكا لهم حتى يهينوها بهذا الشكل، وهم ليسوا اوصياء عليها".
من جانبه وصف عمرو دراج، دعوة عزام التميمى بحل التنظيم الدولى، بالخطوة التاريخية، وبأنه حديث عظيم وشجاع.
وقال دراج إن ما قاله التميمى ألقى حجرا فى المياه الراكدة داخل جماعة الإخوان، ونأمل أن يساهم فى إحداث تغييرات جوهرية وحقيقية، كى تصبح الجماعة اكثر تماشيا مع العصر، ومواكبة لمواجهة التحديات الكبيرة التى تواجهها، بل التى تواجه العالم كله.
وعن مدى توقعه حدوث تفاعل إيجابى من القيادة التاريخية للإخوان مع مقال التميمى، أكد دراج أنه غير متفائل بحدوث هذا التفاعل الواجب والضرورى والمستحق منهم، خاصة أنه كانت هناك عشرات ومئات النداءات السابقة بضرورة حدوث هذا التغيير، إلا أنه لم تحدث أى استجابة لتلك النداءات، وتم تجاهل هذه الدعوات، وكأنها لم تصل مسامعهم.
من جانبه عاد عزام التميمى، القيادى الإخوانى بلندن، توجيه رسائله للإخوان قائلا :"إلى الإخوان الذين فاجأهم أو أزعجهم ما كتبته وما اقترحته من إجراءات لوقف التدهور السريع فى أوضاع الجماعة، أسألكم بالله أن تجيبونى بكل تجرد ونزاهة، هل يوجد ضمن قيادات الجماعة، سواء فى هذا الجناح أو ذاك، فى الداخل أو فى الخارج، من هو معصوم وفوق المساءلة والمحاسبة؟، هل الجماعة شركة خاصة حتى يترك أمرها ومصيرها إلى من تصدر لإدارتها رغم كل المؤشرات على أنه لا يجيد كتابة بيان ولا يفقه فى السياسة ولا يحسن الإدارة وما كان ليرتقى هذا المرتقى لولا ما تعرضت له الجماعة من ضربة وما تمر به من محنة؟.
وتابع التميمى :"ألا يوجد داخل هذه الجماعة التى يعد أفرادها بالملايين حول العالم من يتقن التعامل مع الإعلام ومن لديه مراس فى العلاقات العامة ومن لديه استيعاب لمجريات الأمورة فى المنطقة وفى العالم وتتوفر لديه الخبرة فى الإدارة والاقتصاد حتى ينبرى لكل هذه المهام من لا مؤهل له سوى الانتماء التنظيمى والحظوة المزعومة عند الغائب الذى لم يعد أحد يعرف أهو حى يرزق أم بات طى الثرى؟ وأخيراً".
من جانبه أكد أحمد عطا، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن دعوة عزام سلطان التميمى نوع من جس النبض واحداث ردود افعال حول تصريحاته بحل التنظيم، موضحا أن مطالبة التميمى بغلق مكتب كريكلوود إشارة لمكتب التنظيم الدولى فى لندن - يأتى فى إطار تحرك تكتيكى من عزام سلطان التميمى لطمس أى اتهامات وشبهات حامت حول مكتب كريكلوود فى لندن بعد الهجوم على مقر مجلس العموم البريطانى - ولهذا تحرك التميمى شو سياسي.
وأضاف فى تصريح لـ"اليوم السابع" أنه لا يجرؤ اى فصيل سياسى فى العالم غلق مكاتب التنظيم الدولى الذى تلعب دور الوسيط مع كافة أطراف الصراع سنى وشيعى، والتنظيمات المسلحة التكفيرية من ناحية اخرى، والتعاون مع دوائر سياسية دولية - التنظيم الدولى نقطة ارتكاز يحرص على بقائه الغرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة