قال الرئيس السورى بشار الأسد إنه لا توجد أعداد دقيقة للإرهابيين الذين جاءوا إلى سوريا، واصفا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بالمجرم لتهيئته كل الظروف لدعم أولئك الإرهابيين في سوريا وهو ما يحول دون السماح لوجود إحصائية دقيقة لعدد الإرهابيين الذين يدخلون ويخرجون لسوريا.
وأكد الرئيس الأسد فى حوار مع صحيفة "فيسرنجي لست" كرواتية، أن أكثر من 100 ألف إرهابي كحد أدنى يقاتلون فى سوريا، مشيرا إلى أن أردوغان وضع كل آماله على تحقيق انتصارات من قبل الإرهابيين إلى أن جاءت معركة حلب وكانت بالنسبة لأردوغان معركة فاصلة بحكم أهمية حلب السياسية والاقتصادية وأيضا الجغرافية واللوجستية، مؤكدا فشل الإرهابيين فى الحفاظ على مواقعهم فى مدينة حلب بفعل الرفض الشعبى لأهالى المدينة والمحافظة وبفعل إنجازات الجيش السوري، ما دفع أردوغان للقيام بالتدخل المباشر.
وأوضح الأسد أن السياسة الأمريكية تبنى بشكل عام على خلق فوضى فى أماكن مختلفة من العالم وصراعات وفتن بين الدول على مدى عقود، مؤكدا أنها ليست بجديدة ولكنها تتكرر بأشكال مختلفة لأنها من خلال الفتن توجد لها موطئ قدم من خلال التناقضات ومن خلال عملاء موجودين أساسا ولكنهم تمكنوا من الظهور بسبب الظروف المستجدة، مشيرا الى أن أمريكا تدخل فى مساومات لتحقق مصالحها فى تلك المنطقة.
وشن الأسد هجوما شرسا على دول الخليج بسبب موقفها من الحرب فى سوريا ، مؤكدا أن الهدف مما يجرى فى سوريا هو تصوير الحرب على أنها حرب بين طوائف وهى الصورة التى كانت منتشرة فى الغرب، مشيرا إلى أن الإرهابيين يسيطرون على بعض المناطق فى سوريا ولكن المناطق التى تحت سيطرة الدولة تضم كل أطياف الشعب السورى.
وأكد الأسد أنه يمكن تحويل الأمل بإنهاء الحرب على سوريا إلى واقع من خلال محورين عمليين ، الأول هو مكافحة الإرهاب والثاني بإجراء المصالحات مع كل من يريد إلقاء السلاح والعودة إلى حضن الوطن، مضيفاً أن هذين المحورين يشهدان تقدماً، سواء محاربة الإرهاب أو محور المصالحات لذلك أقول إن الأمل اليوم أكبر من الأمل فى السنوات الماضية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن أغلبية السوريين لا يقبلون موضوع الفيدرالية لأنها مقدمة للتقسيم ولا يوجد مبرر بوجود الفيدرالية وهو موضوع مفتعل الهدف منه الوصول لحالة مشابهة لحالة العراق.
وأكد الأسد أن كل تدخل لأى جندى ولو كان فرداً دون إذن الحكومة السورية هو غزو بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان وأي تدخل في الجو أو بغيره هو أيضا تدخل غير قانوني واعتداء على سورية.
واتهم الرئيس السورى الدول الغربية بدعم الإرهاب ليس فقط فى سوريا ولكن فى دول العالم، مؤكدا ان الارهاب يتزايد بشكل مستمر بفعل الحروب المختلفة فى الشرق الأوسط، موضحا أن دول الغرب تتخذ الإرهاب كورقة لأجندات سياسية مختلفة حتى لو كان هذا الإرهاب يرتد عليهم ويؤدى لسقوط ضحايا فى دولهم.
وأكد الأسد أن من يحارب الإرهاب فى سوريا بشكل أساسى هو الجيش السورى، مشيرا إلى أن الجيش السورى تمكن من تحقيق هذه الإنجازات فى مواجهة الإرهابيين أولا بفعل الإرادة الموجودة لدى المقاتل السورى وثانيا بفعل الدعم الشعبى.
وأكد الأسد أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا كشركاء أساسيين لا تقبل بدول مستقلة ولا تقبل بعلاقة ندية ، موضحا أن تلك الدول تريد تابعين لها كى ينفذوا سياستهم التى ترتبط بمصالح حول العالم، موضحا ان تلك الدول تريد استسلاما فى سوريا وليس سلاما وعدم الحصول على حقوقنا ونتنازل عن سيادتنا، مضيفا : "يريدون منا أن نتنازل عن حقوقنا التي أقر بها القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن وتصويت الأمم المتحدة عدة مرات على عودة الأراضي.. هناك الكثير من الأمور المشابهة التي بسببها يعتبرون أن سوريا هي دولة مستقلة أكثر من اللازم، لذلك رأوا أن شن الحرب عليها واستبدال الحكومة الحالية بحكومة تابعة لهم يجعل الأمور أسهل وأفضل بالنسبة لمصالحهم الضيقة".
وكشف الأسد عن سبب الحرب على سوريا من قبل الدول والحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، مؤكدة موقف سوريا الرافض للحرب على العراق عام 2003 رفضا لتقسيم المنطقة كان سببا فى التآمر على المنطقة، موضحا أن المؤتمرات التي عقدت من أجل تحديد مستقبل العراق ما بعد الحرب "طبعا هذه المؤتمرات عقدت قبل الحرب" كانت كلها تتحدث عن العراق الطائفي وليس العراق الموحد، مؤكدا ان ثمن الرفض أو ثمن المقاومة هو أقل بكثير من ثمن الخضوع والاستسلام والأحداث في سوريا أتت لتثبت هذه المقولة ما ساعد دمشق على الصمود اليوم أنها موحدة.
وأكد بشار الأسد فى حواره أنه لولا التدخل الغربى فى سوريا لاستطاع الجيش السورى انهاء الحرب وكل تشعباتها خلال بضعة أشهر أي في أقل من عام، مشيرا إلى أن إنهاء الحرب ليس في مصلحة الإرهابيين وإنما فى مصلحة الشعب السوري ، لأن سقوط الإرهابيين يعني سقوط مسئولى تلك الدول سياسياً في بلدانهم ، واستنزاف سوريا هو إحدى المهام الرئيسية التي كانوا يسعون إليها من خلال الإرهابيين والحرب، لكى تتفرغ سوريا فقط للقمة العيش وللبناء وتنسى كل القضايا الأخرى المحيطة بها من حقوق وواجبات تجاه الدول المختلفة الموجودة في منطقتنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة