كغيرها من قرى الجمهورية، عانت قرية البساتين التابعة لمركز بنى سويف على مدار سنوات طويلة من انتشار للمياه الجوفية داخل شوارعها، وأصبحت منازلها مهددة بالانهيار بعدما تصدعت حوائطها بفعل غرقها بالمياه الجوفية المخلوطة بمياه الصرف الصحى.
محطة الصرف الصحى بالبساتين
معاناة 4 آلاف نسمة مع مشاكل الصرف الصحى بقرية البساتين
أكثر من 4 آلاف نسمة هم سكان قرية البساتين التابعة لمركز بنى سويف، ظلوا طيلة سنوات يهرولون نحو مكاتب المحافظين السابقين والمسئولين وأعضاء مجلس النواب، بحثاً عن بارقة أمل بضم قريتهم ضمن موازنة وخطط الدولة لإنشاء محطة صرف صحى، إلا أن كافة مساعيهم كانت تقابل بالمسكنات كبقية قرى المحافظة المحرومة من خدمات الصرف الصحى.
البداية كانت أبريل الماضى، عندما فكر المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف فى إيجاد طرق غير تقليدية لمشكلة الصرف الصحى بقرى المحافظة، بعدما وجد أن تلك القرى تعانى من طفح شديد للمياه الجوفية المخلوطة بمياه الصرف، ووقع وقتها محافظ الإقليم برتوكول تعاون مع مؤسسة نهضة بنى سويف لتنفيذ المحطة، بتكلفة حوالى 4 مليون.
"اليوم السابع" داخل محطة الصرف الصحى بقرية البساتين
اليوم السابع رصد نتاج عمل استمر 9 أشهر داخل محطة الصرف الصحى وشوارع قرية البساتين التابعة لمركز بنى سويف، فعلى مساحة 400 متر تم التبرع بها من أهالى القرية أقيمت المحطة المتنقلة الفريدة من نوعها داخل محافظة بنى سويف، حيث تعتمد على تكنولوجيا(MBR) نموذجا لتطبيق وحدات المعالجة المدمجة والذى يتميز بقلة مساحة الأرض المطلوبة للإنشاء وجودة المياه المنتجة من المعالجة (معالجة ثلاثية)، فضلاً عن إمكانية استخدام الناتج من المواد الصلبة كسماد عضوى.
مدير المشروع: الأولى من نوعها بنظام Mbr
التقى اليوم السابع بمدير المشروع المهندس محمد عودة أحد موظفى مؤسسة نهضة بنى سويف، والذى أكد أن المحطة هى الأولى من نوعها بنظام "Mbr"، مشيرا إلى أن العمل داخل المحطة استمر طيلة 9 أشهر بداية من أبريل الماضى، حيث تم عمل شبكات إنحدار بطول 3 كيلومترات وتم تركيب 300 وصلة منزلية داخل منازل القرية، مشيراً إلى أن أعمال حفر الانحدار وتركيب المواسير استمرت حوالى مائة وعشرة أيام.
جانب من المحطة
مكونات المحطة
وأضاف المهندس محمد عودة أن المحطة مكونة من خزان التعادل والحمأة المطرودة وخزان المياه المعالجة وقاعدة وحدة المعالجة وخزان التعادل والذى يعمل على زيادة السعة الاستيعابية للمحطة وخزان الحمأة المطرودة والذى يعمل على زيادة السعة الاستيعابية للمحطة وخزان المياه الخاص بالمعالجة.
وأضاف مدير المشروع أن المحطة مصممة على أساس إقامة مجموعة من المحابس فى مدخل خزان المحطة للتحكم فى كمية المياه الواردة من خط الطرد، مشيراً إلى مبنى المحطة ذاتها تم نقله وتركيبه، وأنه من المحتمل أن تكون مبانى المحطة المخطط بناؤها من الخرسانة.
من جانبه، قال المهندس سعد وهيب أسعد، أحد المهندسين بالشركة المنفذة للمشروع فى تصريحات "اليوم السابع"، إن فكرة المحطة تقوم على رفع المياه من الخزانات الأرضية، إلى حوض تصفية الرمال ثم تدخل المياه بعدها إلى المصفاة حتى لا تسمح بمرور المواد الصلبة إلى حوض مزج الحمأة مع المياه.
خزانات المحطة
وأكمل المهندس محمد عودة، أن المياه تخرج من حوض التهوية إلى أحواض الفلترة، عبر ماسورتين، حيث يتم عمل معالجة للمياه، وفصل المياه التى تمت معالجتها.
وأضاف مدير المشروع أن من مميزات المحطة أن 70% من الحمأة الموجودة فى المياه هى حمأة راجعة تستخدم مرة أخرى، مشيراً إلى أن الحمأة الصلبة يتم إرسالها إلى محطة الصرف الصحى بالصحارة لاستخدامها مرة أخرى.
أهالى قرية البساتين: "الحلم اتحقق والمحافظ أنقذنا"
وعلى جانب آخر،التقى "اليوم السابع" عددا من أهالى قرية البساتين التى كانت تعانى على مدار سنوات من تصدع المنازل بفعل المياه الجوفية لعدم وجود شبكات صرف صحى بالقرية.
قال طه محمد عبد المجيد أحد أهالى القرية لـ"اليوم السابع" نعانى منذ سنوات من مشكلة المياه الجوفية وغرق المنازل وتصدعها، فمنازل القرية كانت عائمة على المياه حتى فترة قريبة"، مشيراً إلى أن المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف أنقذ أكثر من 4 آلاف نسمة.
جسم المحطة
ومن جانبه، أضاف أشرف محمد محمد مدير مدرسة قرية البساتين "المحافظ أخبرنا بأن المياه التى ستخرج من المحطة سيعاد استخدامها مرة أخرى لرى الأراضى الزراعية"، مشيراً إلى أن مشروع المحطة كان حلم للأهالى القرية، قائلا:" تعبنا من ردود المسئولين، والقرية لم تكن مدرجة فى خطة الصرف الصحى".
أما أيمن مهدى معوض موظف بمرفق الإسعاف ومن أهالى القرية فيقول: " إحنا كنا بنحفر مجرى صغير فى وسط الشوارع لشفط مياه الصرف الصحى والمياه الجوفية، وأقل منزل كان بيدفع أكثر من مائتى جنيه أسبوعيا لسيارات الكسح".
المبنى المتنقل
وأضاف مهدى:" الوضع داخل القرية اختلف الآن فبعد ربط المنازل بمحطة الصرف جفت المياه الجوفية من منازل وشوارع القرية، ورمم الأهالى بترميم المنازل والعودة إلى المنازل التى تركها البعض لغرقها بمياه الصرف الصحى، مشيراً إلى أن الأهالى شاركوا بمجهودهم فى حفر الانحدارات الموجودة بالقرية.
محافظ بنى سويف: نسعى لتعميم الفكرة فى 40 قرية أخرى
من جانبه، أكد المهندس شريف حبيب محافظ بنى سويف أن المشروع تم تنفيذه فى وقت قياسى، 9 أشهر فقط، وبتكلفة أقل كثيرًا مقارنة بمشروعات الصرف الصحى التقليدية، بجانب قلة المساحة التى تم استخدامها ومشاركة المجتمع المدنى فى التمويل والأهالى فى التنفيذ.
وأضاف أنه سيتم تطبيق وتعميم هذه التجربة فى 40 قرية بواقع قرية من كل مجلس قروى لتكون إسهامه كبيرة فى حل مشكلة الصرف الصحى بقرى وعزب ونجوع المحافظة
وأكد المحافظ أن فكرة مشروع الصرف الصحى بالبساتين، فكرة غير تقليدية تهدف إلى مشاركة مؤسسات المجتمع المدنى الأهالى مع الدولة فى حل المشكلات دون الانتظار لموازنة الدولة أو الخطط المدرجة.
وأشار المحافظ إلى أن التجربة ترتكز على الحلول العلمية وغير التقليدية واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى تكوين منظومة صرف بالقرى حديثة ومتكاملة وإعادة استخدام مياه الصرف بعد معالجتها بنظم وتقنية متقدمة، مشيراً إلى أن هذه المنظومة تعتمد فى تمويلها على المشاركة المجتمعية والاستعانة بالخبرات والكوادر العلمية.
محطة الصرف بالبساتين
أحواض محطة البساتين
جانب من أحواض المحطة
الأحواض
أحواض التهوية
مبنى المحطة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة