منذ بدايات الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية عام 1948 سجلت نحو مليون حالة اعتقال على مدار سنين الاحتلال، وتعتبر قضية الأسرى الفلسطنيين ركن أساسى من أركان القضية الفلسطينية، وكانت سنوات انتفاضة الحجارة عام 1987 وسنوات انتفاضة الأقصى عام 2000 من أصعب المراحل التاريخية، حيث تعرض الشعب الفلسطينى لعمليات اعتقال عشوائية طالت مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطينى.
السفير جمال الشوبكى
وليس الفلسطنيون فقط هم المعتقلون داخل سجون الاحتلال، فقد أكدت مصادر دبلوماسية فلسطينية لـ"اليوم السابع" أن السجون الإسرائيلية يوجود بها أسرى من كل الجنسيات العربية وتتعامل معهم سلطات السجون بكل قسوة.
ومع اليوم الـ 14 للإضراب عن الطعام الذى نظمه آلاف الأسرى داخل سجون الاحتلال، تدهورت الحالة الصحية لهم، خاصة بعد مصادرة قوات الاحتلال للملح والبهارات من زنزانات المعتقلات والتى يعتمد عليها الأسرى فى التغذية بدلا من الطعام خلال أيام اضرابهم.
وفى هذا السياق، وأكد سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكى، خلال كلمة له بالمؤتمر الصحفى الذى عقده اليوم الأحد، أن مصر دائما تدعم دولة فلسطين وحكومتها وشعبها وتضعها نصب أعينها منذ احتلال الأراضى الفلسطينية.
وأوضح الشوبكى، أن جامعة الدول العربية قررت إقامة وقفة تضامنية بمقرها يوم الخميس المقبل، تضامنا مع الأسرى بسجون الاحتلال.
السفير الفلسطينى خلال المؤتمر الصحفى
وتحدث الشوبكى عن اللقاء الذى جمع الرئيس محمود عباس بالرئيس عبد الفتاح السيسى أمس السبت بالقاهرة، مؤكداً على تنسيق كافة الجهود السياسية والدبلوماسية بين القيادتين، مشيرا إلى أن عباس أطلع الرئيس المصرى خلال لقائهما الأخير على تطورات إضراب الأسرى، وعلى الجهود السياسية الفلسطينية قبل زيارته المرتقبة للرئيس إلى واشنطن، مؤكداً على وحدة الموقف الفلسطينى والمصرى فى القضايا المختلفة، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى وعد بالتدخل لحل تلك الأزمة.
وأشاد الشوبكى بالتضامن المصرى الكبير مع أسرى دولة فلسطين فى سجون الاحتلال، على المستوى الشعبى والثقافى والإعلامى، مؤكدا أن إضراب الأسرى هو إضراب سلمي من أجل حريتهم ومقاومة الاحتلال بالطرق السلمية التى بأيديهم.
وأكد الشوبكى خلال المؤتمر على أن إضراب الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى فى يومهم الرابع العشر لإضراب الكرامة جعلهم يدخلون فى مرحلة الخطر الحقيقى على صحتهم وحياتهم، موضحا أن الاضراب هو آخر خيار يمارسه الأسير الفلسطينى من أجل تحقيق مطالبه العادلة بعد أن فقد الحق فى تطبيق الشرائع والمواثيق الدولية التى تكفل له حقه الانسانى داخل أسره .
جاني من المؤتمر الصحفى بسفارة فلسطين
وأثنى الشوبكى خلال المؤتمر الذى نظمته السفارة الفلسطينية بالقاهرة على تضامن الفعاليات المصرية إلى صف عدالة مطالب الأسرى الفلسطينيين ووقوف رموز من برلمانيين وإعلاميين ومفكرين وسياسيين إلى جانب الأسرى ومعركتهم النضالية.
وأوضح الشوبكى أن كافة مطالب الأسرى الفلسطينييين فى إضرابهم هى مطالب شرعية وانسانية تنتهى غالبا بتحقيق مطالبهم اما جزئيا او كلياً وفقا للنظام الاسرائيلى الحاكم ، واستطرد بقوله أن اسرائيل حاولت تحويل موضوع انتفاضة الأسرى إلى إضراب سياسى فى محاولة منها للضغط على السلطة الفلسطينية من أجل ايقاف دفع رواتب أسر الأسرى فى محاولة منهم لنزع الشرعية ولكن القيادة والشعب الفلسطينى سيبقى واقفا وراء تحقيق مطالب الأسرى فى إطار رحى معركتنا معهم على الأرض والإنسان ، وأكد أنّ الأسرى سيبقون فى الطليعة والضمير للإنسان الفلسطينى فى نضالهم لأجل حرية فلسطين.
واستعرض الشوبكى المطالب الواردة فى وثائق الأسرى من السماح لهم بزيارة أهاليهم وذويهم والتواصل معهم وزيادة مدة الزيارة والسماح للأسرى بالتقاط الصور مع أسرهم وإيلائهم الرعاية الطبية وتوفير العلاج اللازم لهم من أجل الحفاظ على روحهم درءاً لأية ردة فعل تنتج فى حال استشهد أحد منهم .
السفير الفلسطينى جمال الشوبكى
وشكر الشوبكى الاعلام المصرى على حرصه و اهتمامه بإبراز نضالات الأسرى أمام سجانهم، مطالبا بأن يستمر الاعلام المصرىفى دعم صمود الأسرى ومطالبهم العادلة، موضحا أن سفارة فلسطين تنطلق من قلب قاهرة المعز لايصال صوتهم وتأكيد دعمنا لهم فى مطالبهم المشروعة ، مؤكدا على ضرورة خلق رأى عام داعم لقضية الأسرى باعتبارها قضية فلسطين المركزية الأولى لدى الأمة العربية، خاصة أمام كافة المناضلين العرب من كل الجنسيات الموجودين داخل المعتقلات الإسرائيلية الذين شاركوا الفلسطينين فى نضالهم ضد الاحتلال منذ القدم .
وأكد السفير الشوبكى على أن القيادة السياسية بدءاً بالرئيس ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية تولى موضوع الأسرى اهتماماً كبيراً، وأنهم على أولوية العمل السياسى والدبلوماسي.