تعرض الرجل للسرقة مرات متعددة، وكان اللصوص يستهدفون بطارية السيارة، وكلما اكتشف الرجل سرقتها يضطر لشراء أخرى، تتعرض هى الأخرى للسرقة، وتفتق ذهنه عن حيلة وفخ لاصطياد اللص، وبالفعل قرر توصيل بطارية السيارة بكابل الكهرباء، وهو ما يعنى أن أى شخص يقترب من البطارية سوف تصعقه الكهرباء.
فعلها الرجل ووصل البطارية بكابل كهرباء 220 فولت، وعندما اقترب اللص وحاول انتزاع البطارية من السيارة، صعقته الكهرباء ومات فى الحال، وحاول الرجل نقل الجثة بعيدا عن السيارة، لكن تم القبض عليه وإحالته للنيابة بتهمة القتل. الحادث، وقع فى المنيا ونقل تفاصيله الزميل حسن عبد الغفار، على صفحات «اليوم السابع».
لفت نظرى أن الخبر جاءت عليه تعليقات كثيرة، تكشف عن نظر البعض للجريمة والعقاب واختلافا فى تقدير حجم العقاب وهل الموت عقوبة تتناسب مع السرقة؟ عدد أقل هم من اعترضوا واعتبروا السائق قاتلا، وأن العقوبة لا تتناسب مع الجريمة، لكن أغلبية المعلقين كانوا مع السائق وضد اللص، أغلبهم قال، إن الرجل وضع الكهرباء فى سيارته «إيه اللى ودا الحرامى هناك»، والبعض سخر وقال: هل كان يجب على الرجل أن يضع للحرامى فلوس وهدايا وهو قادم لسرقته؟.. وطالب البعض بتعميم الكهرباء وقتل اللصوص، وحكى بعضهم حكايات عن تكرار السرقة وأن صاحب السيارة لم يكن أمامه حل آخر، وقد تعرض لسرقة البطارية أكثر من مرة.
بالطبع ربما لم يفكر سائق المنيا فى احتمالية أن يموت من يقترب من البطارية، ولا نعرف إن كان يمكن أن يتراجع لو فكر أن اللص سوف يموت؟
كانت أغلبية الأصوات مع كهربة اللص وتجاوز البعض ليطالب بتعميم الفكرة وعمل فخاخ لاصطياد اللصوص حتى يكونوا عبرة، ولم يتطرق أحد مثلا لأن يكون القتيل ولو واحد فى المليون ليس لصا، أو أنه اقترب من السيارة وصعقته الكهربا، وربما واحد أو اثنان توقفا ليعتبرا الأمر بالفعل محيرا، وهل يحق للواحد أن يصنع فخاخا قاتلة فى منزله أثناء السفر مثلا حتى لو قتلت اللص، ولدينا أمثلة بحوادث كثيرة، وسرقة بالإكراه فى الشوارع، تحت تهديد السلاح، وهل يحق للضحية أن يقتل لصا هدده بسلاح؟ كل هذا وغيره بالطبع شغل رجال الفقه القانونى وهم يوصفون الجريمة والنص والعقاب، وسوف يحدد مصير السائق، وما إذا كان يمكن للبعض أن يكرر ما فعله السائق.