طارق الخولى

6 ما بين إبريل وإبليس

الخميس، 06 أبريل 2017 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع مطلع الشهر الحالى يكون قد مضى تسع سنوات على تأسيس حركة 6 إبريل التى ما زالت تثير الجدل والريبة، بل عند الكثيرين بات ذكرها استحضاراً لمعانى الخيانة للوطن، وترادفاً لمصطلحات الفوضى والتمويل الأجنبى، فقد كان منتصف شهر يونيو 2010م، عندما انضممت لحركة 6 إبريل التى كانت حلماً جميلاً لوثه فيما بعد الأقزام والطامعون، فقد جمعتنى مع بعض أعضائها الشرفاء لحظات لا تنسى فى تاريخ الوطن، فى نضال ما قبل وخلال الثورة، حتى رحلت عنها نهائياً بعد معارك داخلية حامية الوطيس فى نهايات شهر أغسطس 2012 م أثناء حكم الإخوان.
 
فمنذ اكتشافى لانحرافات قادتها فى نهايات عام 2010م كان من الممكن أن أصمت وأرحل كما فعل الكثيرون كى آمن شرهم، فهم أساتذة فى تشويه السمعة وإلصاق التهم، ويجيدون كل ألاعيب إبليس، فما إن عرفت حقيقتهم، وأخذت على عاتقك مواجهتهم، يجب أن تلوث أمام الجميع بروايات من صنيعتهم، ليتخلصوا منك، ويغتالوك معنوياً، فيحولوا أى مساعٍ لإصلاح الحركة، ورفض ممارساتهم إلى تهمة معدة سلفاً، وجاهزة لك طوال الوقت، وهى اندساسك من قبل أجهزة الأمن لاختراق الحركة والنيل منها وهدمها.
 
خلال فترة وجودى داخل الحركة على مدار عامين تقريباً خضت معارك سياسية شرسة، ومناظرات إعلامية طاحنة فى مواجهة قيادات 6 إبريل المنحرفة من جانب، وقيادات الإخوان الانتهازية الدنيئة من جانب آخر، ومن جانب ثالث أعداء ثورة 25 يناير الذين اتخذوا من الانحرافات الوطنية والممارسات الخائنة لقيادات 6 إبريل والإخوان سبيلاً ممهدا وسهلا لضرب ثورة يناير التى دفعت ظلماً الفاتورة على حساب سمعتها، ومن رصيد تأييدها الشعبى الذى أخذ فى التهاوى والانهيار.
 
كنت فى هذه الفترة أسعى بضراوة للعمل على صعيدين: دحر الظلم عن ثورة 25 يناير، وفض الخلط بين صناع الثورة الحقيقيين بجماهيرها المخلصة والمتطلعة لغد أفضل للوطن، وبين قلة من الانتهازيين الذين قفزوا على الثورة، لجنى الشهرة والسلطة والمال، فألحقوا بها الخزى والعار والأذى، وكادوا يدفعون بالوطن إلى الهلاك والفوضى المدمرة، وعلى صعيد آخر كنت أقاتل من أجل تطهير حركة «6 إبريل» من القيادات التى ضعفت، وتم إغواؤهم بالماديات والسفر، وسعوا طوال الوقت للسيطرة على أعضاء الحركة، وبنائهم فكرياً وفق ما يحقق أهدافهم المشبوهة، وهو ما دفعنى لمحاولة إنقاذ هؤلاء الشباب منهم ومن أفكارهم التى تدس سم الفوضى فى عسل الديمقراطية، فيدفع الثمن فى النهاية شباب نقى ومتحمس لأفكار الديمقراطية ومفاهيم الحرية، ومعه وطن مرهق لا يتحمل أى فوضى، بعد عقود طويلة من الفساد السياسى والاقتصادى والاجتماعى.
 
استطعت بفضل الله عز وجل المقاومة ولم أضعف يوماً رغم الظروف المادية الصعبة التى واجهتها وما زلت ككثير من الشباب، مستعيناً بالله عز وجل يحركنى ضميرى وحبى الجارف لوطنى، حيث دعيت أكثر من مرة للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وعدد من الدول الأوروبية، وغيرها من العروض التى كان من بينها أيضا الظهور فى قنوات الجزيرة فى مقابل مادى مغرٍ جداً وصل إلى 3000 دولار فى اليوم، والمدة التى أرغبها شهر أو اثنين أو حتى ثلاثة أشهر مقيماً بالدوحة، ولكن فى وسط كل ذلك لم أنجُ من عار الآخرين، وأطلقت علىّ أنهار من الشائعات التى كانت فى البداية تثير حفيظتى وتؤلمنى، ولكن اليوم باتت تدخلنى فى نوبات ضحك بالذات فى الأوقات العصيبة التى أمر فيها بضائقة مالية، وأجد من يتحدث عن الملايين التى حصلت عليها تارة من دول غربية، وتارة من الإخوان، وأحياناً من رجالات النظام القديم.
 
وكنت قد بدأت مع منتصف عام 2011م فى إحراز هامش من النجاح بتأسيس جبهة لـ6 إبريل بعيدة عن القيادات الفاسدة، فانشققت ومعى السواد الأعظم من أعضاء الحركة الشرفاء فى 17 إبريل 2011م، فبات لنا قوة تنظيمية وعددية كبيرة، وانتشار فى كل محافظات الجمهورية، فكدنا ننهى للأبد على القيادات القديمة البالية إلى أن حل منتصف عام 2012 م، فاعتلى الإخوان الحكم فى صورة الدمية محمد مرسى، وأخذوا على عاتقهم التعامل مع الحركات الاحتجاجية والجماعات السياسية بأسلوب من اثنين، إما برشوة قياداتها سياسياً أو مادياً أو باختراقها بأعداد كبيرة من أعضاء جماعة الإخوان، لإحداث بلبلة فى صفوفها والتمرد على القيادات المتمردة على حكم الإخوان.
 
فحينها تكالب الجميع ضدى وبدأوا فى وضع مخطط، كشفته فيما بعد، للانقضاض على جبهتى، والقضاء علىّ تماماً بلا رحمة أو هوادة فى اتفاق بمباركة إبليسية بين بعض من قيادات جماعة الإخوان التى عارضتها بضراوة، ومعهم قيادات 6 إبريل الذين انشققت عليهم من قبل، فتم بالخيانة تجنيد مسؤول شؤون العضوية بجبهتى من قبل محمد البلتاجى، الذى وعده بكرسى فى المحليات فى منطقة الهرم، فى مقابل أن يُدخل أعداداً كبيرة من أعضاء جماعة الإخوان الذين لم يظهروا توجهاتهم فى حينها، ليتخذوا من إعلانى تأسيس حزب 6 إبريل ذريعة لإعلان فصلى بناء على جمعية عمومية إخوانية لم يكتمل نصابها، وبدأت الأبواق الإعلامية للإخوان فى شن حرب شعواء علىَّ بقيادة الجزيرة، وقناة مصر 25، وموقع رصد، وجريدة الحرية والعدالة.
 
فتسير الأمور أكثر تعقيداً، وتبوء كل محاولاتى لتطهير الحركة بالفشل، فقد كانت الخيانة تحاصرنى، والمؤامرات تحيط بى من كل جانب، لأرحل عن الحركة فى صيف عام 2012م، مشاركاً فى مناهضة حكم الإخوان حتى سقوطهم فى ثورة 30 يونيو 2013 م، ليفضح أعضاء 6 إبريل أنفسهم، ويلتقطوا لأنفسهم صوراً جماعية فى اعتصام رابعة العدوية، حاملين صور المعزول محمد مرسى، لنرى اليوم احتفاءً كبيراً من أبواق الإخوان الإعلامية فى إحياء ذكرى تأسيس حركة 6 إبريل، والحديث عن مظلومية زائفة تتعرض لها الحركة، كيف لا وقد باتت على نفس قائمة الإخوان محظورة شعبياً وقضائياً، فقبل أن يصبحوا حلفاء منذ عهد مرسى كانت لا تذكر 6 إبريل على مواقع الإخوان الإخبارية إلا وهى مصحوبة بوابل من السباب والتكفير، ملقبين الحركة باسم «6 إبليس» حتى تم اختراقها وشراء قيادتها، فصارت الحركة إحدى أذرع الجماعة وأدواتها للانقضاض على الوطن.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة