وائل السمرى

مصر تحارب مصر

الأربعاء، 05 أبريل 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتزم وزارة الثقافة، نقل معرض القاهرة الدولى للكتاب، العام المقبل إلى القاهرة الجديدة، وفى الحقيقة، فإنى أرى أن المكان الذى تنوى وزارة الثقافة إقامة المعرض فيه غير موفق على الإطلاق، وذلك للعديد من الأسباب التى أسهب المثقفون فى شرحها فور إعلان الوزارة عن نيتها، منها الارتباط العاطفى بمكان معرض الكتاب التقليدى، ومنها أن المكان المقترح يبعد عن القاهرة بمسافة كبيرة، ومنها أن الوزارة ستترك العديد من المزايا النسبية التى توفرها أرض المعارض، ومن أهمها وجود مترو الأنفاق بجانبها، وهو أمر انعكس بشكل إيجابى على زيادة عدد زوار المعرض فى الأعوام الماضية، لكنى فى الحقيقة مع كل هذا أرى أنه من العبثى تمامًا أن يكون رد الفعل على هذا القرار بشكل يضر الثقافة المصرية، ويعرض صناعة الكتاب إلى الخطر، والأهم من كل هذا أن يهدد رد الفعل تاريخ معرض القاهرة الدولى للكتاب بضربه فى مقتل.
 
مصر تحارب مصر، هذا هو ملخص الحال تمامًا، فأرض المعارض رأت أن ترك الوزارة لساحتها أمر سيئ، وبدلًا من التفاوض مع الوزارة لدراسة احتياجاتها ومعرفة طلباتها، رأت أن تقيم هى معرضًا للكتاب بالتعاون المباشر مع الناشرين، فى تاريخ سابق لتاريخ معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث من المزمع إقامة المعرض المقترح فى نهاية ديسمبر وأوائل يناير، فى حين أن وزارة الثقافة تقيم معرضها فى أواخر يناير، وأوائل فبراير، والنتيجة أن القارئ سيجد أن معرض الكتاب فتح أبوابه للجمهور فى أرض المعارض، وبعدها بشهر سيجد معرضًا آخر فتح أبوابه للجمهور فى القاهرة الجديدة، وبذلك تتشتت الجهود ويتشتت الجمهور، ويخسر معرض القاهرة الدولى للكتاب الزخم الجماهيرى الكبير الذى يعد أهم مميزات معرض مصر.
 
هنا لابد من تدخل السيد رئيس الجمهورية، والسيد رئيس مجلس الوزراء، لحل هذه الأزمة قبل اندلاعها فى العام المقبل بالشكل الذى يضمن لمصر مكانة معرضها المستحقة، والتى اكتسبها عبر ما يقرب من خمسين عامًا كان فيها معرض القاهرة الدولى للكتاب الأول والأهم والأكبر، فلابد من تلبية الاحتياجات الضرورية لتطوير أرض المعارض بالشكل الذى يرضى الجميع وزارة وناشرين وجمهور، ولابد أيضًا من الاستجابة لاحتياجات وزارة الثقافة من أرض المعارض، والتى تتلخص فى تقديم خدمة لائقة بسعر مناسب، لكن أن ندخل فى حرب داخلية بين جهتين على أنقاض تاريخ مصر، فهذا ما لا يمكن تصوره.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة