أكرم القصاص

الإمام والبابا .. الحوار لمواجهة تجار الموت والأديان

الأحد، 30 أبريل 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد نزلت الأديان من أجل إسعاد البشر وانتشالهم من صراعاتهم وأنانيتهم، لكنها تحولت تحت أيدى تجار الدين إلى أدوات كراهية وقتل. الإرهابيون لايعرفون عن العقائد أكثر مما يساعدهم على قتل من يختلفون معهم فى المذهب، وبالطبع فى الدين. ودائمًا كان هناك ومايزال من يوظف الدين من أجل مصالحه، يكفر المختلفين معه، ويدعو لقتلهم. وإن كان الإرهاب اليوم يرتبط بمن يرفعون شعارات الإسلام، من الصعب اعتبار داعش أو غيرها من تنظيمات الإرهاب والتفجيرات، ذات علاقة مباشرة فقط بالعقيدة. لكنها جزء من صراعات وحروب حول النفوذ والثروة، تأخذ شكلًا دينيًا.
 
وقد أشرنا وغيرنا مرات إلى أن الإرهاب بالرغم من أنه يختبئ خلف الدين الإسلامى، فهو يرتبط أكثر بتقاطعات وتفاصيل صناع الخوف والحرب فى العالم.
 
من هنا تأتى الأهمية الكبرى لزيارة بابا الفاتيكان لمصر. بالطبع تمثل زيارة البابا فرانسيس لمصر قيمة روحية وثقافية كبرى، لكن أهم ما فيها هو حضوره لمؤتمر الأزهر للسلام، والذى تشارك فيه وفود من الدول الإسلامية والديانات المسيحية واليهودية. وهو مؤتمر يبحث عن أرضيات الحوار، بين العقائد السماوية باعتبارها ذات أهداف واحدة، هى إسعاد البشر وانتشالهم من الصراع والكراهية. وبالإضافة إلى لقاء البابا فرانسيس بشيخ الأزهر، فقد كانت هناك أهمية للقائه مع البابا تواضرس، حيث تبادلا الحديث حول التقارب بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية. والحوار بين كنيسة مرقس فى مصر، وكنيسة بطرس فى الفاتيكان.
 
البابا فرانسيس استمع إلى كلمة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، وألقى كلمة، والتقى كلاهما فى أهمية الحوار بديلًا للصدام، وانتزاع أسباب الكراهية، والتقى كلاهما عند تأكيد الحرية الدينية، والحوار بين الأديان، وأهمية انتزاع أسباب التطرف والكراهية والإرهاب.
 
كانت كلمة شيخ الأزهر واضحة فى اتهام تجار السِّلاح والمَوت، بأنهم الرابحون من الإرهاب والصراعات وتجارة الخوف والموت. الدكتور الطيب أشار إلى مفارقة أن يحدث كل هذا الخراب، ويسقط الملايين من الجوع والحروب والمرض والتشرد، فى قرن يفترض أنه يرفع شعارات التحضر والرقى ومجالس الأمن. مطالبًا بأهمية  إعادة الوعى برسالات السماء، وإخضاع الخطاب الحداثى المنحرف لقراءة نقدية، وإعادة صياغته فى سياق المؤاخاة والتراحم، وأن يتعايش أصحاب الديانات معًا، مع قيم العدل والمساواة، واحترام الإنسان أيا كان دينه ولونه وعرقه ولغته.
 
ويلتقى شيخ الأزهر مع البابا فى أهمية الحوار، حيث يؤكد البابا فرانسيس، على أهمية ما يسميه « شجاعة الاختلاف، حيث لا ينبغى أن أعامل من هو مختلف عنى، ثقافيا أو دينيا، كعدو، بل كرفيق درب، ويرى أن التربية على الانفتاح باحترام، وعلى الحوار الصادق مع الآخر، مع الاعتراف بحقوقه وبالحريات الأساسية، ولا سيما الحرية الدينية ليكون الحوار بديلًا للصدام.
شيخ الأزهر يطالب بتنقية صورة الأديان مما علق بها من فهم مغلوط، وتطبيقات مغشوشة وتدين كاذب يؤجج الصراع ويبث الكراهية ويبعث على العنف.
 
كان الاتفاق بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان وبابا الإسكندرية على أهمية العيش المشترك والحوار، واحترام عقائد الآخرين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة