لطفى بوشناق ليس مجرد مطرب يتمتع بصوت قوى وصادق ولكنه عربى تونسى مثقف يشعر بكل الأوجاع التى يتوجع بها الوطن والمواطنون فى كل الدول العربية، ورسالته الفنية تتلخص فى العيش والحرية والكرامة، فهو يحمل مشروعا ومنهجا فى الغناء والموسيقى.
وخلال تواجده فى مدينة السلام شرم الشيخ لمشاركته فى مهرجان المسرح الشبابى كان لـ"اليوم السابع" معه هذا الحوار الذى تحدث فيه عن فنه ورسالته، وكشف عن مشروعه الغنائى المقبل فى مصر، إضافة إلى آرائه عن الإعلام والفن والسياسة وحكاياته مع بليغ حمدى وسيد مكاوى.
- فى البداية كيف ترى فكرة إنشاء مهرجان للمسرح الشبابى فى بقعة سياحية مصرية مثل شرم الشيخ؟
سعيد جدا بهذا المهرجان لأننى أشعر أن هناك وعيا ثقافيا لدى صناع هذا المهرجان، وهدفهم ربط الشعوب بالثقافة وبالفعل لا يوجد أقوى من الثقافة لتواصل الشعوب، وتثبيت الهوية ودعم اقتصادنا والقضاء على الإرهاب، ومثل هذا المهرجان الشبابى من أهم أهدافه احتضان الشباب المهمش وتعريفه بالثقافة ومشاركته فى الفعاليات، خاصة أن المهرجان به ورش تعليمية تثقيفية.. وعندما عرضت على إدارة المهرجان وافقت بدون قيد أو شرط وأتيت متطوعا بدون أجر لأن هذا دور من أدوار الفنان وواجب من واجباته أن يشارك بفنه فى التوعية الثقافية، وبرسالته الفنية يوعى ويثقف ويرفه أيضا.
أثناء الحوار
- هل يمكن القضاء على الإرهاب من خلال الثقافة؟
ليس هناك شك ولا يوجد حل آخر دون الثقافة، فنحن لا نملك غير ثقافتنا لمواجهة الإرهاب، لأن كل شىء حولنا بما فيه ما نرتديه من أزياء لا يعبر عن ثقافتنا، وما نأكله من وجبات فى مطاعم أمريكية بعيدة عن ثقافتنا، ولذلك لا يوجد لدينا غير المسرح والسينما والغناء والقصيدة ولغتنا بشكل عام فهذه هى أسلحتنا للمواجهة.
- لماذا أصبحت الأغنية العربية الأصيلة وغناء القصائد بعيدة عن مطربينا فى الوطن العربى، باستثناء قلة أنت منهم ما زالوا يحافظون على تقديم الكلمة واللحن والأداء معا؟
قال العلامة ابن خلدون معلم الشعوب: "تصل الشعوب إلى أسفل الدرجات بوصول فنانيها ومثقفيها، وترقى وتعلو إلى أسمى الدرجات بعلو فنانيها ورقيهم"، وهنا يجب أن نتعلم من هذا العلامة ومن مقولته ونسأل أنفسنا: ماذا يحدث الآن فى الساحة العربية؟ الإجابة أن الثقافة غائبة ولا يوجد لدينا ترابط ثقافى وهذا بدوره ينعكس على كل أمور الحياة بما فيها الفن.
احدى حفلات لطفى بوشناق
- غنيت ملمحا عن الربيع العربى فى أكثر من أغنية.. فما هو موقفك منه؟ وهل تراه ربيعا بالفعل؟
نختلف فى المسميات دائما ولا يفرق معى تسميته ربيع عربى أو خريف أو انتفاضة أو ثورة أو حتى مؤامرة، وأرى أننا لا يجب أن نقف عند المسمى، فما حدث حدث وهذه مشكلتنا كأمة عربية فى كوننا دائما نعيش على الأطلال، فيجب أن نفكر فى الآن ولا يهمنى كونها مؤامرة أو ثورة، ولكن يجب أن نفكر فى مستقبل أفضل لمجتمع قوامه الأخلاق، وأؤكد كلمة الأخلاق وعلى مقولة إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، وبجانب الأخلاق لا بد أن يكون لدينا ضمير فى العمل وانضباط واحترام للمرور، واحترام للجار واحترام للمهنة التى نعمل فيها، فلا بد أن نهيئ أنفسنا للعمل وترك الماضى بالأخلاق والانضباط والعمل.
جانب من الحوار
- هل ما زالت مصر حاضنة لكل الفنانين العرب؟
مصر مدرسة وكلية نتعلم منها، ولها فضل على الجميع فى المنطقة العربية ويحبها من يحبها ويكرهها من يكرهها، لكنها هى الدرع وصمام الأمان لكل العرب، ولذلك يجب أن ندعمها ونحافظ عليها ولو لا قدر الله حصل شىء ما فى مصر "باى باى الأمة العربية"، أما فيما يخص الاحتضان الفنى فهى تحضن بأيدى مفتوحة منذ فترة، ولكن الآن فى ظل القنوات والانفتاح الإعلامى صار هناك غياب حتى للفنانين المصريين، وأتحدث بصدق لأن هناك بالفعل أكثر من 2000 قناة فى سماء الوطن العربى فكيف تقاوم لأن هناك قنوات تفرض على الناس مطربين ونوع معين من الغناء، والأذن تتعود والناس تتأثر والإعلام يؤثر على الناس بشكل كبير، ولذلك حتى من يقدم القيمة فى الغناء أصبح تائها، ولذلك لا بد أن نصحى ونفوق، ومتألم جدا مما يحدث ولا أبحث عن موقع فى هذه الساحة، ولكنى أريد أن أسجل موقفا ورسالة يذكرها لى التاريخ، وأن أقدم ما يخدم الإنسان بصفة عامة.
- قدمت خلال حفلك بمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى أغانى وقصائد لكل الشعوب عن مصر والعراق وتونس.. والبعض وصفك بأنك جامعة عربية تضم العرب بأغانيك، وما تحفظه من شعر.
ما تعرفونه عنى قليل ولا يتجاوز 10% مما لدى من غناء وشعر وتراث، فأنت وأنا والجمهور ضحية إعلام ذى نوعية محددة وأحادى الرؤية، وللأسف من يمتلك موقفا حاليا يزاح من الساحة ومن لديه فكرة يزاح، فهناك حالة من حالات التهميش والتضليل وهناك مؤامرة إعلامية تقودها دولة إسرائيل، فهى قائمة على ثلاث أساسيات لا بد أن تمتلكها هى (العلم والمال والإعلام)، فأين نحن من هؤلاء الثلاثة يجب أن نسأل أنفسنا.
وأعود لأجيب على سؤالك أو اندهاشك من كونى حافظا لأشعار من كل البلدان، فأنا عاشق للشعر وهذه مهنتى انتقاء وحفظ التراث ثم غنائه، فأنا أحاول أن أكون مرآة تعكس الواقع الذى نعيشه، ولا بد أن أكون شاهدا على عصرى من خلال فنى ودائما لا بد أن أكون مواكبا ومتابعا لكل تطور، وأفتح التليفزيون يوميا لأتابع كل ما هو جديد، فالفنان لا بد أن يكون موجودا وحاضرا.
لطفى بوشناق والزميل جمال عبد الناصر
- ما هو مشروعك الغنائى الذى تعمل عليه حاليا؟
أجهز لعمل مسرحى غنائى بمصر عن بيرم التونسى وسأقوم بوضع الموسيقى والألحان والغناء، والعمل من إخراج إيميل شوقى، وسعيد بتلك التجربة النادرة لأن المسرح الغنائى غائب ويكاد يكون مات، فالكليبات قضت على هذا النوع من الغناء.
- ولماذا لا تقدم كليبات لبعض أغانيك؟
الأغانى التى أقدمها أساسها الكلمة واللحن وهى أغان تحمل قيما ومضامين فكرية، ولذلك تحتاج لإخراج، فلو مثلا أردت تصوير أغنية الربيع العربى فلا بد من وجود فكرة ومخرج، فأنا لست عاشقا يقدم أغنية فيأتى بفتاة ترقص أمامه وهو يقود سيارة فارهة، فيراها مع شخص آخر فينتقم منه، فهذه هى كل القصص التى نراها فى "الكليبات"، وأمتنا يموت منها الآلاف من الأطفال يوميا.
- كيف تختار أغانيك وكلماتك؟
لدى فريق عمل من الشعراء أتعامل معهم لأنى رسمت صورة ولدى مخطط ولا بد أن أحافظ عليها، وكل من يريد التعامل معى يعرف مسبقا المنهج الخاص بى والأغانى والكلمات والأشعار، ويعرض على الكثير من الأغانى لكنى أرفض ما لا يتناسب مع منهجى، ورفيق الدرب معى فتحى الشاعر التونسى دائما يمدنى بأشعاره.
وأختار الكلمات التى تحمل فكرا وثقافة ولا أدعى أننى مثقف ولكنى أحاول وأسعى أن أكون مثقفا وصادقا فى رسالتى، وفى كل لقاءاتى وحواراتى دائماً ما أشدد على أن أهم الأشياء التى بقيت فى يد العرب لإثبات هويتهم وتبليغ رسالتهم وتلميع صورتهم ودعم اقتصادهم هى الثقافة بكل أنواعها، مثل المسرح والكتاب والشعر والسينما والموسيقى والرسم والنحت، ونحن كعرب نمتلك هذه الأدوات ولا يستطيع أحد أن يسلبها منا، لذا علينا أن نبرع فيها ونحافظ عليها، ولو نظرنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية التى تعد الآن القوة العظمى فى العالم، نرى أن أهم دعائم اقتصادها يتجلّى فى الثقافة قبل بيع السلاح فما بال العرب ملوك الثقافة وهم أيضاً لا يمتلكون سلاحاً يبيعونه؟ فعلى شعوب العالم العربى أن تهتم بالثقافة بكل ما أوتيت من قوة لأنها سلاحها الوحيد.
لطفى بوشناق
- لكل مطرب نماذج يضعها قدوة أمامه.. فمن هو قدوة لطفى بوشناق؟
كثيرون من أضعهم أمامى وأتعلم منهم، مثل سيد درويش وعبد الوهاب وفيروز ووديع الصافى وعلى الرياحى من تونس وناظم الغزالى من العراق، والدوكالى من المغرب، وأحمد الحراش من الجزائر والكثير من عظماء الغناء والموسيقى بوطننا العربى.
لذلك أعتبر نفسى خرجت من العالم العربى ولدى نماذج أسمعها وأتأثر بها من باكستان ومن تركيا ومن العالم مثل "بوب مارلى وبرنس"، ولدى أسماء كثيرة وأمثلة وأيقونات فى عالم الغناء أسمعهم وأتعلم منهم، ولكن يستحيل أن أنسى فضل الموسيقار الكبير الراحل بليغ حمدى عندما أستمع إلى للمرة الأولى فى منزله خلال جلسة جمعتنى بعدد من أصدقائه، وحينما عرف أننى أمتلك صوتاً جيداً، طلب أن يستمع إلى فقدمت له أغنية "أنا عشقت"، وهى إحدى أغنيات الراحل سيد مكاوى، وحينما أُعجب بصوتى، قال أمام الحاضرين: "ألا يستحق صوت لطفى أن أُلحّن له أغنية؟"، كما كان لسيد مكاوى فضل كبير فى مسيرتى لا أستطيع أن أختزله فى كلمات وكما ذكرت، مصر لها فضل كبير على لا أستطيع أن أنسى جزءاً واحداً منه، فأدعو دائماً أن يحفظ الله مصر.
- ولكن من يطرب لطفى بوشناق حاليا؟
أسمع كل التجارب وكل الأجيال وهناك أسماء فى مصر وفى الوطن العربى تستحق الاحترام، ولكن الأصوات كثيرة وجميلة وممكن أذكر لك أسماء لكنهم ليس لديهم برنامج أو مشروع، فالمطرب مشروع غنائى وليس صوتا فقط لأنه لن يكون هناك أفضل صوتيا من أم كلثوم أو عبد الوهاب أو عبد الحليم، ولكن من الآن يعبر عنا كمطرب، فالأصوات مهمة ولكن أين الكلمة وأين رسالة المطرب وموقفه، فهذا هو الذى يبقى وما وصلنا اليه اليوم فى مجتمعاتنا العربية من جهل وسطحية وجرى وتقليد يتحمل مسئوليته الفنان لأنه لم يتخط الكلام عن الحب، برغم أن هناك الكثير من الموضوعات المهمة فى حياتنا أكثر من الحب ويجب أن نتغنى بها، وهناك قيم نستمعها من الغرب ونتأثر بها، ولكن عندما تأتينا من فنان عربى نتجاهلها، فبوب مارلى الأكثر شهرة لدى الشعوب لماذا لأنه غير وكان يحمل رسالة لكننا ما زلنا نغنى للحب وأنا لست ضد الغناء للحب، ولكن التناول ولا نقتصر الحب عن حب الرجل للمرأة فالله محبة. وحب الخير للناس أعظم أنواع الحب، والحب للحرية والتسامح وأن تحب لغيرك ما تحب لنفسك.
- هل بقاء الأغنية مرجعة الكلمة مثلما قال الشاعر المصرى الكبير مرسى جميل عزيز؟
نعم لأن الأغنية هى كلمة، ولكن لا بد أن يكون هناك معها لحن وأداء وتنفيذ، فالأغنية مثل بناء البيت يحتاج هندسة وتطبيق وأساس، فالعناصر لا بد أن تتكامل لكن الكلمة هى الأساس.
- لماذا حققت اغنيتك "خدوا المناصب" نجاحا كبيرا؟
الأغنية لم تحقق نجاحا من فراغ، فالعمل الصادق لا بد أن ينجح، والأغنية صادقة بكل معنى الكلمة، لأنها أوضحت المرارة وتحدثت عن الواقع الذى نعيشه حالياً فى عالمنا العربى، فالكلمات تدور حول قصة المواطن البسيط الذى يتمنى أن يعيش حياة كريمة بعيداً من الكذب والسرقة والنفاق.
- ما القضية التى سيظل يغنى لها لطفى بوشناق؟
قضية فلسطين والإرهاب سأظل أغنّى لهما حتى نهاية عمرى ففلسطين هى قضية كل إنسان وفنان عربى، ومن زار القدس والمسجد الأقصى سيعرف عظمة الله سبحانه وتعالى. ولهذا وُصِف بـ"أولى القبلتين"، ففلسطين ستظل رسالتى التى أغنّى لها حتى تتحرر بإذن الله والإرهاب لن يكون القضاء عليه إلا بالثقافة والأغنية احد اسلحة الثقافة.
- انتشار الأغنية الشعبية.. ما تبريرك له؟
أنا لست ضد الأغنية الشعبية وهى لها جمهورها، لكن سيطرتها على الساحة حاليا سببه الإعلام، فهو يفرضها علينا ولذلك أعود وأؤكد خطورة الإعلام، فلو عودت ابنك على سماع أم كلثوم كل يوم والإعلام أغرق قنواته بأغانيها سيكون الجيل بالكامل متأثرا بها ويستمع إليها، ولكن الأغنية الشعبية تفرض علينا وما يفرض اغانى بدون طعم ولا لون ولا رائحة ولكن هناك اغانى شعبية محترمة ولكنها قليلة لكن الاعلام عودنا على اغانى الهشك بشك مثلما تعود ابنك على "الهامبرجر" لو اتيت له برز مع ملوخية او فتة لن يأكله لأنك عودته على الوجبات الامريكية فترك تراثه فى المأكل وكذلك كل الاشياء.
- ولكن ما زالت الأغنية الأصيلة لها جمهورها وهذا ما لمسته فى حفلك الأخير؟
بالتأكيد لها جمهورها ومن الشباب فكل ما يخرج من القلب بصدق يصل الى القلب والى الأحشاء وبالمناسبة ما بنى على باطل طريقه الزوال، وما بنى على صدق وإحساس فسيكون له البقاء وكلما كنت مؤمن وواثق من قدراتك ومن فنك تأكد انه سيصل وسيقدر من الجمهور لأن الجمهور العربى من أذكى الشعوب ولديه حاسة التمييز بين الغث والثمين، وهذا ما جعلنى احضر لهذا المهرجان الشبابى وحتى الشباب الذى كان معى فى الفرقة كانوا متفاعلين.
- لماذا لا يمر حفل للمطرب الكبير لطفى بوشناق إلا ويطلب منه غناء الأغنية الشهيرة "لامونى اللى غاروا منى" فما سر نجاح وبقاء هذه الأغنية؟
رغم أنها ليست أغنيتى لكنها ارتبطت بى لأنها تداولت واتسمعت أكثر من مرة، إضافة إلى بساطة لحنها وكلماتها، ولدى أغان كثيرة مطلوبة مثل "العين اللى ما تشوفكش" واغنية "سمرا يا سمرا" وأغنية "أنا حبيت واتحبيت "من الاغانى المطلوبة ايضا وعندما جاءنى المخرج مازن الغرباوى لتونس أسمعته فى الاستديو الخاص بى الكثير من الأغانى وكان منبهرا وقلت له أنت تحتاج لشهر معى لتستمع لكل ما لدى "فهو كثير برشا".
- ما هو حلم لطفى بوشناق الذى يريد تحقيقه فى الغناء؟
أن تأخذ الاغنية الاصيلة التى تستحق أن نقول عليها أغنية مكانها وتقدر والأغنية تساوى 10 آلاف مليون خطاب سياسى فحاليا مشكلة الإرهاب نسمع يوميا خطابات عن الارهاب ولكن ممكن بأغنية يكون تأثيرها اكبر بكثير وأسرع من اى خطاب سياسى.
- هل فى مرحلة ما بعد الثورة تم تصنيفك كمطرب للنظام وللرئيس ووضعك فى قوائم مثلما حدث فى مصر؟
أنا لم أغن مطلقا لشخص وأنتمى فقط لوطنى ولعروبتى وهناك من يريدون الاصطياد فى الماء العكر الذى يخلقونه هم ليكون عكرا مثلهم وهم حاولوا كثيرا ان "يوصمونى"، ولكنهم لم يتمكنوا و قبل الثورة مثل بعد الثورة ولم أتبع أى نظام ولم أغن للرئيس، وأتحدى من يأتينى بأغنية غنيتها للنظام مع احترامى للنظام والدولة السابقة، فهى لها حسناتها وسيئاتها ولهم أخطاؤهم ولهم مزاياهم، لكنى معروف أننى لم أنتم مطلقا لأى رئيس ولأى نظام، ولم يكن لدى أى علاقة بالعائلة الحاكمة واسأل أى تونسى فى ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة