قطعت حركة حماس شوطا مهما حول ارتباطها بالجماعة، بعدما تضمنت الوثيقة السياسية للحركة، فك الارتباط بالتنظيم، فى الوقت الذى لم ترد أى من قيادات الكبرى للإخوان على هذه الخطوة، حتى الآن، فيما أكد خبراء أن هذه الخطوة سبقها خطوات عديدة وحركات أعلنت انفصالها عن الجماعة أبرزهم حسن الترابى المفكر السودانى، وكذلك حركة النهضة التونسية، ووعدنان سعد الدينرفي سوريا.
الخطوة التى أقدمت عليها حركة حماس سبقتها، خطوات عديدة بينها عدم تعليق شعارات الإخوان، وعدم حديث قيادات الحركة الفلسطينية عنهم، وترددت أنباء منذ ما يقرب من شهر من إقدام الحركة على الانفصال عن الإخوان.
من جانبه علق محمد العقيد، عضو مجلس شورى الإخوان بتركيا، على الخطوة قائلا :"لن نخون الله فيكم ، ولن يعطلنا أحد" فى إشارة إلى عدم تأثير فك الإرتباط بين حماس والإخوان على العلاقة بين الطرفين.
فيما تداول عدد من كوادر الإخوان مدونة لباحث على موقع الجزيرة القطرى، يبرر فيها خطوة حماس بالانفصال عن الإخوان بقوله: تحتكم الحركة في قراراتها المصيرية واجتهاداتها السياسية إلى مرجعيات قيادية عليا تقوم على العمل الشوري والعمل المؤسسي، وميثاق الحركة قابل للتطور والنمو والتوسع بما يكفل الحفاظ على الثوابت وذلك لأن الواقع الذي تعيشه الحركة اليوم قد طرأت عليه مستجدات لم ينص عليها الميثاق الذي صيغ في عقد الثمانينيات بألفاظٍ عامة، والإعلان عن الوثيقة السياسية لحركة حماس قد جاء متأخراً قياساً بالأحداث العارمة التي أصابت الساحة الفلسطينية ناهيك عن الساحة الإقليمية والدولية.
بينما لم تصدر جماعة الإخوان أى بيان يرد على الخطوة التى اتخذتها حماس، أو تصريحات صحفية تعلن موقفها من الخطوة الجديدة للحركة الفلسطينية.
من جانبه قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن حماس كحركة تحرر وطني رأت أن ارتباطها بالإخوان سيمثل عبئا عليها، خاصة في علاقتها بمصر وبالسعودية وكلا الدولتين تصنفان جماعة الإخوان باعتبارها إرهابية ، كما أن الوضع العالمي الذي تصعد فيه قوي يمينية ونظم شعبوية تعبر عن تيارات مناوئة للإسلام ولجماعات الإسلام السياسي ، وعدم التمييز بينها وبين جماعات الإرهاب المتصاعد في العالم والذي يضرب بقوة داخل أوروبا وداخل أمريكا ، يجعل حماس تفك ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين في مصر حتي لا تؤثر أية احتمالات بتصنيفها في المستقبل كجماعة إرهابية في أمريكا علي علاقة حماس بأوروبا وأمريكا.
وأضاف حبيب فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن تأثير ذلك علي الجماعة في مصر، سيعزز من التيارات المراجعة داخل جماعة الإخوان ، ومن ثم يتخلون عن التمسك بشرعية مرسي وضرورة عودته ، كما قد يعزز التفكير في مراجعة خطاب الجماعة نحو مصر واستخدام لغة التحريض والشماتة فيما يحدث من أزمات تنال المواطنين في مصر.
وفى السياق ذاته قال الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى الحركات الإسلامية، إن هذه الخطوه تأخرت كثيرا لأن الطرفين بقدر ما انتفعوا من بعضهم البعض، بقدر ما تضرروا خاصة في الفترة الأخيرة.
وأضاف المنشاوى، أن حماس كانت تشكل غطاء دعائي للجماعة، وحماس كانت تستفيد من الدعم المعنوي والإعلامي والمادي للجماعة، لكن بعد التطورات الأخيرة وما حدث في مصر أصبح الطرفان عبئا علي الأخر، وخاصة حماس التي تضررت كثيرا من إلقاء التهم عليها نتيجة علاقتها بالإخوان، فالموقف فيه ذكاء من حماس لحاجتها لعلاقات قويه ومستقرة.
وأوضح المنشاوى، أن هذا تصرف تكتيكي لكنه بلاشك يضعف من معنويات الإخوان وإطارهم التنظيمي، متابعا: لقد سبق حماس في فترات سابقة انفصال الدكتور حسن الترابي في السودان وعدنان سعد الدينرفي سوريا، وراشد الغنوشي في تونس، فكل تنظيم يري انه أدرى بظروف بلده وأن سيطرة إخوان مصر على التنظيم الدولي بعد أدائهم المخيب للأمال في الأزمه المصرية لا يعطي لهم أي أولوية في تولي القيادة.
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هذه خطوة تكتيكية وهناك توافق على ضرورة خطوات بهذا الشكل بهدف عدم تحمل تداعيات أزمة جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي وهذا يحدث حاليا في فروع الجماعة في تونس والأردن وغيرها.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن الجماعة مشغولة بأزمتها الداخلية وسيطلب منها تفهم هذه المواقف لأنها غير قادرة على حماية أعضائها ومن تسيطر عليهم داخل التنظيم المحلى لتكون قادرة على حماية فروعه في الخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة