يترقب الجميع الزيارة المهمة للبابا فرانسيس الأول، بابا الفاتيكان، إلى مصر، خلال يومى 28 و29 من شهر إبريل الجارى، وهى زيارة تاريخية، لأنها الأولى له منذ توليه مسؤولية الكنيسة الكاثوليكية، ولأنها تأتى فى وقت مهم بالنسبة لمصر.
بالطبع هذه الزيارة ستنعكس بشكل كبير على العلاقات بين الفاتيكان والقاهرة والتاريخ القوى بينهما، فضمن فعاليات هذه الزيارة الاحتفال بمرور سبعين عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بينهما.
أما الجزء الأهم، وحتى نستفيد تماما من هذه الفرصة، علينا أن نعترف بأننا فى حاجة لهذه الزيارة، لأنها ستفتح بابا كبيرا لتقديم صورة جيدة عن مصر ومجتمعها، فكل كلمة سيقولها ذلك الرجل سيسمعها الملايين وسيتأثرون بما يقوله.
لكن قبل مجىء البابا، هناك أشياء كثرة يجب إدراكها، لو أحسنا التعامل معها، فإن ذلك سينعكس بالخير على مصر فى جميع المستويات، وعلى رأسها المستوى السياسى.
أول هذه الأشياء يجب أن يكون الاستقبال والاحتفاء ببابا الفاتيكان كبيرا ومشرفا يليق بما نتوقعه من هذه الزيارة.
ثانيا: لا أعرف هل يتضمن جدول زيارة البابا الجامع الأزهر أم لا، لكننى أتمنى ذلك، فوجود البابا فى الجامع الأزهر سيكون شهادة مهمة على أن مصر نموذج الإسلام، بعيدا عن التطرف والنزاع الذى أصبح يقدم فى العالم الغربى على أنه صورة الإسلام، كما أن زيارة البابا للأزهر ستؤكد للجميع، خارجيا، مرجعية الجامع الأزهر فى الشؤون الإسلامية، وهو أمر مهم يؤكد الثقل السياسى لمصر.
لا أعرف أيضا هل يحتوى برنامج البابا على زيارة لأماكن سياحية، فذلك ضرورى حتى لو بصورة سريعة، لأن وجود فرانسيس الأول فى مكان مفتوح فى شوارع مصر سيؤكد للجميع أن مصر بلد الأمن والأمان، وأنها مستعدة دائما لاستقبال زائريها.
فى زيارته للكنيسة، يجب أن يلتقى البابا بالمواطنين العاديين، وأن يكون هناك حوار مفتوح مع الجميع، لأن وجوده داخل الأماكن المقدسة دون وجود المصلين العاديين سيقلل من الأثر المطلوب.
على الإعلام أن يتعامل مع البابا بصورة ودية، بعيدا عن التزاحم، لأن الرجل حتى لو كان يمارس دورا سياسيا، لكنه فى المقام الأول رجل دين يحمل رسالة سلام.
أتمنى أن يكون الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، معه طوال الساعات التى سيقضيها فى مصر، بدءا من استقباله فى المطار وانتهاء بتوديعه.
زيارة البابا فرانسيس إلى مصر مهمة جدا، ورغم أنها لا تتجاوز الـ 26 ساعة، لكن لو أحسنا توظيفها سيكون حدثا تاريخيا بمعنى الكلمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة