خالد صلاح ينفرد بحوارات حصرية من واشنطن.. نائب رئيس مركز لندن للأبحاث: الإخوان يشكلون تهديداً وإدارة أوباما رفضت تصنيفها "إرهابية".. إيلى جولد: إدارج الإخوان على قوائم الإرهاب يتطلب جهدا سياسيا وإرادة كبيرة

الخميس، 06 أبريل 2017 11:02 ص
خالد صلاح ينفرد بحوارات حصرية من واشنطن.. نائب رئيس مركز لندن للأبحاث: الإخوان يشكلون تهديداً وإدارة أوباما رفضت تصنيفها "إرهابية".. إيلى جولد: إدارج الإخوان على قوائم الإرهاب يتطلب جهدا سياسيا وإرادة كبيرة خالد صلاح مع إيلى جولد نائب رئيس مركز لندن للأبحاث

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-نائب رئيس مركز لندن للأبحاث: "الجزيرة" تدعم الإرهاب.. ولا أحد يطلب من قطر دعم السيسى وإنما فقط "تغطية دقيقة"
 

-إيلى جولد: الولايات المتحدة تترك الآن خلفها كل "العلل" التى حملتها إدارة أوباما تجاه مصر.. وترامب يعرف أنه لا سبيل للاستقرار دون وجود القاهرة فى الطليعة
 

 

-نائب رئيس مركز لندن للأبحاث: أنصح السيسى بإنشاء "ناتو الشرق الأوسط".. ويجب وضع خطة تجارية شاملة بالتزامن مع الحرب ضد الإرهاب
 

أكد إيلى جولد، نائب رئيس مركز لندن للأبحاث، وأحد مؤسسى المركز الرئيسى، أن جماعة الإخوان وتنظيم داعش، أحد أبرز التهديدات الرئيسية التى تواجه الولايات المتحدة والعالم فى الوقت الحالى، مشيراً فى حوار مع الإعلامى والكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة «اليوم السابع»، إلى أن إدارة أوباما كانت فى السابق تعارض تصنيف جماعة الإخوان «إرهابية»، وأن الإدارة الحالية تترك خلفها «كل العلل» التى حملتها إدارة أوباما تجاه مصر، وحريصة كل الحرص على دعم القاهرة فى حربها ضد الإرهاب. وحمل «جولد» فى حواره فضائية الجزيرة القطرية مسؤولية دعم جماعة الإخوان وتنظيم داعش، معتبراً أنها أحد أبرز أذرع الحرب الإعلامية.. وفيما يلى نص الحوار:


أشكرك لقبول الحوار.
- أشكرك لاستضافتى.

 

هل تطلعنى أكثر على مركزك البحثى؟
 

- بالطبع. فى عام 2012، طلب منى رئيس المركز «هيرب لندن»، وهو الرئيس السابق لـ«معهد هودسون» البحثى فى واشنطن، أن أساعده فى تأسيس مركز بحثى متخصص فى السياسة الخارجية والأمن القومى للتركيز على التهديدات العالمية والعمل على توقع التهديدات التى قد تظهر بعد 3 أو 5 أو حتى 10 سنوات.
 
واستعنا بزملاء وباحثين وأناس يمكنهم المساعدة فى هذا البحث لتأسيس مكان فريد لا يسعى للحلول السهلة، بل يفكر خارج الصندوق فيما يتعلق بالقضايا المعقدة، وكونا مجموعة من 36 من الزملاء، تعرف أنت بعضهم، مثل مدير الـCIA السابق «جيم ووزى» والجنرال «مايك فلين» الذى كان مستشار الأمن القومى للرئيس ترامب، وآخرون. كلهم منتقون بعناية وليسوا بالضرورة باحثين، بل ممارسين للمهن، مما يميزهم بفهم واضح للوضع، فهم لم يكتفوا بقراءة الكتب أو الدراسة أو التحدث للناس، ولكنهم مارسوا مهنهم فى المجال.
 
الكاتب الصحفى خالد صلاح وإيلى جولد، نائب رئيس مركز لندن للأبحاث
 
الكاتب الصحفى خالد صلاح وإيلى جولد نائب رئيس مركز لندن للأبحاث
 
فى الواقع، تركيزى الأساسى يقع على الشؤون التشريعية، فسأعمل مع الكونجرس وآخذ هذه القضايا المعقدة بعد وضع الزملاء فى المركز حلولا لها وللأزمات العالمية. ثم سأعمل مع الكونجرس والإدارة والحكومات الأجنبية كذلك، ولهذا أنا هنا اليوم متحدثا إليك لإيجاد حلول، وقد توصلنا لأشياء فريدة من نوعها.
 
لا يفهم الكثيرون كيفية عمل الكونجرس، إن الكونجرس غرفتان، مجلس النواب ومجلس الشيوخ، فى كل غرفة لدينا لجان ولجان فرعية، ثم لدينا الشُعب، وهى مجموعات رسمية من أعضاء الكونجرس يركزون على قضية بعينها. كما لدينا ائتلافات، وهى غير رسمية. 
 
أحب أن أقول للناس إننى أعرف شعبة لا يدرى عنه الآخرون شيئا، وهى شعبة «الصعوبة المتناهية»، عندما تطرح عليهم حلا، غالبا ما ينظرون إليه ويقولون: «إنها فكرة عظيمة، عظيمة على الورق، ولكن فى الواقع هى لديها من الصعوبة المتناهية ما يجعلها غير قابلة للتنفيذ».
 
 
إيلى جولد، نائب رئيس مركز لندن للأبحاث
إيلى جولد، نائب رئيس مركز لندن للأبحاث
 
وردى حينها يكون أننا رأينا كيف تعمل الحلول السهلة، وفى كثير من الأحيان لا تعمل على الإطلاق، فمازلنا نقاتل داعش، أو ما زال هناك عدم استقرار فى الشرق الأوسط، فى الشرق الأوسط الكبير. ماذا لو ركزنا... إذا انتقلنا إلى الصين وكوريا الشمالية وما إلى ذلك، فمن الواضح إذن أننا بحاجة إلى حلول معقدة للمشكلات المعقدة، ولهذا نحن هنا، لنعمل مع الحكومات، وليس لنلقى لهم بورقة ونقول لهم «هذا هو الحل»، ولكن لنعمل معهم بالفعل لخلق حلول لهذا المشكلات.

قلت إنك تحدد التهديدات التى تجابه العالم الآن، وأنك تعمل مع الحكومة. هلا قلت لى على مقياس من 1 إلى 10 مدى خطورة داعش؟

- هذا سؤال صعب، فعلى حسب، هل ننظر للوقت الراهن أم على المدى الطويل؟ إذا كنا ننظر لليوم، لا شك فى أن داعش والإسلام المسلح ككل هو التهديد المباشر الذى نواجهه اليوم، ولكن لا ينبغى هذا أن يغض طرفنا عن التهديد الذى تشكله إيران أو التهديد طويل الأمد الذى تمثله كوريا الشمالية، وما طبيعة العلاقة بين كوريا الشمالية وإيران؟ وأين تقع روسيا فى هذا المزيج؟ وما علاقة روسيا بأوروبا وتهديداتها لها؟

 

ولكن إذا ألقيت نظرة من المنظور الأمريكى، أقل إن هناك داعش وإيران وكوريا الشمالية والإسلام المسلح، لأن الأخير يشمل الإخوان المسلمين، وهم يشكلون تهديدا رئيسيا علينا التركيز عليه، ولا أقصد الخوض فى تعقيدات هنا، ولكن، ما التداعيات لكل من هذه التهديدات الآثار الثانوية لها؟

 

ذكرت الإخوان كواحدة من التهديدات، فإذا كانت مراكز الأبحاث فى الولايات المتحدة تعتبرهم جماعة إرهابية، لم لا يصنفهما الكونجرس والبيت الأبيض كذلك؟

 

- إنك تفترض أن مراكز البحث فى واشنطن ترى الإخوان المسلمين على أنهم تهديد. هذا ما نؤمن به نحن، وهناك مراكز بحثية فى واشنطن ترى أن الإخوان المسلمين يشكلون تهديدا، ولكن ما يجعل الإخوان فريدون من نوعهم هو تكوين هذا التنظيم. إنهم لا يطلقون النار على الناس وحسب، أو تجد عضوا فى جماعة الإخوان المسلمين يفجر قنبلة فى مترو الأنفاق الروسى، ولكنهم ينظرون للأمر بشكل مختلف، ففى مصر تم انتخاب الإخوان المسلمين. وهم يقدمون مساعدات إنسانية وأصبحوا مؤسسة سياسية، مما يجعل الأمور صعبة بعض الشىء ولا يمكنك ببساطة أن تطقطق أصابعك وتقترح أن نصنفها كتنظيم إرهابى. إنها عملية كاملة، وبالإضافة إلى ذلك، وهو الأهم، ارتأت إدارة أوباما أنه يجب دعم جماعة الإخوان المسلمين لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط.. ولهذا السبب.

وبالذات فى مصر.

- صحيح. ولهذا السبب، لم تكن إدارة أوباما أن توافق أبدا على تصنيف الإخوان المسلمين ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية، لدينا الآن إدارة جديدة، وقد ذكر الرئيس ترامب مرارا وتكرارا أن جماعة الإخوان المسلمين هى تنظيم إرهابى وينبغى تصنيفهم على هذا النحو، هناك العديد فى الكونجرس الذين لا يتبنون هذا الرأى، وهناك العديد الذين يشاركون الرئيس الرأى ذاته. أنا شاركت منذ عام 2013 فى صياغة تشريعات لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، جزء من المشكلة.
 

مع الكونجرس؟

 

- أنا بنفسى مع الكونجرس. جزء من المشكلة هو أن علينا بعض القيود الدستورية، ففى أى مرحلة قد نكون تخطينا خط الحريات الدينية التى أمامنا؟ فهذه هى العراقيل التى كما نتعامل معها فى السنوات الماضية بينما كنا نحاول إضافة الإخوان للقائمة.
 
وفى كل عام تعرض تشريعا جديدا، فى بعض الأحيان يكون هذا التشريع جيد ولم يُمرّر فى المرة الأخيرة، ونعيد تقديم التشريع أو يعيد الكونجرس عرض التشريع ذاته. ما قمنا به هو أننا حسّناه بشكل مثالى مع مرور الوقت. وأعتقد أن التشريع الحالى، بما أن ماريو دياز، بالارت فى مجلس النواب والسيناتور تيد كروز فى مجلس الشيوخ، وضع تشريعات جيدة حقا، وينبغى أن تكون قابلة للتمرير، وسوف يوقع عليها ترامب إذا مررها الكونجرس، ثم يرسلها لوزير الخارجية، حيث يجب أن تذهب، ولكن الجزء الأكثر إحباطا هو أن هذا لن يحدث فى أول 100 يوم، ولا حتى فى السنة الأولى، ولكنه سيحدث بالتأكيد خلال العامين الأوليين. دعنى أعيد الصياغة، أنا أسحب كلامى، أنا متفائل ولكن يحدونى الحذر فى احتمالية أن يحدث هذا فى العامين الأوليين، ولكن من وجهة نظرنا، من وجهة نظر أمريكية، الرئيس يهتم بالرعاية الصحية، هذه هى الأشياء التى صعّدها فى حملته، إنه يهتم بالضرائب ويهتم ببعض.
 
لديه أولويات أخرى.
- لديه أولويات معينة عليه أنه يعمل عليها فى أول 100 يوم.
وليس الإخوان.
- لأننا انتقينا أول 100 يوم اعتباطيا لنر ما يمكن عمله.
إذن فهو ليس أولوية الآن.
 
- إن الأمن القومى أولوية للرئيس ترامب، فلا أريد أن أظهره بأنه ليس أولوية، إن الجزء الخاص بالإخوان المسلمين فى إطار الأمن القومى ليس أولوية فوق الرعاية الصحية والضرائب وما إلى ذلك. سيستغرق وقتا، وسيتطلب جهدا سياسيا وإرادة سياسية ليحدث.

ولكنك متفائل بأن إدارة ترامب جادة لتفعلها؟

 

- نعم.
 
وهذا يوضح للعالم.
- يوضح للعالم أننا نتحرك خارج إطار العداوة بين إدراتى أوباما والسيسى، ويظهر للعالم أننا مستعدون لإعادة النظر للعلاقة وتشكيلها مع الحليف الرئيسى فى المنطقة، وهى مصر.
 
لا يجب أن تكون عالم ذرة لتفهم ما يحدث فى الشوارع، ربما لن يحدث شيئا، وربما سيحدث شيئا ما، لا ندرى. ما حدث فى مصر فى نهاية المطاف هو أنه انتخب الرئيس مرسى والإخوان المسلمين، ولعلك أكثر قدرة على الإجابة منى بما أننى غريب، لم حدث هذا؟ ولكن يبدو لى أن الإخوان المسلمين فى تلك المرحلة الزمنية كانوا هم الجماعة الأكثر تنظيما، وبالتالى تمكنوا من الفوز، ولكن، ما حدث بعد ذلك، عندما اتخذت الأمور منعطفا سيئا بسبب الإخوان المسلمين، تدخل المشير عبدالفتاح السيسى، وكلانا يعلم ما حدث بعد ذلك.
 
كانت لى محادثة فريدة جدا عام 2011 أثناء ما نسميه انتفاضة القاهرة مع عضو فى الكونجرس، كنا نتناول العشاء وسألته عما سيحدث بشأن السلام مع مصر، نظر إلىّ وقال: «إيلى، كان لدينا سلام مع مصر على مدى الـ30 سنة الماضية، ما الذى يجعلك تعتقد أن شيئا ما سيتغير الآن»؟
 
ليس لرئيس أمريكى أن يقول أو أن يؤثر على ما يجرى فى مصر. إذا دعمناكم، فسندعمكم مهما كانت الخيارات التى قررها الشعب المصرى. وإذا لم ندعمكم، لا بأس، هذا حقنا، ولكن لا يمكننا التأثير على ما يحدث فى الدول الأخرى، إن هذه هو ما يكونه الحزب الديمقراطى إلى حد ما، بشأن بوتين وانتخاباتنا، لا يمكنك أن تذهب لبلد آخر والتأثير على ما يحدث على الأرض.
 
وعندما فاز السيسى فى الانتخابات الرئاسية، وضع الرئيس أوباما فى ذلك الوقت حليفا رئيسيا لنا فى المنطقة فى آخر اهتماماته وأغلق الباب. كنت أعمل مع مجلس الشيوخ عندما كان ذا أغلبية ديمقراطية وكانوا يسيرون جنبا إلى جنب مع السيناتور لاهى وإدارة أوباما ويحجبون أى دعم، أى دعم حقيقى لمصر.
 
الإجابة عن سؤالك القصير طويلة جدا، ولكن ما يحدث الآن يظهر للعالم أننا الآن نترك خلفنا كل العلل التى كانت تحملها إدارة أوباما تجاه مصر. نحن الآن نعمل معكم لإعادة بناء بلدكم واقتصادكم، ولكن الأهم من ذلك هو تحقيق الاستقرار فى الشرق الاوسط، لأننا نعرف كأمريكيين، وكذلك الرئيس ترامب، أنه فى سبيل تحقيق الاستقرار فى المنطقة يجب أن تكون مصر فى الطليعة.
 

أشكرك. قلت إنه علينا أن نترك خلفنا مرحلة أوباما. ما الذى يمكن أن يفعله ترامب بشأن الاقتصاد والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID؟

 

 
- أعتقد أن الرئيس ترامب فى موقف فريد من نوعه، لأنه رجل أعمال، فهو ليس سياسيا، ويبقى أن نرى ما سيحدث فى نهاية المطاف، لكنه يدرك أنه من أجل السماح لمصر بأخذ زمام المبادرة فى هذه المعركة التى نواجهها حاليا، يجب إعادة بناء اقتصادها، أعتقد أن هناك حاجة ماسة للخطوة الأولى لخلق بيئة تشجع الاستثمار الاقتصادى فى مصر.

وما الذى سيجنيه ترامب من مساعدة مصر، فهو رجل أعمال كما ذكرت؟

- يسألنى معظم الأجانب الذين أتحدث إليهم السؤال ذاته، أوروبيون كانوا أو أعضاء برلمانات محتلفة أو أماكن أخرى، ماذا تعنى «أمريكا أولا»؟ هل لم تعد إدارة ترامب تهتم بالحلفاء الرئيسيين؟

 

كانت سياسة إدارة أوباما هى خلق بيئة عالمية لا بلد فيها أكبر من الأخرى. وترى ذلك فى الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، حيث كان يحاول إحباط إسرائيل قدر ما يستطيع من خلال التأثير على انتخاباتهم وعلى السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل ودعم الفلسطينيين بأى شكل من الأشكال فى محاولة لخلق ما يدعوه «التكافؤ»، عندما وصل الرئيس ترامب للرئاسة، وفى تصريحاته، ما كان يحاول عمله من خلال «أمريكا أولا» هو أنه من مسؤوليتنا أن نهتم بمصلحة الولايات المتحدة أولا، أعنى قبل كل شىء. نحن لن نقلق على الاقتصاد المكسيكى عندما نريد أن نعود بمصانعنا إلى أمريكا، نحن لن ننظر فى الاتفاقيات التجارية متعددة الأطراف، لأن كثيرا ما ينتهى الحال إلى أن يفوز، ويخسر الكبير، ويفوز الصغير. ما يريده هو خلق بيئة تضع فيها السياسات أمريكا أولا.
 
من الناحية النظرية، كان الرئيس أوباما يريد الشىء ذاته. ومع ذلك، فما كان يتطلع إلى القيام به هو خلق بيئة يمكن فيها أن نهتم بحلفائنا ويمكن ألا نفعل. دعنى أعد الصياغة، لا يهم من هم حلفاؤنا ما دامنا نحاول خلق بيئة كل شىء فيها يجرى على قدم المساواة.
 
بالعودة إلى مصر، يقول الرئيس ترامب «أنا أهتم بأمريكا أولا ولكن علينا أن نعيد النظر فيمن هم حلفاؤنا»، لأن حتى بلد كالولايات المتحدة لا تستطيع أن تحارب داعش أو خلق الاستقرار فى الشرق الأوسط من تلقاء نفسها، لا يمكنها إعادة بناء الاقتصاد فى مصر بينما هى تعانى وحدها، يجب أن تكون بيئة نساعد فيها بعضنا البعض، نحن لن نعيد بناء اقتصادكم، فعليكم أن ترغبوا فى إعادة بناء اقتصادكم، يجب أن ترغبوا فى العمل معنا، فهذا مفيد لأمريكا ولمصر، وليس مصر فقط أو أوروبا فقط أو كندا فقط، يجب أن يكون التعاون مفيدا للطرفين.
 
إن أحد العراقيل الكبيرة فى حربنا فى مصر هى الإعلام الذى تدعمه بعض الدول فى المنطقة، مثل قطر وتركيا، اللذين يدعمان الإرهاب.

هل تعتقد أن هذه الإعلام أو هذه الدول يمكن أن تكون جزءا من الحرب؟

 

- لا مجال للشك فى هذا عندما يكون لديك إعلام لديه أجندته الخاصة.

 

مثل الجزيرة؟

 

- فعلا. هى لديها أجندتها الخاصة، وهى أجندة مضادة أو عكسية لإحلال الاستقرار وجهود محاربة المسلحين، بما فى ذلك الإخوان المسلمين، أو هى فعليا تدعم جماعة الإخوان المسلمين، وهذا بالطبع جزء من الحرب، إنها حرب إعلامية، وهى كذلك حقا، لدينا حرب تكنولوجية وحرب إعلامية، وهناك الأحاديث عن الإعلام الكاذب و«الأخبار الزائفة»، وهو التعبير الذى لا يروق لى كثيرا، بالطبع هذا لا يجدى نفعا، لا أحد يطلب من قطر أن تدعم الرئيس السيسى، ولكن فقط مطلوب التغطية الدقيقة، هذه هو الشىء المهم. مجرد تقديم التقارير الإخبارية بشكل دقيق، والشىء نفسه هنا، فقط قدم الأخبار بشكل دقيق، لأن تقديم الأخبار بشكل غير دقيق يشجع الدول التى تدعم الإرهاب بشكل ما فى الشرق الأوسط، أو بوتين والروس فى سياق الولايات المتحدة.

ولكن هل تعتقد بشكل شخصى وكباحث ينظر للأمور على الأرض وليس فقط نظريا أن قطر تدعم الإرهاب؟

- أعتقد أنه موجود بالتأكيد، دعمهم للإخوان المسلمين وآخرين يساعدون الإرهاب بالتأكيد. نعم، لا يوجد شك فى هذا.
 

ماذا عن تركيا؟ هل ينطبق عليها القاعدة نفسها، لاسيما أنها تستضيف أعضاء الإخوان؟

 

- حسنا، أردوغان عضو فى الإخوان المسلمين بشكل واضح، عضو لا يخجل فى الإخوان، هذا ليس بالشىء الجديد. وتركيا دولة فريدة للغاية. هل ينبغى أن تكون جزءا من الناتو؟.. هذا أمر يمكننا النقاش بشأنه، فهم لا يساعدون القضية.. وهذا ما يقال الآن، إنهم الشريط التجارى الأكبر لحكومة إقليم كردستان، وكردستان فى طليعة هذه المعركة ضد داعش فى منطقتهم. وهذا ما يجعلها حالة فريدة للغاية، والسؤال المهم الذى طالما واجهته فيما يتعلق بتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية، هو ما الذى سنفعله بشأن تركيا؟ كيف نوفق هذا الوضع؟ كيف يمكننا العمل مع قطر؟ كيف يمكننا العمل مع هذه الدول؟ فلو لم تكن حكومتها من الإخوان، فإنها حكومة كما ذكرت داعمة للإخوان المسلمين. كيف سيؤثر هذا بطريقة أو بأخرى؟
 
لذا هذه هى التهديدات الوشيكة الأكبر، وعندما تلقى نظرة على التعامل مع التهديدات الثانوية، سأسميها هكذا وسيتجادل الناس حول هذا المصطلح، فربما لا يكون تهديدا ثانويا، ثم سيتعين عليك أن تنظر إلى تركيا أيضا وترى ما نفعله مع تركيا قطر وهكذا. ولو استطعت أن تضعهم معا، مثلا تحالف من الدول الشرق الأوسط الراغبة فى العمل معا لمواجهة الإسلام الجهادى، الراغبة والمستعدة لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط، سترى أن السعودية تحاول بناء تحالفا بينما نحن نتحدث. ونحن نعمل على ذلك، وسأرسل لك نسخة من الوثيقة، وهو ما نسميه «معاهدة منظمة الخليج والبحر الأحمر»، وهى بالأساس أشبه بناتو شرق أوسطى، والعديد من هذه الدول ستكون جزءا منه، لكن من وجهة نظرنا، نحتاج لأن تكن مصر فى المقدمة، أنت بالفعل تحتاج أن تكون مصر فى الطليعة، وهذا موقف معقد للغايةو ولا يوجد شك فى هذا، أن تركيا تهديد كبير وهى تهديد فى الوقت الحالى، لا يوجد شك فى هذا، إنها تهديد. والسؤال التالى هل هى تهديد مثل هذا الذى تمثله إيران؟ هناك بالتأكيد مستويات مختلفة من التهديد.
 
نعم حسنا، الأمر كله يتعلق بالأولويات.
- إيلى، حسنا، لن أقول أولويات، لأن الأولويات تعنى أننا سننظر إلى الأولى أولا، ثم سننظر إلى الثانية وهكذا. لا، عليك أن تنظر إليهم جميعا فى نفس الوقت. يجب أن تكون قادرا على السير ومضغ العلكة فى نفس الوقت. والسؤال التالى، ماذا سنفعل حيال كل واحدة. فى بعض الأحيان، طالما أنت تعرف ما يفعلونه، يكون هذا كافيا. أنا لا أقول أن هذا ما ينبغى أن نفعله، فقط دعهم يذهبون وراقبهم، لكن هناك تهديدات محددة عليك أن تتعامل معها اليوم وتركز عليها وهى التهديدات الوشيكة بدرجة أكبر. والتهديد الوشيك فى رأيى هو إيران.
بالتأكيد، سأدعى شخصيا أن مصر تحتاج لأن تتولى القيادة فى هذا الشأن، لكن بعض الدول الأخرى لديها طريقة مضحكة فى التعامل مع هذا، بشأن من سيتولى القيادة، لذا يمكننا أن نلقى نظرة على الاتحاد الأوروبى على سبيل المثال، فمقره فى بروكسل، ثم بعد ذلك لديه مقر فى ستراسبورج ثم هذا المقر فى ألمانيا، وهكذا، لذلك من الواضح أن هذا يجب أن يكون منظما، فبمجرد أن يصبح الجميع مستعدين للجلوس على الطاولة، يجب أن يكون ذلك مقسما. وسبب قولى هذا هو أن ما تراه كتهديد اليوم ربما يكون من الممكن وقفه لو أصبح جزءا من التحالف الذى أشرت إليه سالفا.

هل تعتقد أن إدارة ترامب ستتخذ خطوات ضد هذه الدول.. تركيا وقطر؟

- أعتقد أن الرئيس، ولأنى أعرف وزير دفاعه، كان ينظر إلى هذه الدول بجدية ويحاول وضعها معا فى استراتيجية للتعامل معها. فى الماضى، لم تكن تلك قضية حزبية للديمقراطيين أو الجمهوريين. فالإدارات فى الماضى كانت تنظر إلى كل دولة بشكل مستقل، ماذا سنفعل مع قطر؟ ماذا سنفعل مع تركيا؟ ماذا سنفعل مع مصر؟ هذه الإدارة، وفى ظل وزير الدفاع، وآخرين يقدمون المشورة لها، تلقى الآن نظرة على الشرق الأوسط وتنظر إلى المنطقة، تنظر إلى المنطقة بأكملها وتقول ماذا سنفعل. ماذا سنفعل كخطة شاملة، بدلا من النظر إلى كل دولة من هذه الدول بشكل مستقل، لكن الآن، تركيا قصة مختلفة لأنها عضو فى الناتو، وهى أكبر، وهكذا، لكنهم، ينظرون إليها من منطلق الاستراتيجية الكبرى ولا يتعاملون مع كل دولة بشكل فردى.

لو كنت فى اجتماع مع الرئيس السيسى، ومن منطلق منصبك كباحث ورئيس لهذا المركز، ما النصيحة التى سترغب فى أن تقدمها له؟

 

- حسنا ستكون النصيحة له العمل مع الولايات المتحدة لإنشاء معاهدة منظمة الخليج والبحر الأحمر، أو ناتو الشرق الأوسط، ومن المهم أن ترى كيف يمكننا العمل معا لتحقيق الاستقرار لمكافحة الإرهاب. وهذا أولا وقبل كل شىء، وبمجرد أن نفعل هذا فستكون خطوتى التالية، أو ربما بالتزامن مع الأولى، وضع خطة تجارية شاملة مع الولايات المتحدة لأن الاقتصاد جزء مهم مثل مكافحة الإرهاب، فلو لم تستطع أن تطعم شعبك، هكذا يزداد الشعور، فإن هذا لن يؤدى إلا إلى مساعدة الإرهاب بدلا من مساعدة البلاد.
نعم، شكرا جزيلا لك إيلى.
 
 
 
 
 
 
عدد اليوم السابع (1)
 
عدد اليوم السابع (2)
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة