الاهتمام الأوروبى والأمريكى بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للولايات المتحدة ولقائه بترامب، تعكس بداية عهد جديد فى السياسات الغربية تجاه الشرق الأوسط، فكما نعلم جميعا، كان الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما يتبنى سياسات وبرامج تستهدف تفتيت واحتواء الدول الكبرى فى المنطقة العربية، وإعلاء شأن برامج تقسيم تلك الدول، ومن بينها مصر بالطبع، إلى دويلات على أساس إثنى وعرقى بعد ضرب المنطقة بأسرها فى حروب أهلية، يقودها الميليشيات المتطرفة، بحيث تستحيل بعدها فكرة العيش المشترك والحدود المتماسكة التى كانت واضحة قبل 2010.
وظلت إدارة أوباما تدعم برنامجها التدميرى للشرق الأوسط والمنطقة العربية حتى آخر لحظة فى البيت الأبيض، رغم الآثار الكارثية التى طالت الولايات المتحدة ومصالحها، وتعرض أوروبا لأكبر موجة من اللاجئين والإرهاب لم تشهدها من قبل، وخروج التنظيمات التكفيرية والذئاب المنفردة وخلايا الإرهاب عن سيطرة صانعها وممولها فى واشنطن ولندن وغيرها من العواصم، التى تعتبر الإرهابيين مجرد أداة سياسية لاستغلال مصادر الثروة فى العالم.
على العكس من ذلك، خرج دونالد ترامب منذ اليوم الأول لترشحه للرئاسة، معلنا معارضته الشديدة لبرنامج أوباما فى مناصرة الإرهاب والإرهابيين، ودعا دول العالم إلى تأييد ودعم السيسى فى حربه ضد الجماعات التكفيرية، فى الوقت الذى كانت أوروبا والغرب تتواطأ مع واشنطن فى برنامجها التدميرى، ولا تتحدث إلا عن مخالفات حقوق الإنسان فى مصر، بينما تطيح بكل القوانين والأعراف الإنسانية حال تأثر الأمن فى بلادهم.
لذا تأتى القمة المرتقبة بين السيسى وترامب، لتضع نقاطا كثيرة على حروفها الساخنة، ولتدشن عهدا جديدا من العلاقات الاستراتيجية بين واشنطن والقاهرة، تغلق نهائيا مرحلة الرهانات الفاشلة التى تبناها أوباما، وتعيد الاعتبار للدول الكبرى فى المنطقة العربية، فهذا اللقاء هو الثانى بين الرئيسين، لكنه لقاء يخالف اللقاء الأول، الذى جرى إبان حملة ترامب الانتخابية، ووقتها لم يكن يملك اتخاذ القرار أو تحقيق السياسات التى ينادى بها، أما الآن فيستطيع تفعيل الكثير من الاتفاقيات بخصوص دعم مصر فى حربها على الإرهاب والإرهابيين، وكذلك الضغط لوقف دعم ورعاية قطر وتركيا ولندن لتلك الجماعات الإرهابية، ووضع الإخوان وغيرها من التنظيمات على لائحة الإرهاب.
وللحديث بقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة