نالت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، للولايات المتحدة الأمريكية ولقاءه التاريخى بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى البيت الأبيض، اهتماما عالميا غير مسبوق انعكس على معظم وسائل الإعلام والصحف فى عدد كبير من دول العالم، حيث أشادت الصحف الأمريكية خاصة بالعلاقات الحميمة بين واشنطن والقاهرة بعد فترة جفاء خلال فترة ولاية إدارة باراك أوباما.
وسلط مركز ستراتفور الأمريكى - المعنى بالتحليل الاستخباراتى ، الضوء على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لواشنطن ولقائه بنظيره الأمريكى دونالد ترامب، مؤكدًا أن الزيارة تضع أساس لعلاقة أقوى مع الولايات المتحدة. لافتًا إلى أن الرئيسيين متحالفان حول عدد من القضايا الإقليمية، حيث يأمل السيسى توسيع المردود الإبجابى لاجتماعه بترامب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى.
وأوضح المركز، أن ترامب حدد مصر، مع الأردن وإسرائيل، كشريك يمكن الثقة به فى الشرق الأوسط، ومن جانبها تسعى الحكومة المصرية لعلاقات قوية واستخدمها كدليل على قدرة السيسى على الاتصال مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وإعلانها كبداية لعهد جديد فى العلاقات المصرية الأمريكية بعد سنوات عديدة من التوتر.
وتحدث التقرير عن المواقف المشتركة للسيسى وترامب فى مكافحة الإرهاب والخوف من الإسلام السياسى، مشيرًا إلى أن تأييد الولايات المتحدة لدعم مصر للمشير خليفة حفتر فى ليبيا، إلى جانب معركة القاهرة ضد الإرهاب فى سيناء، وخلص التقرير إلى القول بأن مصر تضع بهذه الزيارة أساس لعلاقة أقوى مع الولايات المتحدة، لكن لن تكون راضية تماما بكافة نقاط النقاش.
فيما أكد موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكى، أن زيارة الرئيس السيسى لـ"البيت الأبيض" ولقائه بالرئيس دونالد ترامب تمثل استعادة للعلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة ومصر، التى كانت ركيزة أساسية للسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط على مدار العقود الأربعة والنصف الماضية.
وأشار الموقع إلى أن الولايات المتحدة لديها التزام ثابت باستقرار مصر وازدهارها وحكمها الجيد، بينما يوجد مصلحة للمصريين فى علاقات وثيقة مع الحكومة الأمريكية وكذلك الاقتصاد والمجتمع الأمريكى.
وفى المقال الذى كتبه سفير أمريكا السابق لدى القاهرة فرانك ويزنر، ونائب رئيس معهد الشرق الأوسط الأمريكى بول سالم، قالا إن لقاء السيسى وترامب فرصة لكى يصل إلى الرأى العام المصرى والأمريكى أن العلاقات بين القاهرة وواشنطن قد عادت، وهو أمر مهم لتحالفات أمريكا وأصدقائها فى المنطقة، الذين يعتقدون أن قوة مصر حيوية لأمنهم ولاستعادة الاستقرار فى الشرق الأوسط الذى تمزقه الفوضى.
وأشار الكاتبان إلى اتفاق الولايات المتحدة ومصر على مكافحة الإرهاب والدفع لتقديم رؤية إسلامية أكثر اعتدالاً وإنهاء الحروب الأهلية والتقليل من الحرب بالوكالة داخل الدول. كما يفهم الزعيمان الحاجة الملحة لتحقيق النمو الاقتصادى وتوفير فرص العمل، والحاجة لإحداث تقدم فى عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
وأشار المقال إلى أن مصر الدولة العربية الأكبر والتى يوجد بها مقر الجامعة العربية تستطع أن تلعب دورًا فى ليبيا ومحاولة إيجاد حل بين النظام والمعارضة فى سوريا، كما تستطيع أن تلعب دورًا فيما يتعلق بالعلاقة بين إيران وجيرانها العرب بشكل مبنى على سيادة الدول وسحب الأطراف المسلحة.
وخلص المقال إلى القول بأن مصر، مثل دول كثيرة فى الولايات المتحدة، ومثل أمريكا نفسها، تواجه سلسلة معقدة من التحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية، لافتا أن أساس نجاح العلاقة بين الطرفين هو الحفاظ على الاحترام المتبادل، وهو الأمر الذى كان غائبا طوال السنوات الماضية.
ترامب أنهى العلاقات الباردة مع مصر باستقباله الحار للرئيس المصرى
بينما أبرزت إذاعة "صوت أمريكا" اللقاء، وقالت إن ترامب أنهى تماما العلاقات الباردة مع أكبر دولة عربية، والتى كانت سائدة فى عهد أوباما، وذلك باستقباله الحار للسيسي فى البيت الأبيض وتعهده بالتعاون مع مصر فى مكافحة الإرهاب.
وأشارت الإذاعة إلى أن هذه أول زيارة يقوم بها رئيس مصرى للبيت الأبيض منذ استضافة الرئيس السابق باراك أوباما لحسنى مبارك عام 2009 قبل عامين من الإطاحة به.
ونقلت الإذاعة تصريحات ترامب التى قال فيها إنه يقف مع مصر وشعبها، وقوله أيضا للرئيس السيسي إن لديه صديقا وحليفا عظيما فى الولايات المتحدة وفيه هو شخصيا.
وقالت أيضا إن الرئيس السيسي فى المقابل عبر عن إعجابه بموقف ترامب القوى فى محاربة الإرهاب والذى أكد عليه منذ وصوله إلى السلطة، ونقلت الإذاعة قول الرئيس السيسي إنه يقف بقوة فى معركة مكافحة الإرهاب لمواجهة الفكر الشيطانى الذى أزهق أرواح أبرياء ويدمر الشعوب ويروع الآمنين".
اقتصاد مصر ينهض بإصلاحات السيسى
وفى السياق نفسه، سلطت صحيفة "يو إس إيه توداى" الأمريكية، الضوء على الإصلاح الاقتصادى الذى تقوم به مصر، تزامنا مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لواشنطن ولقائه أمس، الاثنين، مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاد المصرى استفاد من قرض صندوق النقد الدولى الذى تم الاتفاق عليه العام الماضى بقيمة 12 مليار دولار، بينما اتخذت الحكومة إجراءات تقشف ساعدت الرئيس السيسي على التخلص من الغبار المستمر منذ العقود على الاقتصاد المصرى، وتحفيز أعمال تجارية جديدة.
قيما سلطت صحيفة واشنطن تايمز، الضوء على الترحيب الحار الذى أبداه المصريين الذين يعيشون فى الولايات المتحدة، بالرئيس عبد الفتاح السيسي عند زيارته للبيت الأبيض للقاء نظيره الأمريكى دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير على موقعها الإلكترونى، إن عشرات المصريين، بينهم الكثير من الأقباط الذين يعيشون فى الولايات المتحدة، احتشدوا خارج البيت الأبيض دعما للرئيس السيسي وتظاهروا حاملين الأعلام المصرية مع هتافات "مصر مصر. نحب مصر" و "ندعم السيسى".
وتضيف أن المتظاهرين كانوا يرون السيسي كمنقذ لبلادهم من حكم جماعة الإخوان المسلمين. ونقلت عن ماجدة عبد التواب، التى أتت من نيويورك للمشاركة فى المسيرة ، قولها "الإخوان جماعة خطيرة للغاية. كل يوم يقتلون الناس".
بينما قالت صحيفة "ال صول24 أورا" الإيطالية، على موقعها الإلكترونى إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكى دونالد ترامب "يد واحدة ضد الإرهاب"، مشيرة إلى أن وقف الإرهابيين وجماعة الإخوان راية السياسة الخارجية فى عهد الرئيس ترامب لتحقيق المصالح الوطنية والأمن الأمريكى.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب فتح بابه أمام السيسي "الرجل القوى" كما يراه البيت الأبيض، فى لفتة للتقارب بين البلدين، وهذه السياسة تعتبر عكس ما كانت عليه فى الماضى بعهد باراك أوباما، الذى كان فى تجاهل علنى أمام جماعة الإخوان، والآن أصبح واضحا أن الأولوية فى السياسة الأمريكية هى مكافحة الإرهاب، فيما يتعلق بحقوق الإنسان، والدوافع نحو الديمقراطية".
ترامب محق فى وقوفه مع السيسى
وقال محرر شؤون الأمن القومى لموقع "كونزيرفاتيف ريفيو" الأمريكى، جوردن شاتشيل، إن "الرئيس ترامب محق تماما فى الوقوف مع زعيم أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان فى الشرق الأوسط، خلافا لرأى مجلس تحرير النيويورك تايمز المؤيد للإخوان المسلمين وغيرها من منصات أقصى اليسار"، وهذا فى مقال له، اليوم الثلاثاء.
وأضاف: "على الرغم من أنه لا زال أمام الرئيس المصرى طريقا ليشقه فى سبيل النهوض بالإصلاحات الليبرالية، يمكن القول إنه أبرز الخصوم المسلمين للإسلاموية"، إلى جانب أن لقاء الزعيمين يعد فوزا لمناهضى الراديكالية الإسلامية.
وقال شاتشيل إن دعوة السيسى أظهرت أن مصر لن تحتضن راديكالية الإخوان المسلمين أو أى جماعة أخرى متطرفة، كما يجب أن يلفظهم المسلمون حول العالم.
وتابع أن السيسى واجه الجماعات الإرهابية وتوغل فى سيناء رغم التكلفة داخل صفوف الجيش ليصل لهذه الأهداف، على حد قوله.
الزيارة اعتراف بمكانة مصر
بينما أوضحت صحيفة "لا راثون" الإسبانبة، أن زيارة الرئيس السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقاءه ترامب "موفقة وناجحة" إلى حد كبير، معتبرة أن احتفاء ترامب بالسيسي اعتراف بمكانة مصر وأهمية الرئيس المصرى فى الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكى ترامب كان ينظر للسيسي بإعجاب شديد فى نفس الوقت الذى أعرب فيه الرئيس المصرى عن إعجابه بشخصية ترامب، وهذا يدل على حالة الانسجام التى تجمع زعماء أهم بلدين، فمصر بلد مهم استيراتيجيا وتاريخيا للعالم، وبالطبع فإن الولايات المتحدة الأمريكية أهم دولة فى العالم.
لقاء "السيسى – ترامب" سيعمل على إحلال النظام بالشرق الأوسط
"لقاءات بروح متفائلة" كان ذلك عنوان مقال المحلل السياسى الإسرائيلى الكبير البروفيسور أيال زيسر، فى صحيفة "يسرائيل هايوم" الثلاثاء، قائلا إن اللقاء الذى جرى فى واشنطن بين الرئيس ترامب والرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي، أمس، فتح موسم حج قادة العالم العربى إلى البيت الأبيض.
وأوضح زيسر، أنه فى أعقاب لقاء "السيسى – ترامب" وصل الملك الأردنى عبد الله الثانى، وفى وقت لاحق من هذا الشهر يتوقع وصول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن.
وأضاف المحلل الإسرائيلى، أنه يصعب التقليل من أهمية هذه اللقاءات، ففى نهاية المطاف، امتنع السيسى عن زيارة البيت الأبيض خلال فترة الرئيس السابق باراك أوباما، مشيرا إلى أنه ليس مفاجئا أن مصر ابتهجت وفرحت، أمس، فى ضوء ما وصف فى القاهرة بـ"شمس ترامب التى أشرقت مجددا على العلاقات المصرية الأمريكية بعد سنوات طويلة من الظلام".
وقال زيسر، "لقد عادت واشنطن، لأداء دور مركزى ورائد فى الشرق الأوسط، كما يليق بالقوة العظمى التى تحافظ على تواجد عسكرى كبير فى المنطقة وتساعد الكثير من الدول العربية بمليارات الدولارات".
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل مقلد دمياط
مصر
عادت مصر / عاشت مصر