عقد الرئيس الصينى شى جين بينج، قمة مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب، وذلك فى زيارة رسمية إلى أمريكا استمرت يومين وتنتهى اليوم، وتحدث الطرفين نحو التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين والولايات المتحدة فى ظل العديد من القضايا الأخرى. وأن تعميق التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين لا يعود بالمصلحة على الشعبين فقط، وأنما يعود على الاقتصاد العالمى.
ومن جانبه قال الرئيس الصينى شى جين بينج، إنه مستعد للعمل مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب من أجل دفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى الأمام من نقطة بداية جديدة، وأثناء الاجتماع مع ترامب فى منتجع مار إيه لاجو فى فلوريدا، قال شى أن "هناك آلاف الأسباب لجعل العلاقات الصينية الأمريكية ناجحة وليس هناك سبب واحد لقطعها".
وذكر الرئيس الصينى، أنه منذ تطبيع العلاقات بين الصين والولايات المتحدة قبل 45 عاما، فإن العلاقات الثنائية، حتى مع تعرضها لتقلبات، قد حققت تقدما تاريخيا وجلبت منافع براجماتية وهائلة للشعبين.
وأضاف الرئيس الصينى أن تعزيز العلاقات الثنائية فى الأعوام الـ45 القادمة يتطلب تصميما سياسيا والتزاما تاريخيا من قادة البلدين.
كما وجه الدعوة للرئيس ترامب للقيام بزيارة دولة للصين خلال عام 2017 .
وقال مسئولون إن ترامب قبل الدعوة شاكرا وأعرب عن الأمل فى القيام بالزيارة فى أقرب وقت.
عند إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة فى عام 1979، كان حجم التجارة الثنائية 2.5 مليار دولار فقط، وفى عام 2016، يرتفع إلى 519.61 مليار دولار. من بينها، شهدت الطائرات والمعدات الطبية والمنتجات الزراعية وغيرها من المنتجات الامريكية طلبا قويا فى الصين، ودخلت قهوة ستاربكس وماكدونالدز وبيتزا هت وول مارت الكثير من حياة الشعب الصينى اليومية. وبالمثل، يستفيد المستلك الأمريكى من الملابس ولعب الاطفال والمعدات الكهربائية وغيرها من السلع الاخرى التى تجمع بين الجودة والسعر المنخفض.ويرى رئيس غرفة التجارة الامريكية الصينية شى تشن، أن اختيار السوق جعل الاقتصاد الصينى والامريكى متكاملين ومترابطين الى حد كبير، وقد شكلت العلاقات التجارية بين البلدين ونمط المصالح "موجود حيث أنت موجود، وانت موجود حيث انا موجود، لا احد ينفصل على احد".
وأشارت باحثة بمركز أبحاث الإقتصاد العالمى بالمعهد الصينى للعلاقات الدولية المعاصرة، تشن فنج يينج، إلى أن التنافس والتكامل الاقتصادى بين الصين وامريكا موجود على المدى الطويل. " فى الماضي، يعكس التكامل الاقتصادى والتجارى بين البلدين فى "تصدير أمريكا راس المال الى الصين، وتصدير الصين المنتجات الى أمريكا"، والآن، تحسنت الصين بشكل كبير من حيث الفضاء وتطبيقات الانترنت والبنية التحتية والقدرات التصنيعية، وينعكس التكامل التجارى بين الصين وامريكا ايضا بتوفير المزيد من السلع العامة والراس المال والخبرة فى التنمية ومفهوم مستوى الحوكة العالمية وغيره."
وأضافت تشن فنج يينج: " لا يحتاج الجانبان إلى مثل هذا التكامل فقط ، وإنما يحتاج إليه الاقتصاد العالمى أيضا."
إذن، ماذا يعنى تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين وأمريكا بالنسبة للاقتصاد العالمي؟ يشير الخبراء إلى أن سكان الصين وأمريكا يمثلان 23٪ من سكان العالم ، ويمثلان 40 ٪ من اجمالى الناتج الاقتصادى العالمى، وتشكلان 1/5 من الصادرات العالمية، و 30٪ من الاستثمار الاجنبى ورؤوس الاموال الاجنبية العالمية، وبالتالى تعميق التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين وأمريكا غير مواتية للشعبين فقط، ولكن سيحقق إيجابية كبيرة فى الاقتصاد العالمى أيضا.
وقالت تشن فنج يينج: "مستوى التعاون الاقتصادى والتجارى بين الصين وأمريكا سيكون له تاثير مباشر على عملية الانتعاش الاقتصادى العالمى.
وفى الوقت نفسه، أشار العديد من المراقبين فى الداخل والخارج أيضا إلى أنه على الرغم من أن اللقاء من غير المرجح أن تحل كل المشاكل، ولكن زيارة الرئيس شى ستساعد بلا شك فى تحسين التفاهم وتوسيع التوافق بين البلدين، والسعى لتحقيق الفوز المشترك، وذلك لانشاء بيئة خارجية للصناعات والتجارات والاستثمارات الجديدة فى اقتصاد عالمى، ويمكن القول، فى ظل اهتمام الاقتصادات الرئيسية المتزايد بالاقتصاد الحقيقى وانتعاش الصناعات التحويلية، فإن أهمية قمة الصين وأمريكا كبيرة وواضحة لتعزيز الانتعاش الاقتصادى العالمي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة