كل يوم هناك جديد فى العالم، ولا يتوقف العلماء والأطباء عن التجريب وتوظيف أكثر التقنيات دقة فى الطب، وتمثل جراحات نقل وزرع الأعضاء واحدة من أكثر إنجازات العلم والطب.. وبعد نجاح زراعات القلب والكلى والكبد، اقترب الطب من إنجاز عمليات زرع الرأس.
فى فيلم «اللى بالى بالك» تم نقل رأس إنسان إلى جسد آخر، و تداخل مخ المجرم مع جسم الضابط ورأسه.. وفى السينما والدراما العالمية عشرات الأفلام والمسلسلات عن نقل رأس إلى جسم آخر.. وبعضها يختلط فيه الفكاهى بالواقعى.. لكن زرع الرأس يمثل قفزة أخرى فى سجل عمليات زرع الأعضاء.
من الخيال إلى الواقع قرر الشاب الروسى، فاليرى سبيدينوروف، أن يكون أول متبرع لأول عملية زرع رأس كامل فى جسد آخر.. خلال أعياد الميلاد القادمة الجراحة يقودها الجراح الإيطالى سيرجيو كانافيرو، المتخصص فى العمليات العصبية المتقدمة، ويشارك فيها 80 جراحًا، وتستغرق 10 ساعات، حسب موقع «ساينس تايمز، تتكلف 10 ملايين دولار، وتشمل توصيل آلاف الأوعية الدموية والأعصاب والألياف العصبية والأعصاب.
العملية تشمل قطع الرأس وسحب النخاع الشوكى للراغب فى إجراء العملية، ونقلهما إلى جسد توفى حديثا، ثم تحفيزهما فيه عن طريق النبضات الكهربائية بعد شهر من الغيبوبة.
يريد فاليرى نقل رأسه إلى جسم آخر، ويقول إنه يشعر بالملل من وضعه الحالى، حيث يعانى من شلل ويتنقل على كرسى متحرك، وبالتالى أعلن استعداده ليكون أول من يخضع لعملية زرع الرأس، وبالرغم من معارضة صديقته وبعض من حوله باعتبار أنه يخضع لعملية خطرة قد تنتهى للموت.. لكن فاليرى يراهن على نجاح العملية، وتصل نسبة النجاح إلى %90.. خاصة أن هناك تجارب ناجحة لعمليات زرع الرأس فى الحيوانات، بدأت بالفئران، وانتهى إلى القرود، وهى المرحلة السابقة للتطبيق على البشر.
زرع الرأس مثل غيرها من الجراحات والتجارب العلمية تثير مناقشات حول التجريب وأهمية أخلاقيات العلم وعدم تحويل البشر إلى حقول تجارب، بينما يرى أنصار التجريب أن المتطوعين دائما كانوا يقدمون خدمات للبشرية بقبولهم أن يكونوا أول من يتعرض للخطر.. ولولا شجاعة الرواد ما كانت هناك مثل هذه الخطوات، التى تخدم البشرية. زرع الرأس، آخر محطات جراحات زراعة الأعضاء وأكثرها إثارة، يثير أسئلة وجودية عن عقل يفكر فى جسد آخر، وكيف يكون سلوك الجسد مع عقل آخر.. وهو أمر تختلط فيه الفكاهة بالدراما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة