محمد الدسوقى رشدى

انتصار الفكرة فى مؤتمر الشباب

الإثنين، 01 مايو 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو الأمر محسومًا وقت الحديث عن مؤتمر الشباب، محسومًا تمامًا لصالح الفكرة، ابتكارًا وإبداعًا وتنظيمًا وتأثيرًا.
 
سنوات طويلة مضت امتلأت ساحاتها السياسية بشعارات عن تمكين الشباب، وإتاحة الفرصة لتمكينهم وإشراكهم فى الحياة السياسية، قيادات الأحزاب تحدثوا عن ذلك، وشيوخ الاقتصاد والإعلام أكثروا من رفع تلك الشعارات، والأكاديميون والباحثون كتبوا عشرات الدراسات فى نفس الأمر، ولكنهم جميعًا توقفوا عند حدود الكلام، ومن صدق وعده فيهم اكتفى بحدث باهت أو ندوة محدودة التأثير، أو تجربة لتمكين الشباب داخل حزب هنا أو مؤسسة هناك، وحدها مؤسسة الرئاسة نجحت فى تطبيق ماوعد به الرئيس بخصوص فتح المجال السياسى والاجتماعى أمام الشباب من خلال نافذة عرض مبتكرة اسمها المؤتمر الوطنى للشباب، أعادت الجميع للإيمان بأن فى قلب هذا الوطن مئات الموهوبين وآلاف الكفاءات الشابة فى السياسة والاقتصاد والفن.
 
بإصرار وتصميم واجه كل الانتقادات التى تعرضت لها فكرة المؤتمر الوطنى للشباب، راهنت مؤسسة الرئاسة على ما تؤمن به وحصدت مكاسب الرهان كاملة وتركب هواة الاصطياد فى الماء العكر على جانبى الطريق يتحسرون على نجاح التجربة وفشل رهانهم وهزيمة انتقاداتهم غير المنطقية أمام الصدى الواسع الذى حققه المؤتمر فى دوراته المختلفة بداية من شرم الشيخ، ومرورًا بأسوان والماسة، وانتهاءً بماحدث فى الإسماعيلية.
 
إصرار مؤسسة الرئاسة وتحديدًا مكتب الرئيس على المضى قدمًا فى دعم فكرة المؤتمر الوطنى للشباب، وتحويله إلى نافذة لأصحاب الآراء والفنون والمشروعات المختلفة سحق بنجاح محاولات الاستخفاف بالفكرة بداية من نغمة هناك عيوب فى تمثيل التيارات المختلفة داخل المؤتمرات، ومرورًا بأكاذيب من نوعية أن كل شىء سابق الترتيب.
 
نظرة واحدة لما حدث فى جلسات المؤتمرات ستلحظ أن سقف الانتقادات التى يوجهها الشباب للحكومة والسلطة أعلى بكثير من صوت الأحزاب والإعلام، وأكثر صراحة وجرأة فى وجود الرئيس نفسه، وبتركيز مع أداء الرئيس نفسه داخل جلسات المؤتمر ستجده معتمدًا على مبدأ الشفافية والمصارحة بارتياح فى وجود الشباب عن وجود غيره، وبقراءة دقيقة لنتائج المؤتمر فى دوراته المختلفة ستجد أنه كان سببًا مباشرًا فى قوائم العفو عن شباب المحبوسين وتعديلات قانون التظاهر، والاهتمام بقضايا مفصلية مثل ذوى الاحتياجات الخاصة، وملف الإعلام والأسعار، وتعديل السلوك الحكومى فى بعض المواقف.
 
ليس فى الأمر مبالغة إن قلنا أن مؤتمر الشباب فى دورته الأخيرة بالإسماعيلية تحول إلى أهم حدث سياسى فى مصر خلال السنوات الأخيرة، وربما لأول مرة تشهد مصر هذه الصورة التى لا تعرف أسئلة مسبقة أو اختيارات محددة لشخوص المتكلمين فى حوار مفتوح بين السلطة بكامل هيكلها والشباب بكامل تنوعهم، وهذا يفسر لك حجم تأثير المؤتمر على معنويات الوطن بأكمله شعبًا وحكومة، فلقد تحولت أيام المؤتمر إلى مصدر للطاقة الإيجابية على الشاشات، وفى أرض الواقع، بنموذج فريد يطمئن الناس على وجود كوادر شابة تستعد لاستلام المستقبل، وتشارك فى صناعة الحاضر، ويريح الصدور التعبة وهى تشاهد حوارًا بلا حواجز وبلا سقف فى وطن أدرك أخيرًا وبعد ارتباك سنواته الماضية أن الحوار والشفافية والمصارحة طريقه نحو مستقبل أفضل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة