يسمم المغتربون أبداننا كل صباح بالتحسر على أوضاع البلد ويتساءلون دائما لماذا نصبر على سوء الأحوال ولا نثور أو نهاجر، أولئك الذين يتفاخرون كل يوم بجمال «بلاد برة» ونظافتها ونظامها وهدوءها، ويحمدون الله أنهم خرجوا من القرية الظالمة، العشوائية، الممتلئة بالروائح الكريهة، المتخمة بالضوضاء، هؤلاء لا يتركون ظاهرة سلبية فى مصر إلا وأشبعونا نقدًا وتقريعًا عليها، وكأنهم تفاجأوا بكل هذه المشاكل عند وصولهم للمطار فى الجانب الآخر.. أقول لكم مخلصًا أننا نعرف كل ما تقولونه ونعترف بكثير منه، لكننا نكافح، بالصبر على الأقل، لكى لا تصبح الأمور أسوأ، لكنكم تفسدون الأمر بتصوير بلادكم وكأنها صفيحة قمامة تتصارع بداخلها مجموعة من القطط المتشردة، ثم تتساءلون بكل براءة: متى تتعافى السياحة؟.. لا مجال للمعايرة بيننا لأنكم فى داخلكم تعرفون أن هذه البلد أفضل بكثير من غيرها، على الأقل نستطيع أن نطلق النكات على أحوالنا دون التعرض للسجن بتهمة إيذاء مشاعر سمو الأمير.