النجاح الذى حققه الرئيس السيسى فى رحلته إلى واشنطن، كبير ويلاحظه العالم كله من أوروبا إلى روسيا وانتهاءً بإسرائيل وعدد من الدول الأخرى التى يضيرها ويزعجها جدا ما حققه السيسى من نجاح فى استعادة العلاقة الاستراتيجية مع واشنطن على كل المستويات.
ليس سهلا ولا اعتياديا أن يخرج الرئيس الأمريكى ويعلن الالتزام بدعم بلد عربى عسكريا واقتصاديا مثلما فعل ترامب مع السيسى، وليس اعتياديا أن يحظى رئيس دولة غير إسرائيل، وخصوصا إذا كانت دولة عربية بمثل هذا التفهم والتعاون الذى لقيه السيسى خلال محادثاته الثنائية مع صناع القرار الأمريكى، وزراء الدفاع والخارجية والتجارة ومستشار الأمن القومى ورئيس مجلس النواب ورئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب.
هذا النجاح وما يمكن أن يترتب عليه من دعم هائل عسكريا وسياسيا واقتصاديا، بالتأكيد سيدفع أطرافا غربية أخرى لنفس مسار دعم مصر ووقف الحصار غير المعلن عليها وإمدادها بالمنح والمساعدات التى تحتاجها، لكنه فى الوقت نفسه سوف يدفع الدول العدوة إلى استخدام كل أوراقها وأسلحتها لتعطيل مصر.
وأقول إننا ربما نشهد خلال الأيام والأسابيع المقبلة زخما فى التعاون المصرى الأمريكى، تنسيق فى المجالات العسكرية للوفاء باحتياجاتنا فى الحرب المفتوحة على الإرهاب وتوافد مئات من رجال الأعمال الأمريكيين وممثلى كبريات الشركات الأمريكية للاستثمار فى الفرص المتاحة لدينا، وكذا زيادة كبيرة فى أعداد السائحين الأمريكيين أو من تجمع نافتا الذى يضم مع أمريكا كندا والمكسيك.
لكن فى المقابل أتوقع أيضا أن تسعى قوى الشر والدول العدوة إلى استخدام أدواتها بالداخل والخارج للنيل من أمن مصر واستقرارها، سواء من خلال فلول الإرهابيين المختبئين أو عن طريق نشر الشائعات المغرضة وترويجها عبر مواقع التواصل الاجتماعى أو عبر المساحات المدفوعة فى الصحف الغربية.
والحق أن مصر تحتاج أكثر من المساعدات العسكرية والاستثمارات الأمريكية المباشرة، إلى ضغوط الرئيس ترامب وإدارته حتى تتوقف برامج الاحتواء والحصار التى ما زالت تمارسها بعد الدوائر الأمريكية تجاه مصر بأثر رجعى، وكذا عدد من الدول الأوربية ومنها أو فى مقدمتها بريطانيا، ربما لأن الدولة الأمريكية العميقة مازالت تعمل وفق البرامج التى رسخها أوباما وإداراته ولم يصلها بعد التوجهات الجديدة لإدارة ترامب، ولأن بريطانيا بعد الخروج من أوروبا تسعى لسياسات أكثر استقلالا عن البيت الأبيض، تمكنها من استعادة السيطرة بشكل أو بآخر على مستعمراتها السابقة فى الخليج وأفريقيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة